نحتفل باليوم العالمى للملكية الفكرية سنويًا فى 26 أبريل، وأطلقت المنظمة العالمية للملكية الفكرية هذا الحدث عام 2000 لـ"زيادة الوعى بكيفية تأثير براءات الاختراع وحقوق التأليف والنشر والعلامات التجارية والتصاميم على الحياة اليومية وللاحتفال بالإبداع، والمساهمة التى يقدّمها المبدعون والمبتكرون في تطوير وتنمية الاقتصادات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
ونقدم بعض المعلومات المتعلقة بقضية الملكية الفكرية، معتمدين على كتب "الملكية الفكرية.. والموارد الوراثية .. والمعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي" والذي أصدرته المنظمة الدولية للملكية الفكرية:
يشير مصطلح الملكية الفكرية إلى إبداعات العقل مثل الاختراعات والتصميمات والأعمال الأدبية والفنية والأداء الفني والأصناف النباتية والأسماء والعلامات والرموز.
وقد طالبت شعوب أصلية وجماعات محلية وحكومات - في البلدان النامية بشكل أساسي - في السنوات الأخيرة بحماية الأشكال التقليدية من الإبداع والابتكار ، بموجب الملكية الفكرية والتي تعتبر في إطار نظام الملكية الفكرية المعتاد واقعة في الملك العام، ما يبيح استخدامها لمن أراد.
وتعترض الشعوب الأصلية والجماعات المحلية وكثير من البلدان على ذلك استنادا إلى ما يؤدي إليه من تعريض المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي للتملك غير المشروع وسوء الاستخدام على نحو غير مرغوب فيه.
من هم أصحاب المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافى التقليدى؟
من القضايا المحورية في الجدل الدائر حول حماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي هوية مالكيها أو حامليها أو رعاتها.
ومن المتفق عليه بشكل عام أن الحماية ينبغي أن تفيد في الأساس أصحاب المعارف التقليدية / أشكال التعبير الثقافي التقليدي، خاصة الشعوب الأصلية والجماعات المحلية التي تطورها وتصونها وتكتسي هويتها الثقافية وتلتمس تمريرها بين الأجيال.
وتعتبر المعارف التقليدية / أشكال التعبير الثقافي التقليدي بشكل عام نتاجا ومحمولا جماعيا، وبذلك ينبغي أن يكون من يتمتع بأي حقوق و مصالح في هذه المواد جماعات لا أفراد، بما في ذلك حالات تطوير المعارف التقليدية / أشكال التعبير الثقافي التقليدي على يد عضو فرد في جماعة ما، غير أنه من الوارد في بعض الوقائع أن يكون من بين المستفيدين أفراد معترف بدورهم ضمن الجماعة مثل معالجين شعبيين معينين أو مزارعون افراد يعملون ضمن الجماعة، وعادة ما ينشأ هذا الاعتراف عن مفاهيم أو بروتوكولات أو قوانين أو ممارسات عرفية.
وقد يكون الحال أن تستحق أكثر من جماعة واحدة حماية المعارف التقليدية / أشكال التعبير الثقافي التقليدي الخاصة بها، مما يتضمن جماعات في بلدان مختلفة تشترك في معارف تقليدية / أشكال تعبير ثقافي تقليدي واحدة أو متشابهة.
ما معنى "حماية"؟
حماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي قد تعني "حماية" عدة أشياء مختلفة حسب السياق الذي يستخدم المصطلح فيه، غير أن المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الويبو" معنية بفهم محدد للغاية للمصطلح: استخدام أدوات الملكية الفكرية ومبادئها لمنع أي استخدامات غير مصرح بها أو غير ملائمة للمعارف التقليدية / أشكال التعبير الثقافي التقليدي من قبل أطراف أخرى، أي أن شكل الحماية الجاري تطويره في الويبو هو تطبيق قانون الملكية الفكرية وقيمها ومبادئها لمنع سوء الاستخدام أو التملك: أو غير المشروع أو النسخ أو التعديل أو أي نوع آخر من الاستغلال غير المشروع، والهدف باختصار، هو ضمان عدم استخدام الابتكار والإبداع الفكري الذي تنطوي عليه المعارف التقليدية أو أشكال التعبير الثقافي التقليدي على أي نحو خاطئ.
وقد تنطوي حماية الملكية الفكرية على الاعتراف بحقوق استثمارية وممارستها، بمعنى استبعاد الآخرين من القيام بأفعال معينة.
نهجان للحماية الملكية الفكرية
يمكن مقاربة نظام الملكية الفكرية من زاويتين مختلفتين لضمان حماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي. ويمكن تطبيق هذين النهجين - واللذين يشار إليهما عامة بمسمى الحماية "الإيجابية" والحماية "الدفاعية" - معا بشكل تكميلي.
وتحت النهج الأول - "الحماية الإيجابية" - تصمم أنظمة الملكية الفكرية لتمكين أصحاب المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي - إن رغبوا في ذلك - من حيازة حقوق الملكية الفكرية فيها وإثباتها، ومن شأن هذا أن يتيح لهم منع الاستخدامات غير المصرح بها أو غير الملائمة من قبل أطراف ثالثة (بما في ذلك الاستخدام المسيء أو المحط من الناحية الثقافية) أو استغلال المعارف التقليدية / أشكال التعبير الثقافي التقليدي تجاريا. من خلال منح تراخيص مثلا كمساهمة في تنميتهم الاقتصادية، فالحماية الإيجابية، اختصارا، هي منح حقوق تمكن جماعات من تعزيز المعارف التقليدية / أشكال التعبير الثقافي التقليدي الخاصة بهم والتحكم في استخدام أطراف ثالثة لها والانتفاع عن استغلالها التجاري.
وأما النهج الثاني - "الحماية الدفاعية" - فهو مصمم لمنع حيازة أطراف ثالثة لحقوق الملكية الفكرية أو استبقائها بشكل غير مشروع.
أي أن الحماية الدفاعية تستهدف منع من كان خارج نطاق الجماعة من حيازة حقوق ملكية فكرية في المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي.
ولقد جمعت الهند. على سبيل المثال، قاعدة بيانات قابلة للبحث في معارف الطب الشعبي، يمكن لفاحصي البراءات استخدامها كبرهان على حالة التقنية الصناعية السابقة عند تقييمهم لطلبات البراءة.
ويمكن استخدام الاستراتيجيات الدفاعية أيضا لحماية التعبيرات الثقافية المقدسة، مثل الرموز أو الكلمات المقدسة من تسجيلها كعلامات تجارية.
واختصارا، يمكن استخدام مجموعة من أدوات الملكية الفكرية لحماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي، وتعنى الحماية الإيجابية بالنسبة إلى أصحابها توظيف هذه الأدوات لأغراضهم الخاصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة