رضخت الولايات المتحدة للمطالبة الشعبية فى النيجر برحيل قواتها عن البلاد، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن مسؤولين أمريكيين سيجتمعون الخميس مع أعضاء حكومة النيجر فى نيامى لمناقشة انسحاب القوات الأمريكية من الدولة الأفريقية، فى حين قال مسؤول أمريكى إن سحب قوات بلاده من النيجر حدث بسبب خلافات مع واشنطن.
وكان أنهى المجلس العسكري الحاكم في النيجر تعاونه مع الجيش الأمريكى بوقف العمل باتفاقية التعاون العسكرى التى تربط البلدين منذ 2012، باعتبارها غير قانونية "وتم فرضها من جانب واحد، خرجت عشرات المظاهرات بشكل يومى فى النيجر للتأكيد على أن رحيل القوات الأمريكية أصبح مطلبا شعبيا، وشارك فى المظاهرات شخصيات سياسية ودينية وحقوقية إضافة إلى كبار قادة المجلس العسكرى بهدف الضغط على القوات الأمريكية المتواجدة شمال البلاد من أجل تسريع خروجها.
ومن المقرر أن تجتمع السفيرة الأمريكية لدى النيجر كاثلين فيتزغيبون والجنرال كين آيكمان، الضابط الرفيع فى القيادة العسكرية الأمريكية فى أفريقيا، مع ممثلى الحكومة النيجرية لبدء مناقشات الانسحاب.
وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر، إن مسؤولين آخرين فى البنتاغون سيعقدون اجتماعات متابعة فى نيامى الأسبوع المقبل، كما سيزور نائب وزير الخارجية كيرت كامبل النيجر فى الأشهر المقبلة لمناقشة التعاون المستمر فى المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف، أن الولايات المتحدة فخورة بالتعاون الأمنى والتضحيات المشتركة بين القوات الأمريكية والنيجرية التى ساهمت فى استقرار المنطقة، لافتا إلى أنه منذ أن بدأت المناقشات العام الماضى مع "اللجنة الوطنية لحماية أرض الوطن النيجرية الحاكمة"، لم يتم التوصل إلى تفاهم.
ومطلع الأسبوع الماضى، اتفق كورت كامبل نائب وزير الخارجية الأمريكى مع قيادة النيجر على أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من البلاد.
وتنشر أمريكا فى النيجر أكثر قليلا من 1000 عسكرى، يتمركزون فى قاعدة فى الشمال ويشاركون فى القتال ضد الجماعات المتطرفة، رغم أن تحركاتهم كانت محدودة منذ تولى الجيش السلطة.
وكان تظاهر آلاف الأشخاص فى نيامى قبل أيام، للمطالبة برحيلهم بدون تأخير، وكانت النيجر قاعدة رئيسية لعمليات مكافحة الإرهاب الإقليمية، لكن المجلس العسكرى أعلن فى مارس إنهاء اتفاق التعاون العسكرى مع واشنطن.
وعلقت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، ورجح مختصون أن يؤدى قرار سحب القوات الأمريكية من النيجر، إلى عرقلة جهود الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب والجماعات المتشددة فى غرب أفريقيا
وبحسب الصحيفة فإن قرار سحب القوات الأمريكية من النيجر يدق المسمار الأخير فى نعش الإستراتيجية الأمريكية لهزيمة الإرهاب الذى يجتاح غرب أفريقيا.
ونقلت الصحيفة عن ضابط عسكرى أمريكى وصفته بالكبير قوله أن فقدان القاعدة فى النيجر يعقد قدرة البنتاجون على تحقيق الأهداف الأمنية الأمريكية فى المنطقة.
وبحسب الصحيفة كانت النيجر بمثابة حجر الزاوية فى استراتيجية واشنطن لمكافحة الإرهاب فى غرب أفريقيا، حيث كانت قوات القبعات الخضراء الأميركية تقدم المشورة لقوات الكوماندوز المحلية خلال العمليات القتالية ضد الإرهاب.
وعلى مدى العقد الماضى، أنفقت الولايات المتحدة حوالى 500 مليون دولار لتسليح جيش النيجر، وتوفير الخيام وأجهزة الراديو وطائرات المراقبة وناقلات الجنود المدرعة، وفق رويترز ووسائل إعلام أميركية.
وبحسب وول سريت جورنال فإن وزارة الخارجية الأمريكية، وزعت رسالة دبلوماسية خاصة إلى 15 حكومة فى غرب أفريقيا الشهر الماضي.
وأشارت الرسالة، إلى أنه بمجرد خروج القوات من الأمريكية من النيجر، ستقوم الولايات المتحدة بتعديل المساعدات العسكرية والقوات لمساعدة القوات المحلية فى عدد من البلدان فى غرب أفريقيا، مثل موريتانيا والسنغال وساحل العاج ونيجيريا.
وقال مسؤول أمريكى للصحيفة: "نعلم أن هذه الدول كانت تشعر بالقلق منذ فترة طويلة بشأن انتشار الإرهاب القادم إليها من منطقة الساحل، وقد طلبت منا المساعدة، ولذلك نحن ننظر إلى تلك الطلبات، ونحاول أن نرى ما يمكننا القيام به".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعى أمريكى قوله، أن نائب وزير الخارجية الأمريكى، كورت كامبل ومسؤولين أمريكيين آخرين يعتزمون زيارة النيجر هذا الأسبوع لوضع تفاصيل الانسحاب الأمريكى، مشيرا إلى أنه لا يمكن للقوات الأمريكية البقاء هناك رغمًا عن سلطات النيجر.