رغم كونه حديث الإنشاء إلا أنه حقق طفرة نوعية فى مجال البحث العلمى والجيولوجى ووضع محافظة الوادى الجديد على خريطة الأبحاث العلمية العالمية وذلك بعد أن نجح مركز الحفريات الفقارية بجامعة الوادى الجديد فى تحقيق اكتشافات علمية انتهت بتسجيل عدد كبير من والكائنات البحرية التى عاشت بالبحر التيثى القديم والتى امتد لمسافات كبيرة بالصحراء الغربية بمصر منذ أكثر من 70 مليون سنة، ومن أهم هذه الاكتشافات هياكل الزواحف البحرية التى تكتشف لأول مرة بقارة افريقيا بالإضافة إلى العديد من أنواع الأسماك واسنان القرش والتى تحكى شكل الحياة القديمة والظروف الطبيعية التى شكلت الحياة خلال تلك العصور الجيولوجية القديمة>
نقوم بعرض هذه الاكتشافات بعد تجهيزها للعرض بمركز الحفريات الفقارية بمقر جامعة الوادى الجديد.
وجرى انشاء المركز البحثى المتخصص ليكون مهتما بشكل كبير بكتابة وتسجيل التاريخ الطبيعية بالصحراء الغربية وخاصة منطقة الوادى الجديد، ونقل ثقافات المجتمعات المحلية ليتمكن الجميع من التعرف على تلك الثقافات الاصيلة، وكذلك مزج الحرف اليدوية والفن الأصيل الذى يتمتع به عدد من سكان الوادى الجديد بالتاريخ الطبيعى عن طريق النحت واللوحات الفنية التى تحكى تاريخ الحياة القديمة على لوحات الرمال أو على شكل منحوتات من مخلفات النخيل والاخشاب، حيث يتم تنظيم الرحلات الجيولوجية بالمركز للتعرف على التاريخ الجيولوجى للصحراء الغربية بمصر وكذلك التعرف على الطبيعة الخلابة لواحات الوادى الجديد وثقافات السكان المحليين وزيارة مواقع التراث الثقافى والطبيعى بالمحافظة
ومن أبرز ما حققه المركز من نجاح علمى هو قيام فريق بحثى مشترك بين جامعتى الوادى الجديد والقاهره باكتشاف سلحفاة نهرية جانبية العنق بمنطقة جناح جنوب شرق مدينة الخارجة وتم اكتشافه وتسجيله للمرة الأولى فى مصر وشمال أفريقيا ويرجع عمرها لأكثر من 70 مليون سنة والتى عاصرت عصر الديناصورات وهذا النوع من السلاحف التى تعيش فى الأنهار والمياه العذبة وهى عبارة عن صدفة شبه كاملة، متواجده فى التاريخ الجيولوجى على فترات متفرقه ولم تسجل من قبل فى هذا العصر، ويعد هذا الاكتشاف استكمال للسجلات الاحفورية للسلاحف القديمة فى أفريقيا ويتميز هذا الكشف بأنه يغلق الفجوة التاريخية بين الأعمار المختلفة لظهور السلاحف النهرية جانبية العنق والتى اختفت تماما من قارة أفريقيا خلال العمر الجيولوجى الكامبانى "70 مليون سنة"، التابع للعصر الكريتاسى العلوى حتى تاريخ هذا الاكتشاف لتظهر فى جنوب مصر بمنطقة قرن جناح بالخارجة.
كما تمكن فريق بحثى مشترك لجامعتى الوادى الجديد وعين شمس لعظام زاحف بحرى الموزازور بصحراء واحة الداخلة بالوادى الجديد يرجع تاريخه إلى العصر الطباشيرى العلوى والذى كان يتميز بوجود بحار واسعة ممتدة عبر القارات تحوى أعداد هائلة من الزواحف البحرية العملاقة والتى كانت تعيش بجوار شواطيء بحرية بقارة أفريقيا وخاصة مواقع شمال أفريقيا، حيث أن الموزازور هو زاحف بحرى منقرض فى اواخر العصر الطباشيرى وهذه المجموعة هى الاكثر انتشاراً وافتراساً بين الكائنات البحرية فى ذلك الوقت يشبه هذا الكائن تنين كومودو الذى يعيش الان فى جزر اندونيسيا، وتم اكتشاف هذا النوع الجديد لهذا الزاحف من صخور طفل الداخلة من اواخر العصر الطباشيرى فى الصحراء الغربية لمصر فى الواحات الداخلة لفريق علمى مشترك بين جامعة الوادى الجديد وجامعة عين شمس وبعض الخبراء من جامعات اجنبية وتم العثور على عظام الجمجمة وبعض الفقرات وبعض الاسنان.
وقال الدكتور جبيلى عبدالمقصود أبو الخير مدير مركز الحفريات الفقارية بالجامعة، أن الصحراء الغربية بمصر تعتبر واحدة من أغنى صحارى العالم التى تحتوى على تراث طبيعى متميز يوضح تاريخ الارض وشكل وظروف الحياة القديمة عبر ملايين السنين مثل موقع وادى الحيتان وجبل قطرانى بالفيوم والواحات البحرية وسيوة ومنخض القطارة بالاضافة إلى واحات الداخلة والخارجة والفرافرة بالوادى الجديد، مؤكدا على أن واحة الداخلة تمتلك مواقع هامة جدا للزواحف والاحياء البحرية الاخرى التى عاشت على شواطيء البحر التيثى منذ أكثر من 65 مليون سنة تضيف معلومات هامة جدا للحياة البحرية لقارة أفريقيا خلال هذا العصر، وأن الفرصة ما زالت متاحة لاكتشاف العديد من الأسرار التى تخفيها طبقات الأرض فى نطاق محافظة الوادى الجديد وذلك بجهود فريق البحث العلمى بالمركز ودعم قيادة الجامعة برئاسة الدكتور عبد العزيز طنطاوى رئيس الجامعة.
وأضاف جبيلى أن المركز يهتم بالمواقع التى تحتوى على أعداد كبيرة من السلاحف النهرية والبحرية وكذلك العديد من بقايا الديناصورات والتماسيح المتحفرة والتى يرجع عمرها للعصر الكريتاسى العلوى، والذى شهد التقدم الكبير للبحر التيثى "جد البحر المتوسط الحالي" وذلك بعد عدة ترددات بسيطة للبحر على جنوب مصر والتى بدأت منذ أكثر من 120 مليون سنة ثم التراجع بعد ذلك لمسافات كبيرة ناحية الشمال متأثرا بعدة عوامل منها الحركات التكتونية والمناخ القديم، تاركا الفرصة الكبيرة للأنهار القديمة لتكوين الخزان الكبير بجنوب مصر، ثم بدأ بعد ذلك التقدم الكبير للبحر ناحية جنوب مصر وذلك بعد ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة الاحتباس الحرارى والذى يرجع لزيادة نسبة ثانى أكسيد الكربون فى الجو غطى البحر التيثى معظم الصحراء الغربية فى هذا العصر مكوناً مسطحات مائية ضحلة كبيرة جداً ومستنقعات وبرك تغذيها مصبات الأنهار مكونة مياه شبه عذبة أو شبه مالحة سمحت للعديد من الكائنات الحية العيش بها مثل التماسيح والسلاحف وبعض الأسماك.
فريق-البحث-العلمي-بجامعة-الوادي-الجديد-
صدفة-السلحفاة-البحرية
رسم-هيكلى-لاحد-الاكتشافات-العلمية
داخل-مركز-الحفريات-الفقارية-بالوادي-الجديد
جانب-من-اكتشافات-المركز-العلمى-بالوادى-الجديد
أثناء-استخراج-السلحفاة-جانبية-العنق
اثناء-إحدى-الرحلات-الجيولوجية-بصحراء-الوادى-الجديد
1
فريق-عمل-مركز-الحفريات-الفقارية-بالوادي-الجديد
صدفة-سلحفاة-عملاقة-عمرها-72-مليون-سنة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة