قال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إن الصين لن تحقق علاقات أفضل مع أوروبا، فى ظل دعمها أكبر تهديد لأمن أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة، فى إشارة إلى دعمها روسيا فى حربها فى أوكرانيا، موضحا أن ضمان الأمن عبر المحيط الأطلسى يعد مصلحة أساسية لواشنطن.
أضاف وزير الخارجية الأمريكى - خلال مؤتمر صحفى عقده فى العاصمة الصينية بكين - أنه أوضح سياسات بلاده خلال سلسلة من الاجتماعات عقدها مع الرئيس الصينى "شى جين بينج" وعدد من المسئولين البارزين فى بكين، مضيفا أن المناقشات التى أجريت فى الوقت الحالى والسابق مع الرئيس الصينى والتى أعقبها زيارات واجتماعات رفيعة المستوى بين حكومتى البلدين؛ أسهمت فى إرساء الأسس لقمة مثمرة عقدت بين الرئيس الأمريكى جو بايدن ونظيره الصينى فى سان فرانسيسكو نهاية العام الماضي، مشيرا إلى أن الزعيمين اتفقا على اتخاذ خطوات ملموسة للتعاون فى بعض القضايا التى تهم شعبى البلدين والعالم بأسره.
وأكد أنه عاد إلى الصين هذا الأسبوع من أجل تقييم التقدم الذى تم إحرازه فى العلاقات بين البلدين؛ فضلا عن اتخاذ قرار بشأن ما يجب القيام به فى هذا الصدد، مشيرا إلى أن هذا الأمر كان محور المحادثات التى أجراها خلال اليومين الماضيين مع الرئيس الصينى ووزير خارجيته وانج يى ووزير الأمن العام وانج شياو هونج بالإضافة إلى سكرتير الحزب الشيوعى تشن جينينج.
وأوضح أنه عبر - مجددا خلال محادثات اليوم - عن قلق بلاده العميق بشأن توفير الصين مكونات من شأنها أن تحفز الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وأن الصين هى المزود الأول لروسيا بالمعدات الآلية والإلكترونيات الدقيقة والنيتروسيليلوز - الذى يعد عنصرا مهما فى صناعة الذخيرة ووقود الصواريخ - وغيرها من المكونات التى "تستخدم فى تعزيز قاعدة روسيا الصناعية الدفاعية".
ولفت إلى أنه بدون دعم الصين؛ فإن روسيا ستجد صعوبة فى مواصلة حربها على أوكرانيا، منوها بأن "دعم القاعدة الصناعية الدفاعية لروسيا لا يهدد أمن أوكرانيا فحسب، بل أمن أوروبا أيضا".
وأعرب وزير خارجية أمريكا عن قلقه البالغ إزاء ممارسات الصين التجارية والتداعيات المحتملة للقدرة الصناعية الفائضة فى السوق العالمية والأمريكية خاصة فى عدد من المجالات مثل ألواح الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية والبطاريات المشغلة لها.
وأضاف أن "الصين وحدها تنتج أكثر 100% من الطلب العالمى لهذه المنتجات مما يغرق السوق ويقوض المنافسة ويعرض سبل كسب العيش والأنشطة التجارية حول العالم للخطر"، مشيرا إلى أن ذلك يؤدى إلى غلق الأنشطة التجارية الأمريكية وفقدان الوظائف الأمريكية وأن الرئيس الأمريكى جو بايدن لن يسمح بحدوث ذلك.
واستطرد قائلا إن "بلاده ستفعل كل ما يلزم لضمان أن بوسع العمال الأمريكيين المنافسة فى بيئة متكافئة"، لافتا إلى أن الإجراءات التى تتخذها واشنطن لا تهدف إلى الحد من تطور الصين.
وشدد على أن الطريقة التى تنمو بها الصين تعد موضع اهتمام، ما يعنى إقامة علاقات اقتصادية صحية يعامل فيها العمال والشركات الأمريكية بتكافؤ.
وقال بلينكن إنه بحث اليوم الأنشطة الصينية فى بحر الصين الجنوبي، والتى من بينها الأنشطة الصينية ضد عمليات البحرية الفلبينية وعمليات الصيانة الدورية.
وأشار إلى أن حرية الملاحة فى الممرات البحرية تشكل أهمية ليس للفلبين وحدها، بل ولأمريكا ولكل دولة فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ وحول العالم أيضا.
وأضاف أنه على الرغم من أن بلاده ستواصل العمل على خفض التصعيد، إلا أن تعهدات واشنطن الدفاعية للفلبين ستظل قوية.
وأكد التزام بلاده بسياسة الصين الواحدة، مشددا على الأهمية الجوهرية للحفاظ على السلام والاستقرار فى أنحاء مضيق تايوان.
ولفت إلى أنه بحث مع الجانب الصينى مجموعة من الأزمات الإقليمية والعالمية التى يمكن للصين أن تلعب فيها دورا بناءً، داعيا بكين لاستخدام نفوذها فى محاولة لإثناء إيران عن توسيع رقعة الصراع فى الشرق الأوسط، والضغط على بيونج يانج لإنهاء سلوكها الخطير والانخراط فى حوار.
