يشهد العالم اليوم مراسم تنصيب الرئيس السيسى فى ولايته الثالثة، بعدما فاز بالانتخابات الأخيرة بتصويت قياسى ونسبة مشاركة غير مسبوقة، وبجانب بروتوكول المناسبة وتفاصيله الرسمية، فإن الحدث يستدعى للذهن ذكريات التنصيب فى 2014 و2018، وكان الطابع الدستورى فيهما ممزوجا بفرحة شعبية عارمة، والمراسم الرسمية متزامنة مع طقوس الاحتفالات الشعبية الحاشدة.
تُمثل مراسم التنصيب تجديدا لفرحة إنقاذ الدولة من فوضى 2011 وما بعدها، وإحياء لعيد ميلاد الأمل بعدما تواطأ الإخوان وحلفاؤهم على تغييبه وإشاعة اليأس بين المصريين.. وفى الولاية الأولى كانت مصر خارجة لتوها من حقبة الإخوان السوداء، والسيسى خاض المنافسة استجابة للإرادة الشعبية، وحسمها بأغلبية كاسحة، فرأى الناخبون فى النتيجة تتويجا لإرادتهم أولا، واستكمالا لمشهد الإجماع فى ثورة 30 يونيو وإنقاذ الدولة ثانيا، وقتها عمّت الأفراح والاحتفالات شوارع مصر، وكان الرئيس يُقسم أمام المحكمة الدستورية ومن بعدها يستقبل المهنئين فى قصر الاتحادية ويحتفل مساء مع الضيوف فى قصر القبة، بينما تغص أنحاء مصر باحتفالات وفرحة وتهانى يتبادلها الجميع.
جرت مراسم تسليم السلطة وقتها من الرئيس المؤقت عدلى منصور، وسط حضور قائمة طويلة من قادة وملوك ورؤساء الدول، ولم يقتصر المشهد المهيب على حفل التنصيب فقط؛ بل كانت الشوارع خلية نحل دائبة فى حفل مفتوح، فامتلأت بالحشود والبهجة والأغانى الشعبية والوطنية، وهتف الصغار والكبار باسم الرئيس، فضلا عن تظاهرة عارمة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، بدأت من البهجة بنتيجة الانتخابات وتطورت إلى مظاهرة فى حب مصر، وفرحة بالانتصار الكامل على جماعة الإخوان وإرهابها الأسود.
وكان لخطاب الرئيس فى مراسم التنصيب تأثير شعبى كبير، فتداوله الناس وأخذوا مقتطفات منه، وارتسمت معالم مرحلة مُغايرة حضر فيها الشباب والنساء بقوة، وبدا أن القيادة الجديدة تحمل رؤية وتوجها غير ما اعتادته مصر لعقود طويلة، وفى 2018 تكرر مشهد الاحتشاد الشعبى، واحتفل الملايين بفوز الرئيس وتنصيبه وما تردد فى كلمته من رسائل بالغة القوة والأهمية.
بدأت المراسم وقتها باستقبال الرئيس فى مجلس النواب، ثم جاء القسم وإلقاء خطابه، وأطلقت المدفعية 21 طلقة للاحتفال بالمناسبة. وامتلأت الشوارع بالمحتفلين، مع فارق أن المناسبة جرت هذه المرة فى أجواء آمنة تماما، إذ كانت الدولة قد انتصرت على إرهاب الإخوان بعد سنوات من الحرب الشرسة، واليوم تقف مصر على أعتاب مرحلة جديدة، تتكرر فيها طقوس الاحتفال ومراسم التنصيب، ويحتفل المصريون بإنفاذ إرادتهم التى اختارت الرئيس ودعمت مشروعه، وتنتظر ما سيحمله الخطاب وبشائره، والمرحلة التالية من إجراءات سياسية وتنفيذية، وتركيبة الحكومة المرتقبة، واستمرار جهود التنمية والرعاية الاجتماعية والحوار الوطنى.. إنها لحظة انتصار للممارسة الديمقراطية وأمل فى مستقبل أكثر ازدهارا، وأهم ما فيها التضامن ووحدة الصف كما يؤكد الرئيس دوما فى كل حدث ومناسبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة