أقيمت ندوة "الصحة النفسية في المدن الكبرى"، بمشاركة نبيل القط الطبيب النفسي، والروائية ضحى عاصي، ضمن مهرجان التحرير الثقافي، اليوم السبت الموافق 20 أبريل الجاري. وأدار الندوة مصطفى الطيب.
بدأت الندوة بالسؤال الرئيسي للندوة وهو كيف تؤثر القاهرة على الصحة النفسية للمبدع؟ وأشار نبيل القط إلى أن هناك دراسات كثيرة بحثت في الفرق بين المدينة والريف ما بين الأمراض النفسية وانتشارها، ونوع الشخصية، وقال إن المدينة لا تؤثر فقط في الشخصية وإنما تشكلها.
ولفت القط إلى أن هناك خمس أبعاد في الشخصية منهم العصابية والانفتاح على الخبرة، والطواعية، الانفتاح على الآخر، والضميرية. وهي تتغير نسبتها ما بين الريف والمدينة فأهل المدينة أكثر انفتاحًا على الخبرة وأكثر التزامًا، كما أن العصابية في المدينة أكثر، كما كشفت الدراسات أن التغيرات ليس في الشخصية فقط وإنما في المخ أيضًا.
فيما كشفت ضحى عاصي عن حياتها ما بين المدينة حيث نشأت وعاشت والريف حيث جذور عائلتها، وأضافت أن الإنسان تختلف طريقة تعامله مع البيئة الجديدة فربما يكون منغلقًا جدًا وربما يكون منفتحًا جدًا حيث ينصهر تمامًا للدرجة التي تفصله عن مجتمعه الأصلي، ولفتت إلى أنه في المدينة أو المجتمع الأصلي للشخص يكون هناك خطوات واضحة يسير عليها الإنسان على عكس سفره لمدن وبيئات أخرى.
وعن تأثر شخصيات الروايات بحالة الكاتب، قالت ضحى إنها لا تعتقد أن الكاتب يكون مستوعبًا وقت الكتابة بما هو متأثرًا به، لكن يجب على الأديب أن يكون مدركًا لأبعاد الشخصيات التي يكتبها وطبيعتها سواء في المدينة أو الريف، كما يجب أن يستوعب قرارات شخصياته تبعا للسياق الاجتماعي والنفسي لهم.
وأضافت عاصي أن وقت الكتابة بمثابة عذاب، فهي طوال الوقت تتخيل الشخصيات التي تكتبها وتعايشهم وتعيش مهم للدرجة أنها قد تشعر حسيًا بهم، ولا تنفصل عنهم ابدا. وهي تتواجد في كل الشخصيات لكنها لا تكتب حياتها، فالمشاعر مرت بها لكن حياتهم لها سياقات مختلفة.
وأشار نبيل القط إلى أن نفس تأثير القاهرة على الناس هو ذاته التأثير على الممثل من حيث الضغط العصبي بسبب الازدحام والتلوث وغيرها. ولفت القط إلى أن الناس عبارة عند خيال في ذهن بعضها البعض وليس واقعًا، فالواقع هو ما ندركه حسيا، وفي حالة عدم وجود الأشخاص نتخيل. بالتالي أغلب حياتنا الواقعية خيال، ولا فروق كبيرة بينهم.
نبيل القط وضحى عاصي