قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، فى عددها الصادر اليوم /السبت/، إن حالة من الارتياح تسود الشارع الإيرانى بعد الضربة المحدودة أمس الجمعة التى تبدو أنها رد إسرائيلى على الهجوم الإيرانى بالطائرات بدون طيار الأخير واستهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية.
وقالت الصحيفة فى سياق تقرير، نشرته عبر موقعها الالكترونى فى هذا الشأن، إن العديد من الإيرانيين بدوا أكثر ارتياحًا وسعادة لما آلت إليه حالة التصعيد الأخيرة فى الصراع بين الخصمين التقليديين، إسرائيل وإيران، والتى بدأت باتهام الأخيرة إلى إسرائيل بقصف قنصليتها فى دمشق ما دفعها إلى الرد بوابل من المسيرات على قاعدة عسكرية إسرائيلية زعمت بأن هجوم دمشق قد انطلق من خلالها.
وقالت مواطنة إيرانية تدعى هنجامة، بالغة من العمر 70 عامًا عاشت فيها حروبًا عديدة لبلادها، إنها قامت بإزالة المرايا من جدران منزلها وحثت أفراد الأسرة على الابتعاد عن النوافذ خوفا من الهجمات الانتقامية لإسرائيل، وباتت تطاردها أفكار بالبقاء فى مبنى سكنى مرتفع دون ماء أو كهرباء أو طعام، إذا هاجمت إسرائيل، لكن بعد الهجوم المحدود يوم أمس الجمعة التى يبدو أنه إسرائيلي، هدأت هنجامة من روعها، وقالت:" يا لها من راحة أن كل شيء انتهى بهذه الطريقة. ربما كان المقصود من ذلك كله تخويف الناس فقط".
ولم تكن هنجامة الإيرانية الوحيدة التى أبدت ارتياحًا بعد الرد الصامت الإسرائيلى أمس الجمعة على هجوم طهران. وجاءت الانفجارات بالقرب من مدينة أصفهان بوسط البلاد بعد قصف إيرانى لأكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ فى نهاية الأسبوع الماضي، والذى جاء بدوره فى أعقاب غارة على قنصلية إيران فى سوريا، ألقيت طهران باللوم فيها على إسرائيل، فى أوائل هذا الشهر وأسفرت عن مقتل سبعة ضباط من الحرس الثورى الإيراني.
وقالت الصحيفة إن هذا التصعيد أدى إلى تحويل حرب استمرت سرية لعقود من الزمن إلى العلن وجعل الشوارع المزدحمة والمقاهى ومحلات البقالة ومترو الأنفاق فى العاصمة الإيرانية تعج بمحادثات قلقة حول ما إذا كان من الممكن أن يتبع ذلك صراع واسع النطاق.
وتداول الإيرانيون، على الإنترنت وحتى فى أخبار التلفزيون الرسمي، منشورًا عبر موقع "إكس" للتواصل الاجتماعى لوزير الأمن القومى الإسرائيلى اليمينى المتطرف إيتامار بن غفير، الذى علق يوم الجمعة على الضربة الأخيرة بكلمة واحدة: " ضعيف".
مع ذلك، أوضحت "فاينانشيال تايمز" أن المواجهات الأخيرة بين إيران وإسرائيل، التى جاءت بعد عقود من الصراع بالوكالة بين الجماعات المسلحة المدعومة من إيران فى المنطقة والقوات الأمريكية والإسرائيلية، أثارت مخاوف من نشوب حرب إقليمية على خلفية الصراع المستمر منذ ستة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس فى قطاع غزة. وتخللت الضربات المنسقة بعناية نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا فى محاولة لمنع تصاعد الصراع وخروجه عن نطاق السيطرة.
وفى أعقاب الضربة الأخيرة التى شنتها إسرائيل بالقرب من أصفهان، تزايدت ثقة الإيرانيين. وبعد ساعات، انتشرت عبر الإنترنت لقطات لحشود على ضفاف نهر زيانده، وهو مكان شهير للتنزه فى أصفهان، وهم يغنون أغنية وطنية. وأجرى التلفزيون الحكومى مقابلات مع السكان المحليين فى أصفهان الذين وصفوا مازحين الهجوم بأنه "ألعاب نارية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة