تحت عنوان " نهاية 15 عامًا من الاحتلال الإسرائيلى لسيناء"، ألقت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية الضوء على انتهاء الاحتلال الإسرائيلى لشبه جزيرة سيناء المصرية بعد 15 عاما، وقالت فى عددها الصادر يوم 26 أبريل 1982، إن الخطوة تمت دون ضجة كبيرة ووسط تحفظ وحزن داخل إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الإسرائيلى حينها، أرييل شارون، قوله للجنود الإسرائيليين إن هذا سيكون آخر تنازل إقليمى من جانب إسرائيل ووعد بتسريع وتيرة بناء المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وهو ما حدث بالفعل طوال أكثر من الـ42عاما التالية، وقامت إسرائيل بتوسيع بناء المستوطنات وظلمت واضطهدت واستهدفت الفلسطينيين حتى اندلاع الحرب الأخيرة فى قطاع غزة والتى قتلت فيها تل أبيب أكثر من 35 ألف فلسطينى أغلبهم من النساء والأطفال ودمرت البنية التحتية لقطاع غزة وشردت مئات الآلاف.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه تم إنزال العلم الإسرائيلى ورفع العلم المصري في شرم الشيخ، فى الطرف الجنوبى من سيناء، وفى رفح فى الشمال، وأخلت القوات الإسرائيلية آخر معاقل المستوطنين من المنطقة.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه كانت هناك تطمينات فى اللحظة الأخيرة من الجانب المصرى لرئيس الوزراء الإسرائيلى مناحيم بيجن، بأن السلام سوف يستمر.
واعتبرت الصحيفة، أنه بالنسبة لإسرائيل وسكانها، كان التخلى عن سيناء لحظة حزينة، وأكدت الصحيفة أن إسرائيل كانت بكل المقاييس فى مزاج حساس للغاية.
واحتفلت إسرائيل وقتها بعيد الفصح اليهودى فى 27 أبريل وتزينت البلاد بالأعلام الإسرائيلية والرايات الزرقاء والبيضاء، وقالت الصحيفة أن الاحتفال كان "له طعم مر ومرير خاصة بالنسبة للأشخاص المشاركين فى تجربة سيناء هذه. سيكون هناك القليل من الفرح"، وفقا لما قاله مسئول حكومى إسرائيلى للصحيفة فى ذلك الوقت.
واعتبر بعض المراقبين حينها أن إخلاء سيناء يظهر أن كامب ديفيد لا تزال على قيد الحياة وقابلة للتنفيذ - وأن الوقت قد حان للضغط من أجل الحكم الذاتى الفلسطينى على النحو المبين فى المرحلة الثانية من اتفاقيات كامب ديفيد.
وكتبت الصحيفة وقتها أن إسرائيل لا تزال تضغط رسميًا من أجل تنفيذ الحكم الذاتى الفلسطينى على النحو المنصوص عليه فى كامب ديفيد، لكن سياستها الاستيطانية فى الأراضى المحتلة تشير إلى أن إسرائيل تعتزم فى نهاية المطاف ضم أجزاء كبيرة - أن لم يكن كلها - من الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما حدث بالفعل.
وكتبت صحيفة الفجر الفلسطينية فى 25 أبريل من عام 1982: "يمكننا أن نرى فى الأفق علامات معركة سياسية صعبة للغاية حول مستقبل الأراضى التى لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي".
ومرت السنوات، واستمر الاحتلال الإسرائيلى فى الاستيلاء على أراضى الفلسطينيين لمقاومة حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين بدعم من الولايات المتحدة.
وفى وقت سابق من شهر أبريل الجارى لعام 2024، أخفق مجلس الأمن الدولى فى تمرير مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لفلسطين فى الأمم المتحدة، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض فى التصويت على مشروع القرار.
وقالت الخارجية الأمريكية أن الإدارة الأمريكية لا تعتقد بأن المسار عبر نيويورك فى الأمم المتحدة هو أفضل طريق للمضى قدما بشأن قيام دولة فلسطينية وحل الدولتين.
وزعمت الخارجية الأمريكية معأرضة واشنطن أى تهجير أو نزوح قسرى لسكان غزة، مبينة أنها لن تقبل بأى خطة إسرائيلية لا تتجنب ذلك فى رفح الفلسطينية.