أقيمت ندوة "راوي ورواية"، بمشاركة الكاتبان عمر طاهر وأشرف العشماوي، ضمن مهرجان التحرير الثقافي، الذي تنظمه الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالتعاون مع دار نشر ومكتبات تنمية، مساء أمس الجمعة الموافق 19 أبريل الجاري. وأدار الندوة عمرو المعداوي، الذي عبر عن سعادته بالندوة وبالحضور الكبير الذي انقسم على قاعتين.
وكشف الكاتبان عن رؤيتهما للقاهرة إذ أشار الكاتب أشرف العشماوي، أنه يرى القاهرة في مختلف مراحلها، حيث محمد علي باشا والمماليك والخديو إسماعيل والخديو توفيق والملك فاروق، وحتى الوقت الراهن.
وأشار إلى أنه دائم العودة إلى الوثائق وأرشيفات الصحف، وأرشيفه الشخصي الذي يضم الآلاف من الصور والمجلات القديمة، والذي دائما ما يستخدمه.
فيما تمنى عمر طاهر أن يستطيع أن يحول كل ما يراه إلى كتابة، فقال إن هذا هو حلمه الذي يعتقد أن بجانبه لا معنى للتأليف، لأن الواقع في القاهرة به ثراء إنساني وفكري غير عادي بحسب وصفه.
وأشار طاهر إلى أن الكاتب شخص مشغول بإيجاد أفكار للتعبير عنها، هذا هو الهدف الأساسي من عمله. والطرق التي يعبر بها هي قائمة على التدريب والتجريب حتى يتعلم "التكنيك" الذي يمكن أن يعبر به عن أفكاره، واستشهد بنجيب محفوظ وصلاح جاهين الذين تعددت أساليبهم السردية والتعبيرية.
وعن تأثير العمل القضائي على الكاتب أشرف العشماوي، قال إنه لم يخسر دهشته بالنفس الإنسانية بسبب عمله القضائي الذي يمتد إلى 33عاما، فدائما هناك دهشة جديدة وهناك تطور حتى على مستوى الجرائم. وأضاف عشماوي أنه كان يتمنى لو يكون عمر الإنسان ألف عام، حتى يستطيع أن يرى أكثر ويعايش أكثر. ولفت إلى أنه لو اختار شخص لم يعد موجودًا لمقابلته سيكون نجيب محفوظ، الذي قابله بصفته المهنية وكيلا للنيابة العامة بعد حادث اغتياله.
لكنه تمنى لو يلقاه اليوم ككاتب ويصحبه في جولات بالجمالية ويستمع لحكاياه عن القاهرة. وأشار إلى أنه كان يتمنى لو يعيش في منطقة وسط البلد، فهو يميل لصخب المدينة وصخب الناس الذين يعتبرهم وقود الكتابة، فحتى مع الاعتماد على الخيال تبقى الشرارة التي يجب أن تأتي من الناس.
وهو ما أكده عمر طاهر إذ يرى أن توثيق حكايا الناس هو همه الشاغل، فقد كان يتمنى أن يعايش تجربة الخواجة تومي خريستوا الذي صنع الشوكولاتة لأول مرة في مصر، تحت عنوان «لنأكلها سويًا»، وكذلك تجربة حمزة الشبراويشي الذي صنع كولونيا ٥٥٥.
واستعرض طاهر أرشيف البحث الذي استخدمه خلال كتاب «صنايعية مصر»، والذي احتوى على صحف ومجلات وصور وكتب كانت مرجعه في الكتابة. فيما عرض العشماوي صورا كانت مرجعه في أحدث رواياته، ومخطوطات كتبها أثناء بحثه واعداده للكتابة. كما ضمت الندوة فيديو يعبر عن مدينة القاهرة كتب نصه أشرف العشماوي.