يُطل وباء الكوليرا مجدداً برأسه فى اليمن؛ ليضيف كارثة جديدة إنسانية جديدة على كاهل مواطنى هذا البلد الذى تدخل الحرب فيه عامها التاسع دون أفق لإنهائها.
وبين ركام المنازل التى هدمتها الحرب، والسيول التى تجتاح البلاد منذ أيام مُخلفةً أكثر من 3 آلاف أسرة بلا مأوى، إضافة إلى عدد من الوفيات، تم الإبلاغ عن أكثر من 11 ألف حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا فى مختلف محافظات اليمن، وبلغت أعددا الوفيات الناجمة عن المرض حوالى 75 حالة (وفق إحصائيات الأمم المتحدة).
الأمم المتحدة تحذر
أكدت الأمم المتحدة تفشى وانتشار وباء الكوليرا فى جميع المحافظات اليمنية، بالتزامن مع تدهور الأوضاع الصحية فى البلاد التى تشهد حرباً مدمرة منذ تسع سنوات.
وحذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة فى حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، من تفشى الكوليرا فى أنحاء اليمن، مشيراً إلى الحاجة الماسة لتمويل عاجل وموسع لإغاثة ملايين الأشخاص فى هذا البلد.
كما حذر جريفيث أيضاً، فى بيان على منصة "إكس"، من تفاقم سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائى فى اليمن مع اقتراب موسم "الجفاف".
وفى هذا الصدد، قالت إيديم وسورنو مديرة العمليات والمناصرة فى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن وباء الكوليرا عاود للظهور بطريقة مثيرة للقلق فى اليمن، وتفشى بسرعة فى مناطق سيطرة الحوثيين.
وأوضحت أنه منذ شهر مارس الماضى، شهدت المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، انتشاراً سريعاً لوباء الإصابة بالكوليرا، وحتى 7 أبريل الجارى، تم الإبلاغ عن أكثر من 11 ألف حالة مشتبه بها فى هذه المناطق مع 75 حالة وفاة مرتبطة بها".
بالمقابل، تم رصد حوالى 3200 حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا وحالتى وفاة مرتبطة بالمرض، فى المناطق الواقعة ضمن نفوذ الحكومة اليمنية المعترف بها، وذلك منذ أكتوبر الماضى وحتى أبريل الجارى.
توقف حملات التطعيم
جاء تفشى الوباء فى رفض الحوثيين إجراء حملات التطعيم ضد الأمراض ومن بينها الكوليرا ما أدى إلى انتشار وتفشى العديد من هذه الأمراض، خاصة لدى الأطفال دون سن الخامسة.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن انخفاض عدد الحالات فى مناطق الحكومة مقارنة بمناطق الحوثيين، يعود إلى الاستجابة التى قادتها الحكومة بدعم من المجتمع الإنسانى، والتى أدت إلى تحقيق النجاح فى كبح تفشى المرض وإبطاء انتشاره وضمان توافر العلاج للأشخاص المتضررين.
وحذرت من النتائج المترتبة على إطالة أمد الحرب، وما سيخلفه ذلك من تدهور الأوضاع على كل المستويات، فى بلد لا يزال يشهد أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم؛ نتيجة الحرب المشتعلة منذ سنوات.
وحذر أطباء فى صنعاء من تفشى مرض الكوليرا، وأكدوا وصول حالات إسهال مائى حاد إلى طوارئ مستشفيات المدينة، بعضها دخل فى فشل كلوى حاد نتيجة الجفاف بعد الإسهال الشديد. وأظهرت عينات من الفحوص التى أرسلها الأطباء إلى المختبرات ثبوت الإصابة بالكوليرا، وسط مخاوف من اتساع رقعة العدوى بالتزامن مع موسم هطول الأمطار والسيول.
تاريخ الكوليرا فى اليمن
عرف اليمن أول موجة شرسة من وباء الكوليرا فى أكتوبر من 2016، و وصلت إلى ذروتها عام 2017 مع تسجيل أكثر من 2000 حالة وفاة فى ذلك العام.
واستمرت الموجات الشرسة من الوباء حتى نوفمبر 2021، حيث بلغ المصابون خلال تلك الفترة أكثر من 2.5 مليون حالة، وأكثر من 4000 وفاة، وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية فى العالم وقتها. ثم قل تفشى الوباء بنهاية عام 2021 مع تنفيذ برنامج تطعيم ناجح.
ليعاود الظهور مرة أخرى فى الام الحالى، وتشدد الحالة سوءا فى ظل تدهور الوضع الصحى العام فى جميع محافظات اليمن، وضعف الإمكانات الصحية لمواجهة مثل هذه الأوبئة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة