-
شيخ التحطيب بالأقصر: نعيش ليالى سعيدة بالمناسبات والموالد والاحتفالات المختلفة
-
صابر السوهاجى: ألعب العصا من عمر 15 سنة وشاركنا فى كافة الفعاليات الثقافية وشيوخ اللعبة يستقبلوننا بكل حفاوة فى المحافظات
وفى هذا الصدد التقى "اليوم السابع" أشهر قدامى لعبة التحطيب، والذين شرحوا أساسيات وقواعد اللعبة الاحترام والأدب المتبادل بين الجميع، حيث تم مؤخراً إدخال بعض التطوير على اللعبة خلال القرن العشرين، بإدخال الشومة بدلاً من العصا والحطب الصغير، حيث أن التحطيب "اللعب بالعصا" فن من الفنون المصرية المستمدة من الأصول المصرية القديمة، وقد نشر قدماء المصريين صورا هذا الفن على جدران معابدهم.
وفى البداية قال المعلم رضوان شيخ لعبة التحطيب بالأقصر، أن اللعبة فى الأساس مخصصة للدفاع عن النفس وكان قديماً لا يسير الصعيدى فى الطرقات أو الشوارع نهاراً وليلاً إلا بالعصا بين يديه لحماية نفسه من اللصوص وقطاع الطرق والحيوان المفترسة فى المزارع خلال مواسم الزراعة المختلفة، وحولها كبار المشايخ للعبة متميزة تراثية سجلت فى اليونيسكو وأصبح لها مهرجان سنوى منذ 13 سنة مضت.
ويضيف شيخ لعبة التحطيب بالأقصر، لـ"اليوم السابع"، أن رجال التحطيب فى الأقصر كان فى فرح كبير طوال الأيام الماضية باستقبال لاعبى التحطيب من سوهاج وقنا وأسوان والمنيا وأسيوط فى الدورة الـ13 للعبة التحطيب، فهى اللعبة الأشهر فى الصعيد حيث إنه فى 2016 حصلت لعبة التحطيب على دعم دولى عظيم لكل لاعبى التحطيب بالصعيد، حيث نجحت وزارة الثقافة فى تسجيل ملف التحطيب فى منظمة اليونسكو، فى اجتماع اللجنة الحكومية الدولية لليونسكو فى أديس أبابا، وتم تسجيل لعبة التحطيب المصرية على قائمة التراث الثقافى غير المادى.
ويؤكد المعلم رضوان شيخ اللعبة بالأقصر، أنه يوجد فى حلقات المبارزة بالتحطيب نوعين من العصى فهناك العصى الكبيرة الغليظة والتى تستخدم بصورة كبيرة فى الأقصر وقنا وأسوان، والنوع الثانى العصا الخفيفة والتى يتم استخدامها فى العروض الفنية لفرق قصور الثقافة وغيرها، حيث أنه من القواعد أيضاً أن تكون العصا بطول لا يزيد عن 150 سم، كما يتم تنظيم الحلقة فى مساحة ما بين 20 لـ30 مترا والجميع يكون حلقة حولها بالكراسى والكنب الصعيدى، موضحاً أن التحطيب فى الأساس مبارزة شريفة على أنغام المزمار حيث يتم البدء فى المبارزة بالتحية بين المتنافسين أمام الجمهور ومن ثم يدورون فى حلقات حول بعض حتى بدء تسديد الضربات البسيطة دون ضرر لأحد.
فيما صرح الحاج أحمد فهمى الحاج على ابن قرية دندرة بمحافظة قنا، إنهم يشاركون فى المهرجان القومى للتحطيب منذ عام 1995، والذى بدأ عبارة عن لعب العصا كمسابقة تفوز بها المحافظات على بعضها ليحصد لاعبى المحافظات المراكز المختلفة والكأس والميداليات فى المهرجان فى السابق، وقرر وقتها عبد الرحمن الشافعى مؤسس المهرجان أن يغير قواعد المهرجان حتى لا تشكل خطراً على اللاعبين بعد المنافسات القوية بينهم للفوز، وتم وضع بنود من كبار اللعبة بالإشارة بالعصا للحصول على النقاط.
ويضيف الحاج أحمد فهمى الحاج على، لـ"اليوم السابع"، أن لعبة العصا من الألعاب العنيفة التى كانت تعرض من يلعبها للخطر فى السابق ولكن مع تطور الزمن قام الكبار باحتضان فكرة الأدب والتحلى بالآداب العامة فى اللعب بين الكبار والصغار خلال التحطيب، حيث تنقسم لعبة العصا 3 ثلث للأدب وثلثين للصنعة والفن فى التحكم بالعصا، موضحاً إنه من يمتلك الصنعة والفن فى اللعبة ليست كفاية ولا تغنى عن الأدب فى اللعب مع الكبير أو الصغير فالاحترام هو كلمة السر فى تلك اللعبة الأشهر بالصعيد.
ويؤكد الحاج أحمد فهمى الذى يلعب العصا منذ أكثر من 30 سنة مضت، أنه من أهم شروط لاعب العصا أن يكون شديد فى الإمساك بالعصا والتحكم بها، فالضعيف ليس له مكان فيها، فهى لعبة الرجال ولو دخلتها النساء سيتوقف الجميع عن لعبها لأنه لعبة خاصة بالرجال فقط، فالصعايدة يرون أنها لعبتهم ولا يصح أن تدخل الأنثى فى حلقة التحطيب وتمسك بالعصا أمام الرجال.
فيما تحدث صابر محيى الدين ابن جزيرة شندويل بمحافظة سوهاج، والحاصل على المركز الأول فى لعبة العصا أكثر من مرة ويلعبها منذ كان بعمر 15 سنة وهو بعمر 69 سنة حالياً، حيث يشارك فى الثقافة منذ عام 2005، موضحاً إنه قدم لعبة العصا فى مسارح المنيا والسد العالى والمسرح القومى بالعاصمة، والذى أكد أن لعبة العصا ظهرت على جدران معبد أبيدوس واشتهرت فى البلينا بسوهاج وأشهر لاعبيها العمدة معتمد والحاج حربى، وقاموا بالمشاركة مع شيوخ الألعاب فى كافة أرجاء محافظات الصعيد.
ويضيف صابر محيى الدين إبن سوهاج، لـ"اليوم السابع"، إنهم لدى زيارتهم فى الأقصر يستقبلهم شيخ اللعبة الحاج رضوان عميد اللعبة بالمحافظة، والحاج عبد الغنى أبو رية، وفى قنا يستقبلهم الحاج عنتر، فهم عبارة عن عائلة واحدة مترابطة فيما بينهم، ويستقبلهم شيخ اللعبة فى كافة المناسبات ويفتح لهم أبواب منزله ومنازل عائلته ويقدم لهم الولائم والذبائح للابتهاج بزيارتهم.
وأكد عميد لاعبى التحطيب فى محافظة سوهاج، إنه لعبة العصا فرعونية ظهرت فى المعابد، حيث كان يلعبها نبى الله سيدنا موسى ونبى الله هارون شقيقه، فقد كان يهش بها على غنمة وله فيها مآرب أخرى، وهو إنه كان يلعب بالعصا ويتسلى بها مع شقيقه خلال رعى الغنم، موضحاً أن جميع لاعبى التحطيب يتجمعون فى الموالد الصوفية والدينية فى سوهاج والأقصر وقنا وأسوان، والسر فى المحبة بين اللاعبين والتجمعات الدائمة.
وقال أحمد السيد من محافظة سوهاج، إنه يشارك فى مهرجان الأقصر للعام الرابع بعد والده الذى شارك منذ طفولته، حيث حضر برفقة جده الحاج فارس محمود على شيخ التحطيب فى سوهاج، موضحاً أن لعبة التحطيب تعلم الإنسان الأدب والاحترام للكبير والصغير حيث افتتح مدرسة تحطيب صغيرة فى سوهاج لتعليم الشباب وأهل بلدته تلك اللعبة التراثية لكى لا تندثر ويخرج جيل جديد من عشاق لعبة العصا.
ويضيف ابن سوهاج لـ"اليوم السابع"، إنهم يتجمعون بعد التعليم فى الموالد الدينية والمناسبات السعيدة لتقديم حلقات العصا، حيث تكون العصا من الخرزان لكى لا تقصف وتكون لينة خلال اللعب فى الحلقات، ومن أهم التعليمات أن يكون الدفاع عن النفس الأساس ولكن بسلاسة ومرونة وهدوء ولا يبدأ احد بالغلط حتى لا تتحول من لعبة لمعركة فهى فن مميز وتراثى ويجب أن يعيش لعشرات السنين القادمة.
الحريق أحمد السيد إبن سوهاج
الرقص بالعصا من لاعبي التحطيب
العمدة صابر محيي الدين إبن سوهاج أحد شيوخ التحطيب
الكبار يعلمون الشباب فنون التحطيب
المبارزات بين الشباب فى لعبة التحطيب
المعلم رضوان شيخ لعبة التحطيب بالأقصر
حضور لاعبى التحطيب من حول الصعيد
صابر محيي الدين إبن سوهاج
فرحة السياح بالمشاركة فى التحطيب
لاعب تحطيب يكشف أسرار وقيمة العصا للصعيدي
ملوك اللعبة خلال رقصة جماعية بساحة أبو الحجاج