أقيمت أمس الأربعاء أمسية بعنوان المدينة والحرب ضمن فعاليات ملتقى القاهرة الأدبى بحضور الكاتب إياكي كابي من جورجيا صاحب رواية سفر الخروج والمترجمة للعربية وهي رواية تأخذنا في رحلة طويلة في حرب لا ترحم بعيون طفل بصحبة جده وجدته، وسط أهوال لا يستطيع إدراكها بحضور الكاتب محمود جودة من فلسطين وهو صاحب رواية حديقة السيقان الصادرة في حيفا عام 2020، والتي تُعبر عن وجع غزة في زاوية من زوايا فضاء غزة الممتد من رفح حتى بيت حانون، وبحضور مصري متمثل في الروائي والقاص أحمد عبد المنعم رمضان.
وأدار الأمسية الكاتب والناقد الكويتي فهد الهندال، والذي تحدث عن أهمية الأدب الذي يجسد الحروب، في كثير من مدن العالم كبغداد والقاهرة ودمشق والقدس وعن أهمية الأدب أيضًا للتعبير عن المشاعر الإنسانية، فقد كتب الأدباء عن الشجن والحزن، وكل ما ينتج عن الحروب من مآسي.
وقال الكاتب محمود جودة تعليقًا على سؤال أيهما يكتب الآخر، المدينة أم الحرب؟ أن الكاتب دائماً أو غالباً يكتب عن أشياء متخيلة، لكن كوننا من أهل غزة فالأمر مختلف،فنحن الآن ننعي المدينة كلها، بعد فقدنا لغزة، ففي الواقع بكل أراضي فلسطين نسمي أبنائنا بمدننا المسلوبة، وغزة التي بنيت أمام عيوننا وفجأة تُدمر أمام أعين سكانها. وأنه ككاتب كان يجد الصعوبة في إبداعه نظرًا لكون غزة مدينة بلا تضاريس طبيعية كثيرة، فهو رأى جبل أو سفينة كبيرة لأول مرة بحياته في مدينة إسطنبول في عمر السابعة والعشرين من عمره، وهنا تكمن صعوبة الكتابة عن المدينة بشكل واضح وحيادية وسط أجواء الحروب، وهنا أيضًا يكون الإبداع شيئًا مختلفًا.
أما الكاتب الجورجي كابي ففي رأيه أن الحرب لا تؤثر فقط في جغرافية المدن، بل تؤثرفي البشر أيضًا الذين يمثلون هذه الجغرافيا. وإنه لا يعتبر نفسه كاتب عن الحرب فقط، بل هو ابن الحرب نفسها، وبرغم أن مواطني جورجيا معظم الوقت يعيشون مآسي الحرب فهم يعبرون عن هذه الصعوبات، عن طريق الكتابة عن الحرب وتبعاتها، وأن الإنسان الذي مر بمرارة الحرب هو الذي يقدر نعمة السلام، وهو الشخص الأكثر جدية في التعبير والإبداع عن ذلك.
وتحدث القاص والروائي أحمد عبد المنعم رمضان عن التغيرات التي حدثت في القاهرة في آخر 15 عاما، التي جعلته حريص على توثيق ذلك، والكاتب كما يحب الكتابة عن أحداث عايشها، فهو يحاول تخيل ما يكتبه وليس بالضرورة أن يكون مر بالتجربة، كتجربة الاعتقال أو السجن أو الحرب، لكن بالتأكيد التعبير عن مأساة الحرب بالأخص تستوجب في كثير من الأحيان معايشة هذا الأمر بكل ما فيه، لوصف هذه المشاعر، وهو تحدي كبيرللكاتب المُبدع.