"سكوت.. امنع الكلام.. محكمة".. كلمات يرددها "حاجب" المحكمة للسيطرة على الضوضاء داخل القاعة التى تصدر عن المحادثات الجانبية بين أهالى المتهمين ومحامى الدفاع، لتكون لحظة دخول المستشار رئيس الدائرة والعضو اليمين واليسار لبدء نظر الجلسة.
أمام باب قاعة المحكمة يقف الحاجب، ليسيطر على دخول وخروج الشهود وغيرهم، من المترددين على قاعة المحكمة، والمعروف بصوته الجهورى أثناء تنبيه المتقاضين بدخول هيئة المحكمة، مطلقا صيحته الشهيرة "محكمة"، ليسطر الهدوء على القاعة ويبدأ عمل المحكمة.
يحمل حاجب المحكمة فى يده "رول الجلسة" كشف يشمل أرقام القضايا المقرر نظرها فى الجلسة، ويعتبر مرآة لهيئة المحكمة، وهناك ثلاث أنواع من الحُجاب، الأول المدنى، الثانى الشرعى، والثالث الجنائى، فحاجب الجنايات يعد الأكثر ذكاءً وفهما لأُطر ونصوص القوانين، وذلك نتيجة كثرة الخبرة فى القضايا الجنائية.
والحاجب يجب أن لا يكون طرفا فى القضايا التى تنظر، ولا يشترط أن تكون لديه خبرة قانونية، ويعمل العديد من الأشخاص فى هذه المهنة بدوام جزئى فقط لكسب دخل أضافى بينما يقرر البعض الآخر جعلها وظيفتهم الأساسية، والراتب يحدد وفقا لما يملكه من خبره فى التعامل مع المستندات القانونية.
ومن مهام الحاجب أيضا تسليم المستندات القانونية إلى فرد أو جهة محددة وإخطار بإجراء جديد أو وثيقة مرتبطة بالقضية وقد يتطلب الأمر مقابلة الفرد شخصيا، وتحديد هويته ومن ثمّ تسليمه المستند الخاص به، ولا يمكن للحاجب خرق القانون عند محاولة تسليم المستندات القانونية، مثل التعدى على ممتلكات الغير أو إجبار الطرف الآخر على الدخول، لذا يحتاج الحاجب إلى خبره وفهم لطبيعة عمله دون تجاوز الحدود المرسومة له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة