تنافس ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، رواية الكاتب الفلسطينى أسامة العيسة "سماء القدس السابعة"، وهى المرة الأولى التى يتواجد فيها الأديب الفلسطينى فى القائمة القصيرة للجائزة المرموقة.
و"سماء القدس السابعة" هي رواية تغوص في الأساطير والحكايات المتوارثة في قرية تحكي عن زائر مغربي غامض. يحكي الزائر عن ماء عين سحرية قادرة على تحويل الرجال إلى نساء والعكس، بحسب إرادة الخالق. يتفاخر رجال القرية بجمالهم، غير مدركين لاحتمال تحولهم إلى نساء أقل جمالاً. هذه الغرور يتسبب في اتهامهم بالغطرسة من قبل أقرانهم في القدس وقراها، لكن حتى الماء - رمز الحياة - يشهد لجمالهم. هذه الرواية تستكشف مواضيع الغرور، التحول والجمال الزائف.
إنها رواية احتفاء بالمكان، وبالشخوص، بمدينة نصية وقدرية. لكنها أيضا مراجعة للمسلمات، والشعارات، وحتى للفعل الفدائى المبكر، الذى لم يكن، رغم فداحة التضحيات وسموها، والمرجعيات الثقافية للمناضلين، ليفضى إلى انعتاق المدينة، بحجرها وبشرها. وعن الإدراك المبكر أن القدْس، المحاصرة بالأغانى الحماسية، والشعارات الجماهيرية، والتصريحات الرسمية، ليست هى قدْس الناس الذين كان عليهم دفع الثمن دائما. وليست هى القدْس الدينية، التى حاصرت نفسها فى نحو كلم مربع داخل السور، لقرون، رغم معاناتها من جراح لن تندمل، ومن محتل إلى آخر، ومن فاتح إلى فاتح، ومن شقيق دموى إلى شقيق لا يقل دموية وجهلا وليست هى القدْس المكتوبة بفهْم المنتصرين بل هى القدْس المستعصية التى تكتب هنا، وللمرة الأولى، بهذا العمق والاتساع والشخوص متعددى الإثنيات والقوميات.
يشار إلى أن أسامة العيسة كاتب وصحفى ولد فى مخيم الدهيشة فى مدينة بيت لحم، فلسطين فى عام 1963م. صدرت له عدة كتب أدبية وبحثية، فى القصة والرواية والآثار وطبيعة فلسطين وأعد أبحاثا لأفلام تسجيلية عن الثقافة والسياسة فى فلسطين. حصلت روايته مجانين بيت لحم على جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فئة الآداب 2015.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة