أكد سامح شكري وزير الخارجية، أهمية دعم العلاقات الثنائية بين مصر وأيرلندا سياسيا واقتصاديا وثقافيا على أرضية ثابتة، موضحا أن الموقف الذي اتخذته أيرلندا تجاه الحرب في غزة والمعاناة التي تواجه الشعب الفلسطيني، يعد نبيلا وشجاعا ويتسم بالالتزام والمبادئ سواء سياسية والقانونية أو الأخلاقية التي دائما نتطلع لها بمبادئ متصلة بالعدالة والإنصاف.
وأضاف شكري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأيرلندي بالقاهرة: تحدثنا فيما يتعلق بتطورات الأوضاع في غزة وضرورة توقف التوصل إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم وتوفير المساعدات الإنسانية، والعمل على منع تصفية القضية الفلسطينية من خلال الدفع نحو نزوح، ولكن أيضا بأن يتم التوصل إلى حل دائم ليكسر دوائر العنف والصراع بتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 67، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.
وتابع وزير الخارجية: أننا لا نرى بديلا لحل هذا الوضع والصراع، إلا من خلال حل الدولتين ونعمل على تنفيذ الحل وليس مجرد التعبير اللفظي عن تأييده.
دعا شكري، نظيره الإيرلندي، لزيارة معبر رفح، للاطلاع على ما تنفذه مصر من جهود مضنية، منذ اندلاع الحرب على غزة، لتوفير المساعدات الإنسانية للقطاع، مؤكدا أن المعبر يعمل بصفة مستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي، ولم يتوقف سوى يوم أو 2 تعرض فيها للقصف، متابعا: "عدا ذلك مستمرون في جهودنا من خلال منظمات الأمم المتحدة والاتصالات مع إسرائيل، لتوفير أكبر قدر من المساعدات للقطاع للوفاء باحتياجاته".
قال "شكري": لم نصل بعد إلى الكميات التي تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني، مشيرا للتقرير الذي صدر فيما يتعلق بالأونروا، الخاص بوزير الخارجية الفرنسي السابق، الذي دحض ادعاءات الاحتلال بتورط موظفيها في أعمال إرهابية.
وأوضح وزير الخارجية، أنه شيء مؤسف لدول تستبق أي نوع من التوثق والتحقق من الادعاءات، وأن تؤثر على قدرة هذه المنظمة التي تطلع بمسؤولية رئيسية في دعم الشعب الفلسطيني، واحتياجاته ليس فقط في غزة، ولكن بالأردن ، وسوريا، ولبنان، وتوفر احتياجات إنسانية، وتعليم ورعاية صحية.
حذر شكرى من عواقب اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لرفح الفلسطينية، مؤكدا أن الخطوة قد تضاعف عدد القتلى من المدنيين الأبرياء.
وأضاف وزير الخارجية، أن المطالبة اللفظية بعدم اجتياح رفح، لا تكفى، بل يجب الامتناع عن هذه الخطوة ويجب أن تكون هناك عواقب وآثار في حالة عدم الامتثال لمثل هذه المطالبات التي تتماشى مع ما هو متفق عليه مع أعضاء المجتمع الدولى.
دعا وزير الخارجية، إسرائيل لعدم اتخاذ أى إجراءات عسكرية فى رفح الفلسطينية، خاصة أنها مكتظة بالمدنيين، حيث سيترتب علها مزيد من الضحايا والتشريد والمعاناة ومحاولات تصفية القضية من خلال التهجير".
وأكد سامح شكرى على استمرار الجهود التي تهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار.
من جانبه، ثمن مايكل مارتن وزير خارجية أيرلندا، الجهود المصرية، لوقف إطلاق النار في غزة، مشددا على أهمية وقف العدوان على القطاع.
قال إن المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة غير كافية، مشيرا الى العراقيل والقيود الإسرائيلية الكبيرة على وصول المساعدات الإنسانية الى غزة، رغم التحذير من وقوع كارثة إنسانية ومجاعة بالقطاع.
أضاف وزير الخارجية الأيرلندي، أن الوقت الحالي ليس مناسبا لوقف الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، متعهدا بمواصلة دعم بلاده للوكالة حاليا وبعد انتهاء الحرب.
أعرب وزير خارجية أيرلندا عن تطلع بلاده لحصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.
كشف "مارتن"، عن أن بلاده تجرى مباحثات بالاشتراك مع إسبانيا وسلوفينا من أجل الاعتراف بدولة فلسطين، مضيفا: "هناك العديد من الدول ذات العقلية المتشابهة فى الاتحاد الأوروبى يعملون معنا فى مسألة الاعتراف بفلسطين، مشيرا إلى دعم بلاده الكامل للتصويت والاعتراف بدولة فلسطين والتنسيق مع الجانب الأوروبي في هذا الصدد".
أضاف وزير الخارجية الأيرلندي، ننتظر هذه القرارات والمفاوضات والتي تجري على قدم وساق، لكن لا يمكن انتظار هذا القرار إلى الأبد.
ندد وزير خارجية أيرلندا بالمجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة، قائلا: "القطاع يكتظ بالسكان وأدين قصف غزة، لأنه أمر غير مقبول من الناحية الإنسانية فالأطفال والنساء قتلوا.. ما يحدث أعمال وحشية بربرية".
تابع:" ننتظر تحليل الموقف فيما يتعلق باكتشاف المقابر الجماعية، وكل هذه الأعمال بحاجة إلى أن تكون طبقا للقانون الدولى، وقدمنا طلبا إلى محكمة العدل الدولية بخصوص هذا الشأن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة