صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن إصدارات سلسلة الإبداع المسرحي، مسرحية "المدسوس ومسرحيات أخرى"، للكاتب يس الضوي.
يضم الكتاب ثلاث مسرحيات، وهم "ونيسة، المدسوس، ورفيق" للكاتب المسرحي يس الضوي، وتنطوي على جهد وخيال إبداعي كثيف ومتعدد، فهي أولا تحتفي بصراع شخصياتها الحادة كحجر الصوان وانفعالاتها المكتومة كجوف كهوف الجبل السرية ولا يكتفي بلهجتها الجنوبية المشغولة على مهل وتؤدة، باستعمالاتها المجهولة لأهل الحضر، مع صرامتها التي تجرح بقدر ما تكشف.
غلاف الكتاب
وهي ثانيًا نصوص لا تفلت من أسر حرفية كاتبها الذى يتميز كمخرج مسرحي قدير في الآن نفسه، لذا نراه يصف المشهد بدقة من يقوم على تنفيذه فوق الخشبة، ويرسم حركات شخصياته بجلاء ووضوح، حتى الإيماءات والالتفافات العابرة تشغله وتستوقفه.
وهي ثالثًا تقوم على ما هو جدير بالعناية النقدية، فإرشادات الكاتب وإيضاحاته لا تمليها دقة كاتب مهووس بالإخراج وحسب، بل هي ضمن قناعة حرفي متمرس يدرك أن نص القراءة لا بد أن يحتشد بجماليات تضيف لدراما كنص مقروء مثل الجماليات الخاصة بالعرض المسرحي من تمثيل وسينوغرافيا وإخراج التي تعمل على إضاءة جوانب النص حين عرضه، لذا جاءت إيضاحات الكاتب وإرشاداته ذات صبغة أدبية لافتة تقرب نصوصه من حدود القص وما يكتنزه من جماليات وصف وتصوير ومهارة تعبير.
النصوص الثلاثة في مجملها تعزف أنشودة صعيد مصر المبتلى بالفقر والفاقة، والراقد على كنوز ما تحت ترابه وما فوقه، لكن المقادير ترسم له دوما غير ما ترتضيه أشواقه وصبواته،إنها نصوص مسرحية تمتح حواراتها من معين شاعر، ويقوم على وصف مشاهدها قاص متمكن مقتدر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة