يعد قصر عابدين واحدًا من أهم وأجمل قصور الأسرة العلوية، كما أنه كان مقرًا للحكم في مصر بدلًا من القلعة، ليكون أول مقر للحكم في مصر من خارج القلعة، وشيده الخديو إسماعيل ليكون مقرًا جديدًا للحكم رمزًا للعاصمة الجديدة والعهد الجديد.
شيد القصر في عهد الأسرة العلوية وأضاف كل منهم إليه ما أضاف ولكنه لم يحمل اسم واحدًا منهم بل أن القصر والحي الذي يقع فيه يحملان اسم عابدين بك أمير اللواء، حسب ما جاء على البوابة الالكترونية لمحافظة القاهرة.
ويضم القصر بداخله تحف ومقتنيات وكنوز لا تقدر بثمن من الذهبيات والفضيات والأسلحة والوثائق التي كانت شاهدة على ذلك العصر، وكان بعضها لملوك ورؤساء وأهمها سيف العدل والتتويج وهو من أهم التحف على مستوى العالم حيث كان يستخدم فى تتويج أباطرة وقياصرة روسيا والسيف مصنوع فى ألمانيا فى القرن السابع عشر الميلادى واشتراه الملك فاروق عام 1948مقابل 11 ألف جنيه استرلينى.
تحف قصر عابدين
ولُقِب قصر عابدين بجوهرة القرن التاسع عشر حيث شهد الكثير من الأحداث التي ساعدت على قيام جمهورية مصر المستقلة، وتم تشييده في عام 1863 ومنذ وقتها وحتى ثورة 1952، أي لمدة 90 عامًا، كان القصر شاهدًا على الكثير من الأحداث الاجتماعية والسياسية الحافلة، ويذكر التاريخ أن في عام 1867 وجه إمبراطور فرنسا آنذاك "نابليون الثالث" دعوة إلى الخديو إسماعيل للحضور باسم مصر في المعرض العالمي الذي أُقيم وقتها في العاصمة الفرنسية "باريس"، وقد استقبل الخديوي "إسماعيل" البارون "هاوسمان" الرأس المُخطِّط لتطوير وإعادة بناء مدينة "باريس"، واصطحبه في نزهات وجولات في أنحاء المدينة الأوروبية حيث الشوارع الفسيحة والمتنزهات والحدائق المُنسَّقة والمباني الجديدة بطرزها المختلفة، وبعدها أدرك الخديوي إسماعيل أن عاصمته لا بد أن تواكب باقي العواصم في التطوير والتقدم، وذلك حسب ما جاء على موقع رئاسة الجمهورية.
تم بناء قصر عابدين على أطلال منل قديم كان يملكه "عابدين" بك أحد أمراء الأتراك، وكان يشغل وظيفة أمير اللواء السلطاني. وعند البدء في بناء قصر عابدين رُدِمَت عدة برك كانت موجودة وسُوِّيَت الأرض، كما تم شراء عدة مبانٍ ملاصقة وأُزيلَت، و دأب الخديوي "إسماعيل" لعدة سنوات على شراء الأملاك المجاورة حتى وصلت مساحة الأرض إلى 25 فدانًا تقريبًا كما ورد في حجة ملكية القصر.
كما كان قصرعابدين مقرا الحكم للأسرة الملكية في مصر من عام 1872 حتى عام 1952، فقد سكنه لاحقاً كما سكنه ابنه الخديوي محمد توفيق ثم الخديوي عباس حلمي الثاني ثم السلطان حسين كمال ثم الملك فؤاد، وكلف الخديو إسماعيل المهندس الفرنسي دى كوريل روسو، أن يضع تصميمات للقصر قد وصلت كلفتها إلى 40 ألف دولار، وهو مبلغ باهظ فى تلك الفترة من حكم مصر، في حين بلغت تكلفة تأثيث القصر نفسه 120 ألف دولار وهو رقم كبير جداً.
شارك في بنائه مهندسين من جميع أنحاء العالم على قدم وساق إلى أن تم انتهاء بناء القصر قبل افتتاح قناة السويس في عام 1869وبعدها أكمل المهندسون المعماريون القصر المكون من 500 غرفة في عام 1874.
قصر عابدين