رسالة عمرها 4000 سنة.. إدين سين يعاتب أمه لإرسالها ملابس قديمة

الأربعاء، 24 أبريل 2024 02:16 م
رسالة عمرها 4000 سنة..  إدين سين يعاتب أمه لإرسالها ملابس قديمة رسالة عمرها 4000 عام من إدين سين إلى أمه
كتبت ميرفت رشاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا نعرف ما الذي فكرت به زينو، وهي سيدة تعيش في مدينة لارسا في بلاد ما بين النهرين " العراق" حاليا، عندما تلقت الرسالة من ابنها إدين سين، الذي كان يدرس في مدرسة في مملكة حمورابي الشهيرة، واشتكى بمرارة من أن الملابس التي أرسلتها له والدته كانت "من القرن التاسع عشر قبل الميلاد"، بينما كان جميع أصدقائه يرتدون ملابس عصرية على طراز عام 1790 قبل الميلاد، وفقا لما نشره موقع" labrujulaverde".


هذا ما يمكن قراءته على لوح طيني مكتوب في ذلك الوقت تقريبًا (بين 1792 و1750 قبل الميلاد) ، خلال الإمبراطورية البابلية الأولى، والذي تم العثور عليه بين أنقاض لارسا.

بحلول عام 1922، تم الحصول على اللوح من قبل متحف اللوفر، حيث يوجد حاليًا، وقد نشر محتواه لأول مرة عالم الآثار البلجيكي جورج دوسين في عام 1934، وكشف عن الكلمات المريرة التي وجهها إدين سين إلى والدته زينو.

ينتمي إيدين سين إلى الطبقة العليا في لارسا، حيث كان والده شمش هازير مسؤولاً رفيع المستوى في الإدارة، وكما جرت العادة، تم إرساله كأحد نزلاء المعبد ليتعلم القراءة والكتابة بالخط المسماري والاستعداد للعمل كموظف أو كاهن أو كاتب، تقدم الرسالة القليل من السياق، لكن الباحثين يفترضون أن هذا هو السبب وراء عيش إدين سين بعيدًا عن المنزل.


محتوى الرسالة، التي يحاول فيها إدين سين أن يجعل والدته تشعر بالذنب لعدم إرسالها له ملابس جديدة، تمت ترجمتها من قبل عالم الآشوريات أدولف ليو أوبنهايم في عام 1967:وكان نصها.


" أخبر السيدة زينو أن إدين سين يرسل الرسالة التالية: أتمنى أن يبقيك الآلهة شمش ومردوخ وإيلابرات دائمًا بصحة جيدة من أجلي، من سنة إلى أخرى، ملابس السادة الشباب هنا تتحسن، لكنك تتركين ملابسي تتدهور سنة بعد سنة ، أنتى تصرى على جعل ملابسي فقيرة ، في الوقت الذي أصبح فيه الصوف في بيتنا مثل الخبز، جعلتني ملابس رديئة، ابن أداد الدينام، الذي يعمل والده مجرد مساعد لأبي، لديه مجموعتان جديدتان من الملابس، بينما أنتى بالكاد تهتمى بالحصول على واحدة لي، رغم أنك ولدتني.. وأمه فقط تبنته، إلا أن أمه تحبه وأنت لا تحبني!"

وتعتبر الوثيقة مصدراً استثنائياً لفهم الحياة اليومية في بلاد ما بين النهرين القديمة، ويدل على أن زينو كانت تصنع ملابس أسرتها من الصوف ، وكانت تقوم بغزلها ونسجها وصبغها وخياطتها في عملية قد تستغرق نحو ثلاثة أشهر أو حتى سنة كاملة، حسب نوعية الملابس.

ومع ذلك، ربما لم تكن زينو تعرف كيفية القراءة، حيث تشير مقدمة الرسالة "أخبر السيدة زينو" إلى أنه كان من المفترض أن يقرأها الكاتب بصوت عالٍ.


لا نعرف ما إذا كان إدين سين هو من كتب الرسالة بنفسه أم أملاها على الكاتب، الافتتاحية "إدين سين يرسل الرسالة التالية" هي صيغة قياسية في رسائل بلاد ما بين النهرين، مما يشير إلى أنه من الممكن أن يتم إملاءها، فإن الأخطاء التي حددها علماء الآشوريات والصياغة إلى حد ما يمكن أن تشير إلى أن الكاتب كان عديم الخبرة، وربما كان طالبًا مثل إدين سين نفسه، تشير حقيقة أن عمر الرسالة حوالي 3800 عام، إلى أن بعض الأشياء لا تتغير أبدًا.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة