اكتشف علماء الآثار،عظامًا محروقة لأربعة بالغين على الأقل من المحتمل أنهم أعضاء في سلالة ملكية، في هرم معبد مايا القديم في جواتيمالا، وتشير البقايا البشرية والزخارف الملكية إلى جزء من "طقوس عامة" أثناء تغيير النظام، وفقًا لدراسة نشرت فى مجلة Antiquity، بحسب ما ذكره موقع "archaeology".
تكشف العظام لمحة نادرة عن تدمير الجثث المتعمد في ثقافة المايا لإحياء ذكرى التغيير السياسي الدراماتيكي، ويعود جميع الرفات إلى أشخاص بالغين، وقد حدد العلماء ثلاثة منهم على أنهم ذكور.
وذكر باحثون، أن عمر اثنين منهما كان بين 21 و35 عاما، والآخر بين 40 و60 عاما، وكان من بين العظام آلاف الأشياء المحترقة - كاملة ومقطعة - بما في ذلك زينة الجسم المصنوعة من الحجر الأخضر، والمعلقات المصنوعة من أسنان الثدييات، وخرز الأصداف، والفسيفساء، والأسلحة، ويشير ثرائها ووفرتها إلى المكانة الملكية لأهل القبر.
لكن حرق القطع الأثرية والبقايا كان أمرًا غير معتاد بالنسبة للملوك، كما كان وضعهم في هذه الغرفة الهرمية، وقال مؤلفو الدراسة إن هذا الكشف يسلط الضوء على ظهور نوع جديد من القادة الذين من المحتمل أن يعيدوا تعريف السلطة خلال فترة التحول المجتمعي.
وقالت الدكتورة كريستينا هالبرين ، مؤلفة الدراسة الرئيسية ، والأستاذة المشاركة في الأنثروبولوجيا بجامعة براون في بروفيدنس ، إن الدفن يقع تحت حوالي 5 أقدام (1.5 متر) من الكتل الحجرية الكبيرة المستخدمة عادة لبناء الواجهة، وهو ترتيب غير متوقع للأشخاص من أصل ملكي.
وقرر علماء الآثار، أن الحرق تزامن مع تغيير النظام حيث رفض أفراد المجتمع سلالة المايا المتأخرة الكلاسيكية (600 إلى 810 م) حقبة جديدة من النظام السياسي مع إدخال حاكم جديد يعرف باسم بابماليل، "الذي ربما كان أجنبيا".
وأوضحت هالبرين: "توجد في النصوص المكتوبة أدلة على حدوث أزمة سياسية خلال هذه الفترة الزمنية، لقد تم حرق الجثث كجزء من بداية حقبة جديدة من الحكم السياسي".
ويشير الانكماش والتواء في العظام المتفحمة والمكسورة إلى أنها احترقت في جحيم هائل عند درجة حرارة تزيد عن (800 درجة مئوية)، وأظهر التأريخ بالكربون المشع - وهو تحليل لتحديد عمر الجسم - أن الحرق حدث في الفترة من سنة 773 إلى 881 تقريبًا.