بالتزامن مع إحياء الذكرى العاشرة على رحيل الروائي الكولومبي الشهير جابرييل جارثيا ماركيز، الذي رحل عن عالمنا في 17 أبريل عام 2014، طرحت إحدى المنصات العالمية البرومو التشويقي الأول لمسلسل "مائة عام من العزلة" المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للأديب الحاصل على جائزة نوبل في الآداب لعام 1982.
الإعلان عن تحويل الرواية الشهيرة إلى مسلسل درامي أعاد إلى الواجهة الجدل الذي أثير من قبل حول الأفضلية بين الأدبين العالميين نجيب محفوظ وماركيز، حيث قارن البعض بين أعمال محفوظ وبين صاحب "الحب في زمن الكوليرا"، والذي أطلقه في البداية الإعلامي عمرو أديب في لقاء سابق مع السيناريست الكبير عبد الرحيم كمال، إذ اعتبر أديب أن ثلاثية محفوظ أفضل من مائة عام من العزلة لماركيز، بينما رفض مؤلف "الحشاشين" المقارنة، معتبرا أن ماركيز قدم روايات خيالية ساحرة، فيما قدم نجيب محفوظ في رواياته خيال من الواقع سواء بالحارة أو المناطق الشعبية، وكسر جابرييل الفارق بين الأدب والتاريخ بسبب خياله الواسع، أما محفوظ فكان خياله محافظا.
وتابع عبد الرحيم كمال: بالنسبة لرواية “مائة عام من العزلة” فخيال ماركيز فى هذه الرواية فضفاض، معقبا:" كلما كثر التأويل حول النص الأدبي كلما كان أعظم"وعن نقطة التلاقى بين الروائي عبد الرحيم كمال و ماركيز ماركيز، فل كامل :"بينا جزء مشترك من الخيال، والخيال فى مائة عام من العزلة أكثر مما جذب انتباهي ومدين ليه بجزء من خيالى".
المقارنة بين عملي محفوظ وماركيز أثار حالة من الجدل، حيث اعتبر الكثير أنه لا يمكن المقارنة حول أفضل عمل عن الآخر، لأنه كل كاتب له خصوصيته الأدبية التي تبعتد عن الآخر، كذلك يعبر كلا من الأدبين عن بيئة مختلفة عن بيئة الآخر، فيما لجأ عدد كبير من القراء إلى وضع مقارنات واعتبر البعض أن روايات محفوظ تشبهنا، كما أنها أبسط بخلاف بعض التعقيدات التي يجدونها في أعمال ماركيز بسبب صعوبة الأسماء والتكررات التي تحدث في السرد الروائي.
بالتأكيد كانت هناك العديد التي وضعت من قبل أعمال محفوظ وماركيز لكنها كانت مقارنات نقدية حول الخصوصية الروائية لكل كاتب، وقد لفتت هذه الدراسات إلى الكثيرَ إلى قوة العلاقة بين سردية محفوظ وماركيز، فكل منهم أديب قدم أعمالا ملحمية، واطلق عليه لقب صاحب نوبل، ورغم اختلاف لغتهما، وبعد المسافات بينهما لكنها استطاعا بإبداعهما التواصل والانفتاح على لغات وثقافات أكثر.