بمجرد فتحك له ومحاولة قراءته ستموت! نعم.. هذه حقيقة فكتاب "الظلال من جدران الموت" تم تأليفه سنة 1863 أخطر كتاب في العالم، فهو عبارة عن مجموعة من الورق المملوء بالسم، ودخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية وسجل أكثر كتاب مسموم في العالم في يناير 2024،، لاحتوائه على 36 جرامًا من الزرنيخ، فما هو سر هذا الكتاب ؟إليك التفاصيل.
يسمى باللغة الإنجليزية ” Shadows from the walls of death ” هو هو عبارة عن كتاب فلسفي ألفه الكاتب الأمريكي روبرت سي كيدزي، وإذا ما سمعت أنه يسبب الموت ستجد الأمر غير منطقي أو ربما تسخر من العنوان و تعتبر مبالغا فيه، و ربما يتجه فكرك إلى كتب السحر والشعوذة أو شيء من الدجل، لكن هذا الكتاب لا يجعل كل من يحاول قراءته يموت كما في باقي كتب السحر، بل الأمر مختلف تماما، فبعيدا عن هذه الاعتقادات كلها، وفقا لما نشره موقع " سبوتنيك" فالكتاب عادي جدا لكن الغريب في الموضوع هو أنه بمجرد فتحك للكتاب و محاولة قراءته ستكون نهايتك قد أوشكت بدون شك، فلا يتطلب الأمر أن تمرض أو تشعر بأعراض كثيرة، سوى أن تموت بشكل حتمي.
الكتاب يسجل يموسوعة جينيس
وفق ما تم الإعلان عنه، فإن السبب الذي يجعل الكتاب يقتل كل من يقرأه هو أن مؤلف الكتاب، وضع نسبة قاتلة من نوع السم الذي يعرف بالزرنيخ على غلاف هذا الكتاب و صفحاته كلها التي تصل إلى 86 صفحة، فكل من مس أو شم الزرنيخ سيموت مباشرة.
و بعد أن تم اكتشاف هذا السر الذي حير الباحثين تم الاتفاق على أنه من الممكن الآن قراءة الكتاب بعد وضع قفازات و قناع واقي للوجه تفاديا لخطر الموت، و الجدير بالذكر أنه لا توجد من هذا الكتاب سوى نسختين في العالم، واحدة منها موجودة في الولايات المتحدة الأميركية و بالضبط في ولاية ميتشيجان في جامعة ميتشيجان.
يوجد الكتاب في الولايات المتحدة الأميركية من بين كتب جامعة ميتشجان و يمنع الاقتراب منه أو لمسه إلا بعد إتباع خطوات السلامة لحماية القارئ من الموت، ويعد هذا الكتاب الأكثر رعبا أو الكتاب القاتل الذي توجد وراءه قصة أشبه بأفلام هوليوود.
كان كيدزي قد أصدر 100 نسخة من الكتاب لكن لم تتبقى سوى نسختين منه، و في جامعة ميتشيجان يحتفظ بها في قسم خاص بعيدا عن القراء و لا يمكن استعارتها إلا بوجود تصريح ، و قد تم تغليف كل صفحة من الكتاب بعناية شديدة حتى لا يتسرب الزرنيخ.
ورق حائط داخل الكتاب
هو أستاذ في علم الكيمياء و لد سنة 1823 و توفي سنة 1902، حاصل على شهادتين في الكيمياء والطب وشغل منصب طبيب لمدة 11 عاما، كما عمل جراحا خلال الحرب الأهلية الأمريكية، و عندما بلغ أربعين عاما عمل أستاذا للكيمياء في كلية الزراعة بولاية ميتشيجان و كانت له عدة إنجازات كما كان يطلق عليه لقب "أبو صناعة سكر البنجر" في ولاية ميتشيجان.
الغريب و المختلف عن بقية الكتب الأخرى أنه بعد صفحة العنوان و المقدمة التي دونها كيدزي، لا توجد أي كلمات أخرى، حيث أن كل صفحاته التي تبلغ 86 صفحة ليست سوى ورق حائط، قام كيدزي بجمعها من ورق الحائط المنتشرة في أمريكا في ذلك الوقت.
لكن الخطر في الأمر أن كل هذه الصفحات مطلية بمادة الزرنيخ المميت وهي مادة شديدة السمية و كان يعتبر هذا السم الأفضل للقتل لذلك سمي بــ "سم المشاهير" حيث كان أشهر من تسمم به هو نابليون بونابرت.
كان كيدزي يهتم بالبيئة و تأثير المواد الملوثة السامة على صحة الإنسان ومن بين دراساته كانت دراسة تؤكد خطورة تزيين جدران البيوت بورق الحائط الملون الذي كان منتشرا في الولايات المتحدة في سنة 1739.
وقد أثبت كيدزي أن ورق الحائط يضم معدلات خطيرة من الزرنيخ الذي يصبغ به ورق الحائط، حيث أن الزرنيخ ينتقل عبر جسيمات إلى الهواء ثم يستنشقه الإنسان مما يسبب له التهاب في الشعب الهوائية والصداع وفقدان الوزن ثم الوفاة في النهاية.
ورق حائط مسموم
لكن لم ينتبه أحد لصيحات كيدزي، ففكر في هذه الطريقة القاتلة حيث جمع عينات من ورق الحائط التي تحتوي على معدلات عالية من الزرنيخ ووضعها في 100 كتاب ووزعها على المكتبات في الولايات المتحدة.
ويستشهد المؤلف في مقدمة الكتاب بحالة امرأة كانت "مقعدة منذ فترة": والغريب أن صحتها تتحسن دائما عندما تكون بعيدة عن المنزل ومع ذلك، في كل مرة كانت تُجبر فيها على الراحة في غرفة نومها (مع أشكال خضراء زاهية مطبوعة على ورق الحائط)، كانت حالتها تسوء.
وبالمثل، توفي جميع الأطفال الصغار لمحامي من ميسون بسبب مرض غامض بعد أن تم "تجهيز المنزل بورق الحائط". وبمجرد فحص ورق الحائط الأخضر، وجد أنه يحتوي على 1.88 جرام من الزرنيخ لكل متر مربع .
يذكر كيدزي أيضًا إيما، وهي طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات كانت تنام في غرفة نوم حجرية خضراء وتعاني من آلام مزمنة وإرهاق وحمى، وكما جرت العادة، طُلب منها أن ترتاح، مما أدى إلى تفاقم حالتها.
وعندما تم تحليل ورق جدران غرفة نومها، وجد أنه يحتوي على 3.4 جرام من الزرنيخ لكل متر مربع،بعد إخراج إيما من الغرفة على الفور، تحسنت صحتها وتعافت تمامًا.