علق السفير عاطف سالم، سفير مصر الأسبق لدى تل أبيب وعضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، على الأحاديث حول استقالة مدير المخابرات الحربية فى إسرائيل، قائلا إن المخابرات الحربية فى إسرائيل «أمان» هى أعلى جهاز موجود من ناحية الأمن القومى، لأنه هو الأساس فى حماية الأمن القومى الإسرائيلى.
وأضاف «سالم» خلال حواره مع الإعلامى والكاتب الصحفى أحمد الطاهرى، مقدم برنامج «كلام فى السياسة»، المذاع عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن جهاز «الشاباك» يتعلق بالداخل الإسرائيلى مثل الإرهاب والعمليات فى غزة، ويعد الأعلى إذا اختلفت الأجهزة عن الوضع الداخلى يؤخذ رأى «الشاباك»، بينما يؤخذ فى الأمن القومى رأى «أمان»
وتابع: «استقالة مدير المخابرات الحربية يؤشر على وجود اختلاف، هناك شيء ما دفعته لذلك، وسيتضح فيما بعد سبب ذلك، إلا أن هناك 5 عوامل أدت لهذه الاستقالة، لم يتم الانتباه لها».
بينما قال الكاتب الصحفى أحمد ناجى قمحة، أن اليمين الإسرائيلى المتطرف لن يسكت على التصعيد من إيران وحزب الله وسيرد ويستمر فى التصعيد.
وأضاف "قمحة"، أن الرد الإيرانى على الاعتداء على القنصلية الإيرانية فى سوريا جرى ضبطه، ولكن حزب الله أعلن قصف مقر قيادة لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91 فى قاعدة عين زيتيم الإسرائيلية بعشرات من صواريخ الكاتيوشا، وهو ما يعنى قدرته على الوصول إلى داخل إسرائيل، وهذا رد فى منتهى الخطورة.
وتابع: "رد إسرائيل على حزب الله سيكون أمر أخطر، لأن مدى عنف الرد الإسرائيلى سيدفع الطرف الرئيسى الداعم لتنظيم حزب الله إلى التدخل بصورة فعلية وتقديرى أن إسرائيل سترد على حزب الله بعمل عسكري".
وقال الكاتب الصحفى أحمد ناجى قمحة، أن المستفيد الأوحد من تداعيات ما يحدث بين إسرائيل وإيران فى المنطقة أمريكا ثم دولة الاحتلال الإسرائيلى، ففى واشنطن استطاع الرئيس الأمريكى جو بايدن حفظ ماء وجهه أمام المعارضة الشديدة لسياساته فى الداخل.
وأضاف "قمحة"، أن بايدن قدم المبرر ويحسن من صورة المؤسسة العسكرية الأمريكية من حيث قدرة الجيش الأمريكى على إدارة المشهد على الأرض بين إسرائيل وإيران، مشددًا على أن المواطن العربى يعى جيدا أنه مسرحية.
وتابع: "دولة الاحتلال حسنت من صورتها بعد التداعيات الأخيرة، فالإعلام هاجم الوحشية والبربرية التى تمارس بها الاعتداءات على المواطن الفلسطينى وملف حقوق الإنسان الذى كان يتفجر فى أكثر من مناسبة ومواقف الدول فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمطالبة بمنح فلسطين العضوية الكاملة وتدخل الفيتو الأمريكي".
وواصل: "لكن ما حدث مؤخرا أدى عملية تجميل وجه بالكامل لإسرائيل سواء فى الإعلام العالمى والاتحاد الأوروبى الذى اجتمع لبحث تقديم المزيد من الدعم لدولة الاحتلال".
وقال الكاتب الصحفى أحمد ناجى قمحة، إن كل من إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلى لديه مصالحه القومية وكذلك مصر وكل دولة عربية، مشددًا على ضرورة إدراك وظيفة الدولة فى هذه اللحظة.
وأضاف "قمحة": "حروب الوكالة تُدار بدول وليس الجماعات والتنظيمات والأشخاص المسلحة، فهناك دولة ارتضت فى لحظة من اللحظات على مر تاريخنا الحديث أن تمارس حربا بالوكالة لتدمير القوى والركائز العسكرية فى الإقليم مثل العراق فى حرب لمدة 8 سنوات ثم اختفى العراق من على الساعة".
وتابع الكاتب الصحفي: "الجسد العربى أفرز المبادرة العربية للسلام ويتحرك فى قلب أروقة المنظمة الأممية فى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ويستطيع الحشد لدعم القضية الفلسطينية وليس دعم أى فصيل أو تنظيم".
وأكد، أن الجسد العربى تقودُه دولة لديها رؤية لهذا الصراع هى الأصوب منذ انطلاق أحداث وتداعيات السابع من أكتوبر وحتى هذه اللحظة، إذ تواجه هذه الدولة تداعيات جمة من النواحى كافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة