صدر عدد مايو من مجلة "عالم الكتاب" الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ويتصدر غلافه ملف "شاعرات من سوريا في زمن الحرب" ماذا يفعل الشعر في مدن تزدهي بجدبها؟ لا سيما أن المدن أخذت تعج بالخراب، والقتل والموت، فماذا للشعر أن يفعل في عالم غاب عنه اليقين؟! الشاعرة السورية "رولا حسن" تجيب عن هذه الأسئلة في كتابها الصادر عن دار كنعان للدراسات والنشر "الموجة الجديدة في الشعر السوري.. نص طازج وحساسية مختلفة".. فهل ثمة موجة شعرية وحساسية أنثوية في سوريا؟ تجيب قصائد الملف عن تلك الأسئلة بمشاركة مجموعة كبيرة من الشاعرات منهن: أريج حسن، بسمة شيخو، بشرى النشوات، آفين حمو، وديمة حسون.
لا تقف "عالم الكتاب" عند الأفق العربي فحسب.. ففي باب "خارج النص" إعادة اكتشاف لمذكرات امرأة مجهولة حيث صدر كتاب "امرأة في برلين: ثمانية أسابيع في مدينة محتلة" (ترجمة ميادة خليل) باسم مجهول، لكن امرأة استثنائية كانت تقف وراء كتابته، وهنا تقول مترجمة الكتاب: "عند الانتهاء من قراءة الكتاب، بكيت كثيرًا، هل هذا كل شيء؟ قلت لنفسي، كنت أريد أن أعرف هذه المرأة، كنت أريد أن أرى خربشاتها، كتاباتها المختزلة الأولى لهذه المذكرات، كيف يبدو خطها؟ لكن المؤكد أنها امرأة استثنائية، وإلا كيف يمكن لإنسان أن يشهد هذا كله، ويكتب عنه، دون كره، دون لهجة انتقام، دون غضب، كيف يمكن ذلك؟ كيف استطاعت أن تفعل ذلك؟".
وإلى الصين، يبحث الروائي وانغ شياوبو بطريقته الخاصة عن الزمن المفقود، فعندما تطالع على الغلاف الأخير لرواية "الزمن المفقود" للكاتب الصيني "وانغ شياوبو" جملة تقول:"إن هذه الرواية لا تقرأ مرة واحدة" فأنت مطالب بالإصغاء لكل حرف مكتوبة به، لأنك أمام كاتب مختلف تمامًا، كما يصفه د.أحمد السعيد، مترجم الرواية الصادرة عن مجموعة بيت الحكمة للثقافة والنشر، فهذا الروائي، كما وصفه السعيد: "أقرب من اقتحم بعشوائية الدروب السرية للنفس البشرية، ففضحها بلطف، ثم عالجها بعنف، وعاش عمره يكتب للإنسان عن الإنسان، ترى صورته فتحسبه صعلوكًا، يتسكع في أزقة بكين، ثم تطالع ما يكتبه فتنمحي تلك الصورة".
لكن ما هي إلا خمس سنوات من التفرغ، الذي تمناه، حتى جاء يوم الحادي عشر من أبريل عام 1997، وتوقف قلبه فجأة دون مقدمات، قبل حلول عيد ميلاده الخامس والأربعين.
إن "عالم الكتاب" كعادتها في الإصدار الجديد برئاسة الشاعر عزمي عبد الوهاب.. لا تنسى القامات الثقافية المصرية.. فثمة زيارة لمكتبة الراحلة سهير القلماوي تقوم بها رشا عبادة، وكذلك وصية شريف رزق الأخيرة.. وثمة ملف عن الكاتب حسين عبد الجواد وأحلامه وأحلام نجيب محفوظ.
أما في "صوت وصورة" فيطرح شريف صالح سؤالًا: هل ظلمت السينما يوسف إدريس؟ وفي صفحة 6 يكتب مصطفى عبادة عن سلسلة الشعر المصري الصادرة حديثًا عن هيئة الكتاب. وعن "الشاعر القاتل" يحدثنا الشاعر عماد أبو صالح أو كما يسميه "حبيب الحياة بعد فوات الأوان". بينما يترجم ميسرة صلاح الدين حوارًا مع الكاتب سيباستيان باري الذي صنع من معاناة شعبه روايات.
كما يتميز عدد مايو بالعديد من الأبواب الثابتة منها "سور الأزبكية" و"معارك الكتب" حيث تحضر قامات ملهمة مثل أمير الصحافة محمد التابعي وكلام عن عقلانية طه حسين والزهاوي الذي تبرأ من مقال كتبه عن المرأة و80 عامًا على صدور سلسلة "اقرأ". بينما يشهد باب مراجعات حضورًا لروايات ضحى عاصي وصفاء النجار وسفيان رجب. وفي الصفحة الأخيرة يكتب المفكر وأستاذ الأدب الإيطالي د.حسين محمود عن مكتبته وعلاقته بالكتب تحت عنوان "عودة الروح والوعي".