فى إحدى النظريات الفلسفية المعروفة بـ"تأثير الفراشة" يقال إن "رفرفة جناح فراشة فى الهند قد يتسبب فى وقوع زلازل وكوارث فى أمريكا الجنوبية"، وهى ربما إشارة أو تفسير إلى أن أمرًا قد يبدو عديم التأثير أو محدود فى تأثيره، لكنه يبدو أكثر تعقيدًا مما نتصور.
وتمر اليوم الذكرى الـ 112 على استيلاء القوات الأمريكية على يورك عاصمة مقاطعة أونتاريو الكندية من القوات البريطانية وذلك أثناء حرب 1812، وهى حرب دارت بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى ومستعمراتها في أمريكا الشمالية بالإضافة إلى الحلفاء من الهنود الحمر، كانت حربًا غريبة يمكن تسميتها أيضًا بحرب الاتصال.
وبحسب دائرة المعارف البريطانية، فإن الحرب نشبت بين الولايات المتحدة وبريطانيا بسبب الانتهاكات البريطانية لحقوق الولايات المتحدة البحرية، وانتهت بتبادل التصديقات على معاهدة غنت، وكانت بداية التوترات جاءت نتيجة تداعيات الثورة الفرنسية (1792-1799) والحروب النابليونية (1799-1815)، فخلال ذلك الصراع شبه المستمر بين فرنسا وبريطانيا تضررت المصالح الأمريكية بسبب مساعي كل من البلدين لمنع الولايات المتحدة من التجارة مع الطرف الآخر.
السلوك البريطاني كان السبب الرئيسي وراء إعلان الأمريكيين الحرب، وذلك بسبب إقدام بريطانيا على تفتيش السفن التجارية الأميركية المتوجهة إلى فرنسا، وفرض رسوم جمركية على البضائع الخاصة بها، فضلاً عن تحرشات ممتدة مع البحرية الأميركية انتهت في إحدى المرات بضرب فرقاطة أمريكية وقتل ثلاثة من طاقمها، والقبض على عدد من المجندين البريطانيين الهاربين من التجنيد.
في الأشهر التي تلت إعلان الرئيس ماديسون أن حالة الحرب سارية المفعول، شنت القوات الأمريكية غزوًا من ثلاث نقاط لكندا وكلها باءت بالفشل بشكل واضح، وفي عام 1814، مع انهيار الإمبراطورية الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت، تمكن البريطانيون من تخصيص المزيد من الموارد العسكرية للحرب الأمريكية، وسقطت واشنطن العاصمة في أيدي البريطانيين في أغسطس، وفي واشنطن أحرقت القوات البريطانية البيت الأبيض ومبنى الكابيتول، ومباني أخرى انتقاما من قيام جنود أمريكيين بحرق المباني الحكومية في كندا في وقت سابق.
عانى الشعب البريطاني من الحرب وخصوصًا من ضرائبها، وخشي عدد متزايد من الأمريكيين من حدوث كارثة إذا استمرت الحرب، اجتمع مندوبا البلدين في غنت ببلجيكا في أغسطس عام 1814. وأخيرًا وُقِّعت معاهدة في 24 ديسمبر عام 1814م، في غنت، ووفقًا لشروط هذه المعاهدة، تسلم كل الأراضي التي كان قد استولى عليها كل طرف،
