و وادى الريان بالأردن والفيوم تابلو واحد للشلالات الربانية
يخلق من الشبه أربعين، مثل مصرى قديم يتحدث عن التشابه فى الشكل بين البشر، لكن حين يردده المتخصصين في الطبيعة، هنا علينا ان نتوقف قليلا ، فبلاد الله واسعة وجميلة لكل منها روح مختلفة، صعب أن تتشابه مع غيرها، ربما تتشابه العادات والتقاليد والثقافات، لكن دائما الطبيعة تفاجئنا كل يوم بأن المبدع والمنسق الأول للجمال بكل تفاصيله هو الله عز وجل، وأنه حين تكون فى مكان ما وترى مشهد بعينه، يذكرك بمكان بعيد، ستعرف وقتها فقط أن هناك تؤامة للطبيعة بكل تفاصيلها.
المحميات الطبيعية في مصر وافريقيا تكاد ان تتطابق احداهما سويا مع بعض الاختلافات الطفيفة فمنهم محمية حوض أرجين الموريتانية وهى اكبر محمية في افريقيا، وتم وضعها على التراث الطبيعي العالمي وتعد أحد النقاط الرئيسية لرحلات الطيور المهاجرة في إفريقيا، وهو ذات الامر مع محمية رأس محمد بجنوب سيناء في شرم الشيخ ، والتي تعد هي الأخرى المحمية الأكبر في مصر واحد نقاط مسارات هجرة الطيور، إضافة لتواجد كلاهما على ساحل البحر
مشهد اخر متكرر بين شلالات وادى الريان بالأردن و وادى الريان بالفيوم ، وكلاهما شكلته الطبيعة وأعلن كمحمية طبيعية، ويعد وادى الريان الذى يعرفه المصريون عن ظهر قلب ملاذهم للرحلات فى أحضان الطبيعية بمحافظة الفيوم، بينما يحمل مكانا آخر نفس الاسم، لكن في دولة أخرى وهو وادى الريان فى دولة الأردن فى "وادى جديتا" بلواء الكورة أربد شمال الأردن، وملاذ أيضا للأردنيين الذين يبحثون عن الجمال الطبيعى، والأمر الأجمل والأروع هو أنه ليس الموضوع قاصرا فقط على المسمى الواحد فقط، وانما كلاهما يوجد في براح الصحراء ونحتته الطبيعة، بين الصخور عشق بين الطبيعة والمياه والهواء، فيخلق من وادى الريان "اتنين"، نموذج توأمة الطبيعة بين مصر والأردن .،فللوهلة الأولى ستأخذك عينك لوادى الريان بالفيوم، حيث تمكنت الطبيعة من منح مصر والأردن وليدا واحدا بنفس الملامح والشكل والإحساس، مع اختلافات بسيطة، لو تمت لكان الاثنان تؤأما متماثلا.
خلال التقرير نرصد ابرز المعلومات عن هذان النموذجان.
أولا محمية حوض ارجين بموريتانيا
إنشاء محمية حوض اركين خلال عام 1976 ، للحفاظ على تنوعها البيئي، ويحكمها قانون محدد رقم (2000-024) على مساحة 12000 كيلومترمربع بما في ذلك 180 كيلومترًا من الساحل ، وهو ما يشكل ثلث الساحل الموريتاني
تقع محمية حوض ارجين بموريتانيا على بعد حوالي 200 كم إلى الشمال من عاصمة موريتانية نواكشوط، وعلى طول 180 كم من الجنوب إلى الشمال، و تمتد المحمية على شاطئ المحيط الأطلسي من رأس تيميريس، في مركز مامجار إلى خليج الكلب، وجزيرة تيدرة، تعد قبلة ملايين الطيور المهاجرة من شتى بقاع العالم.
صنفت محمية حوض ارجين بموريتانيا ضمن المناطق الرطبة ذات الأهمية العالمة ضمن اتفاقية "رامسار" عام 1982، وصنفها اليونسكو عام 1989 ضمن التراث الطبيعي العالمي.
تعد محمية حوض ارجين بموريتانيا أكبر المناطق المصنفة ضمن التراث العالمي في إفريقيا والعالم العربي، ولها مهمتين أساسيتين هما التنمية المستدامة، وحماية التنوع البيولوجي
التيارات البحرية، في محمية حوض ارجين بموريتانيا، ساعدت على توفير جو ملائما لتكاثر أنواع كثيرة من الأسماك والتي تهاجر أيضا تحت الماء، بالتوازى مع هجرة مئات الأنواع من الطيور تصل لـ 200 نوع بينهم أنواع نادرة ومعرضة للانقراض بأجمالي يصل لحوالي 2 مليون ونص طائر.
محمية حوض آرجين تجتذب أعدادا كبيرة من السياح من كل انحاء العالم أغلبهم من أوروبا وخاصة عشاق الطيور، وتعد المحمية مجالا خصبا للبحث العلمي نظرا للتنوع البيولوجي فيها، ونقطة رئيسية للبحث العلمى والباحثيين البيئيين.
ثانيا محمية رأس محمد
رأس محمد هي اكبر المحميات الطبيعية المصرية في جنوب سيناء، وتصل مساحتها حوالى 850 كم مربع ، وبالتحديدا على بعد 12 كم من شرم الشيخ. يجاورها خليج العقبة من الشرق وخليج السويس من الغرب، حيث تقع عند التقاء خليجى السويس والعقبة.
أعلنت محمية رأس محمد كمحمية طبيعية عام 1983، ومن اهم الأنشطة فيها الغوص والسباحة، وتمثل الحافة الشرقية لها حائط صخري مع مياه الخليج الذي يتميز باندر أنواع الشعاب المرجانية، وبه قناة المانجروف التي تفصل بين شبه جزيرة رأس محمد وجزيرة البعيرة بطول حوالي 250 م.
تتميز محمية رأس محمد بالشواطئ المرجانية الموجودة في أعماق المحيط المائى لرأس محمد والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، كما تحيط الشعاب المرجانية بالمحمية من كافه جوانبها البحرية.يعد تشكيل محمية رأس محمد تكوينا فريدا، ذو أثر كبير في تشكيل الحياة الطبيعية بالمنطقة، كما ساهمت الهزات الأرضية فى تكوين الكهوف المائية أسفل الجزيرة.
محمية رأس محمد تعتبر موطن للعديد من الحيوانات المعرضة للانقراض منها الوعل النوبى بالمناطق الجبلية وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات والتي لا تظهر إلا بالليل.
وتعد محمية رأس محمد موطنا للعديد من الطيور المهاجرة مثل البلشونات والنوارس، ومسار رئيسى خلال هجرة الطيور، حيث يتم توفر الغذاء والراحة للطيور المهاجرة من أوروبا وآسيا فى طريقها للعودة إلى أفريقيا.
أعلنت محمية رأس محمد كمحمية طبيعية نظرا لما تحتويه أنظمة أيدلوجية هامة وعالية الحساسية مثل الشعب المرجانية، وبيئة المنجروف، وبيئة الأدوية الصحراوية والشعاب المرجانية، إضافة إلى أنها جزء من البيئات الساحلية الرطبة، وتتمثل في سهول طينية وأراضى ملحية، وبيئة الحشائش البحرية.
يمر بمحمية رأس محمد أكثر من 260 نوعا من الطيور المهاجرة، معظمها من الطيور المائية، كما يصل عدد الطيور المقيمة فيها إلى 8 أنواع تقريبا، ورصدت بها العديد من الطيور المهددة دولياً بالانقراض، مثل مرعة الغلة وأبو اليسر أسود الجناح والشرشير المخطط والزرقاوى الأحمر والمرزة البغثاء وصقر الجراد والعقاب الملكى.
كما تم تم تسجيل 11 نوعًا من الثدييات فى خاصة في منطقة الزرانيق منها الجربوع وهو من القوارض التى تعيش فى المناطق الرملية، كما تم تسجيل 22 نوعًا من الزواحف أهمها سحلية الرمال.
وادى الريان بالأردن
يقع وادى الريان بالأردن في "الكورة جنة" والذى يقع فى الجنوب من بلدة جديتا، ويمتاز بمناخ معتدل فى الصيف والشتاء وطوال العام تقريبا، مياهه العذبة وظلاله الوارفة والأشجار الخضراء، مساحة من الجمال لا توجد سوى فى مصر بالفيوم، وكلاهما ملاذ للسياح والمتنزهين.
وادى الريان بالأردن، يتميز بتنوع التضاريس فيه من جبال ووديان وسهول، وكان يطلق عليه فى السابق وادى اليابس، حتى رأته عين الملك المؤسس رحمة الله عليه الملك عبد الله بن الحسين، فمن شدة إعجابه به وبمناظره الخلابة أطلق علية اسم وادى الريان، ويوجد به العديد من الطواحين التى كانت تدار بالمياه ورممتها وأصلحتها وزارة السياحة، وأصبحت جزءا من برنامج الزيارات، حيث أعيد تشغيل "طاحونة عودة" عام 2006 وهى تعتبر الأولى على مستوى الأردن وبلاد الشام.
وادى الريان بالأردن يعد وجهة سياحية هامة، حيث يوجد به العديد من المواقع التاريخية والأثرية والدينية، مثل مزارات الصحابة، وضريح أبى عبيدة عامر بن الجراح، وقبر شرحبيل بن الخير، وتل أبو الخراز الذى يعود للعصر البرونزى والحديدي، على بعد 570 مترًا شمال شرق وادى الريان، وبالتحديد فى جلعاد شرق وادى الأردن.
رياضة المشى لمسافات طويلة فى وادى الريان هى السمة الأولى التى يعشقها رواد الطبيعة الخلابة بين الأشجار وفى مسارات المشي.، وأيضا المشى فى وادى الزيتون المعمر، والاستمتاع بتجربة قطف الزيتون فى الموسم.
شلالات وادى الريان بمحمية وادى الريان الطبيعية فى محافظة الفيوم، أحد المناطق الساحرة التى صنعتها الطبيعة، و الوحيدة من نوعها فى مصر، ينسج فيها السحر والجمال صورة مبدعة ربانية، امتزجت فيها الصخور الصلبة، ذات الطبيعة الصعبة القاسية بالمياه المرنة المتدفقة، فى أحضان الطبيعة.
محمية وادى الريان الطبيعية من المحميات الطبيعية التى تم إعلانها 1989، تصل مساحتها حوالى ١٧٥٩ كيلو متر مربع، منطقة الشلالات والعيون هى الأكثر تجمعا للمصرين، مابين اللعب والاستمتاع والتأمل تحت مياه الشلالات ومع رزاز المياه قريبا من الحواف الخاصة بالشلالات.
نسجت مياه الشلالات بحيرات طبيعية منذ عام ١٩٧٣، ساعدت على تشكيل منخفضى وادى الريان وتكونت الشلالات الطبيعية، والتى بلغ ارتفاعها حوالى ٢٠ مترا، تنوعت الأنشطة الخاصة بالسياحة البيئية فى المنطقة، فهنا ترى بعض الشباب يركبون المراكب وآخرون يتزحلقون على الرمال، وبعضهم يمسك بمنظار يراقب الطيور المهاجرة، والكثيرون يلتفون حول الشلالات ويقزفون ويلعبون بالمياه فى متعة لا يضاهيها أى متعة، ويمكنك وانت على اعتاب المحمية، أن تستمع لصدى صوت الضحكات للمصريين حول الشلالات، ففى الصيف محمية وادى الريان الطبيعية تعد القبلة الأولى للمصريين نظرا لقرب المسافة بينها وبين القاهرة، والذى يستغرق حوالى ساعة ونصف على الأكثر، لكن فى الشتاء تكون الرحلات لمناطق أخرى فى المحمية للتخييم والسفارى .
فى وادى الريان أماكن تنقلك للماضى وخاصة فى جبل المدورة وجبل المشجيجة، ومع إمكانية التخييم فى الغرود الرملية، ذات الروح المختلفة يمكنك أن تستمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة، كما بدأ تطوير منطقة شلالات وادى الريان فى الفيوم عام 2018، حيث تم عمل تطوير كامل وممشى سياحى ورفع البنية التحتية للشلالات، وتلتها مرحلة تطوير أخرى عام 2020حيث تم ربط منطقة الشلالات ببعضها البعض عن طريق كوبرى خشبى، كما تم تطوير الجهة المقابلة لمنطقة لتطوي، من اجل استيعاب أعداد أكبر من الزواريصل إلى حوالى 500 ألف زائر مصرى واجنبى.
تمكنت الطبيعة من نحت تابلوهين من الجمال الخلاب فى مصر والأردن هذا الجمال انتبه له الجانبين المصرى والأردني، حيث تم عمل تنسيقات مهمة بين الجانبين، لمشروع " الملاذ الآمن للحياة البرية" بمحمية وادى الريان فى الفيوم على غرار محمية المأوى للطبيعة والحياة البرية بمحافظة جرش شمال الأردن، وتم توقيع برتوكول تعاون رباعي، ضم وزارة البيئة، ومحافظة الفيوم، ومؤسسة الأميرة عالية بنت الحسين بدولة الأردن، لتنفيذ الملاذ الآمن للحياة البرية بمحمية وادى الريان، كأحد المشروعات الخضراء التى تهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجى ودعم الصمود والتكيف مع التغيرات المناخية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة