انطلقت، مساء اليوم، فعاليات المؤتمر العام لاتحاد المعلمين العرب المنعقد بالمملكة المغربية فى دورته 21، وذلك بحضور خلف الزناتى نقيب المعلمين المصريين ورئيس اتحاد المعلمين العرب.
وحضر جلسة الافتتاح الصادق الرغيوى الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم بالمغرب، ويونس السحيمى الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية، والأمناء العامين للنقابة الوطنية للتعليم بالمغرب، ونائب سفير دولة السودان بالمملكة المغربية، والقنصل العام الليبى بالمغرب، ورؤساء المنظمات والنقابات أعضاء اتحاد المعلمين العرب والوفود المصاحبة لهم.
بدأ خلف الزناتى نقيب المعلمين المصريين ورئيس اتحاد المعلمين العرب كلمته فى الجلسة الافتتاحية موجهاً التحية والتقدير للمملكة المغربية قيادة وشعباً، قائلاً "إلى كل الذين جمعهم النداء فكانوا هنا فى أقدم مملكة بعد بريطانيا.. إنها أرض المغرب، والذى أستهلُ حديثى بتحية المملكة المغربية قيادة وشعباً وأقدم لهم أسمى آيات الشكر والعرفان لكرمهم واستضافتهم"
وتابع الزناتي: "لا أكون مبالغاً عندما أقول أن حضارة الأندلس التى أضاءت أوروبا لقرون كان مِشعلها من هنا من أرضكم المباركة.. فسلامٌ عاطرٌ للمغرب كلِّه، ثم أقدم تحيتى واحترامى للنقابة الوطنية للتعليم فى المغرب وإلى أخى الحبيب الصادق الرغيوى الكاتب العام وإلى كلِّ الزملاء الأعزاء أعضاء الأسرةِ التعليميةِ المغربية. وإلى الجمع الكريم أرفعُ أَكُفَّ الترحاب وأمسحُ صدرَ المَشُوقِ سعادةً بجمعكم وحضورِكم."
وأضاف "الزناتي" أن كلَّ لقاءٍ يجمعنا من المحيطِ إلى الخليج أيًّا ما كان القُطرُ المُستضيف والنقابة الراعية لَهو لقاءٌ يَحملُ إلى العالم كلِّه رسالةً بقوةِ العلم وشموخِ المعلمين. هو لقاءٌ نرفع فيه الهامةَ والقامةَ ونؤكد فيه لكل القوى على كل صعيدٍ أن المعلمَ العربى له درعُه القوى ونقابته الموقرة فى كل وطن وبلد، ومن بَعد اتحادٌ عربى قوى للمعلمين العرب منذ صدَع أساتذتُنا بالدعوةِ إليه وآلَ إلينا مواقعُه ونحن نحرص جميعًا على تحقيق أهدافه على مستوى الوطن العربى كله.
وأردف نقيب المعلمين المصريين ورئيس اتحاد المعلمين العرب: "اسمحوا لى أن أُذَكِّرَكم بأنَّ اتحاد المعلمين العرب كان مبادرةً لتوحيد المعلمين فى الوطن العربى أُطلِقت عام 1957 وتحقق للمبادرةِ الظهور والتمام بإشهار اتحاد المعلمين العرب فى 1961 وأصبح منظمةً نقابيةً مهنيةً عربيةً قوميةً لها الأهلية الكاملة لمزاولة نشاطها وتحقيق أهدافها."
وقال " الزناتى " : نحن هنا على العهد نسعى وبكل قوةٍ لتحقيقِ وحدة الحركة النقابية للمعلمين العرب وتوثيق الروابط بين المنظمات الأعضاء وتطوير التعليم والبحث العلمى فى مختلف الجوانب تلبيةً لحاجات التنميةِ والتقدم فى الأمةِ العربية جمعاء، كما نحرص على حماية العمل التربوى فى الوطن العربى كله والعمل على تقريب المناهج وصولاً إلى منهجٍ عربِى مُوَحَّد يخدم مصالح الشعب العربى.
موقنين بأن هذه الأهداف تحتاج دائما إلى توحيد جهود المؤسسات التربوية فى كافة الأقطار العربية لإعداد المعلم والمناهج والخطط التربوية وتحقيق النهضة التعليمية التربوية فى كل ربوع وطننا العربى الحبيب.
وشدد " الزناتي" على أن اتحاد المعلمين العرب منذ تأسس كان ولا يزال حريصاً على عروبته وقوميته يتعرض بحنكةٍ وفطنةّ لكل الأحداث مدركاً ومقدراً مسئوليته تجاه المسرح العربى والمشاهد التى تَبرز على الشاشات السياسية والساحات العسكرية والمنابر الإعلامية والمؤسسات العلمية والتعليمية ناقداً أحياناً إلا أنه داعماً للبناء والتنمية من المحيط إلى الخليج. ويوجه كلمته وموقفه تأييداً أو إنكاراً حيال كل حدث وحديث يلم بالوطن العربى كله سيما ما يتعلق على وجه الخصوص بالمعلم ونقاباته التى تمثله فى كافة الدول الأعضاء باتحاد المعلمين العرب.
وتابع " الزناتي" تعرضنا جميعاً فى غير موقف ولقـاء لمشكلات التعليم والمعلمين سواء ما يتعلق بحاجاتهم المهنية وظروفهم العملية أو ما يتعلق منها بتضييق أو تعَسفٍ يحول دون قدرتهم على ممارسة أعمالهم النقابية. تعرضنا لمشكلات التعليم والحاجة المستمرة إلى تطوير المناهج خروجاً عن الأُطُرِ التقليدية وعروجاً على سلم التكنولوجيا ارتقاءً بالتعليم إلى النُّظُم العالمية الحديثة بما يحقق اعتماداً قويّاً على العقل والاستنباط والإبداع بعيداً عن الحفظ والتلقين كأسلوب أوحد للتلقى والإتقان. كنا ولا زلنا أصحاب المبدأ أن المعلم ليس أحد عناصر العملية التعليمية ولكنه أهم عناصر العملية التعليمية وأهم دعائمها".
وقال الزناتى: لا يمكن أبداً أن نكونَ بمعزلٍ عن المجريات أو الأحداث فى بلادنا العربية، فلا العراق ولا الصومال ولا اليمن ولا السودان ولا ليبيا عنا ببعيد، وما حدث من أحداثٍ جسام قد دمرت البنية التحتية وأصاب المعلم والتعليم فى السودان الشقيق، وكذلك فلسطين وما حل بها وغزةَ وما دهاها، ومن قريب كنا فى سوريا ندعم حربها ضد الإرهاب، إننا نتابع بكم ونتلقى منكم فوق ما نشاهده وما تحمله إلينا المنصات والقنوات ونتخذ من الإجراءات والتدخلات ما نسعى به بقوةٍ إلى دعم البيئة التعليمية فى وطننا العربى خاصةً تلك البلاد التى نالت الحروب من مؤسساتها.
وتابع رئيس اتحاد المعلمين العرب: لقد وصل الإرهاب إلى مدارس تلك البلدان فأصبحت فى حاجة إلى دعمٍ ومؤازرة ولقد كانت تكليفاتُنا واضحة إلى المعهد العربى لتوفير آلياتٍ مناسبة ومنصاتٍ داعمة لهذه البلاد حتى يتمكن طلابنا من الاستمرار فى التعليم. وما أجملها من فرصة سانحة أُجدد فيها دعوتى لكم وللمعلم العربى ليرسمَ طريقاً صحيحاً قويماً لكل جيل صاعد ينمو ويُزهِر بين يديه يتعلم أن كلَّ الإمكانات والخيارات والموارد فى الوطن العربى من المحيط إلى الخليج تحتاج لمن يفجرها برعايته ويرويها بعرقه وعطائه ليتكامل ( البذر ) هنا وهناك فيعم الخيرُ فى وطنٍ متكامل يرتقى بأبنائه ويعتز بعروبته. وكلُّ عملٍ كان بيننا كٌتِب له النجاح فبفضلٍ من الله ودعمٍ من حضراتكم وصدقِ قلوبٍ أرادت الخيرَ للمعلم العربى والتعليم فى الوطن العربى كله.
ومازالت أمامنا تحديات أكبر نريد أن تمتدَ إليها أيادينا متحدةً ونحن أقوى مما نحن عليه لنتصدى لها بقوةٍ وشموخٍ فَنُغَيِّرَ وجهَ الوطن بمُعلمٍ شامخٍ وتعليمٍ يُساير أعظم الأنظمة العالمية.
وأردف " الزناتي" قائلاً:" يَملؤنى أملٌ كبيرٌ وثقةٌ لا ينال منها أى شكٍ أن وحدةَ المعلمين العرب لا يمكن أبدا أن تخطوَ خُطوةً هادئةً ولا تلتفت أبداً إلى الوراء وإنما إلى الأمام قُدماً وبِخُطى ثابتة سريعة وقوية. ولسوف تصل بنا هذه الخطى فى القريب العاجل إلى يومٍ ننسج فيه خيوطَ فجرٍ يبزُغ معه شعاعُ الوحدة العربية التى نؤمن بها إيماناً راسخاً لا يلين وهو آتٍ آتٍ بكم لا محالة بأمر المولى عَزَّ وجل".
ويضم وفد النقابة العامة للمهن التعليمية المشارك فى مؤتمر اتحاد المعلمين العرب كل من محمد عبد الله وكيل النقابة العامة، وياسر عرفات الأمين العام للنقابة، وحامد الشريف أمين صندوق النقابة، وأحمد شعبان الأمين المساعد.