كريم عبد العزيز يصل إلى النضج الفنى فى أصعب أدواره بمسلسل الحشاشين.. أداؤه الصادق أبرز الشر المتمثل فى مكر ودهاء شخصية «حسن الصباح» مؤمنا بضرورة تصديق منطق شخوصه الدرامية التى يجسدها ويفكر ويشعر مثلها

الأربعاء، 03 أبريل 2024 10:00 م
كريم عبد العزيز يصل إلى النضج الفنى فى أصعب أدواره بمسلسل الحشاشين.. أداؤه الصادق أبرز الشر المتمثل فى مكر ودهاء شخصية «حسن الصباح» مؤمنا بضرورة تصديق منطق شخوصه الدرامية التى يجسدها ويفكر ويشعر مثلها كريم عبد العزيز
محمود ترك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شخصية فنية خاصة يتمتع بها النجم كريم عبدالعزيز، تميزه بين أبناء جيله، احتاجت منه سنوات كى تظهر بهذا النضج فى مسلسل الحشاشين مجسدا دور «حسن الصباح» زعيم الطائفة التى اشتهرت بتنفيذ عدد كبير من الاغتيالات فى القرن الـ11 وأثارت الكثير من الجدل. خاض كريم عبدالعزيز فى مشواره الفنى العديد من التحديات الصعبة، لكن شخصية «حسن الصباح» تعد الأصعب بالنسبة له، لما لها من محددات خاصة، تتمثل فى قوة الشخصية واستخدام وسائل إقناع معتمدة على استغلال الدين، وامتلاك أتباع ينفذون خططه، وأيضا القدرة الكبيرة للسيطرة على أتباعه، ودوافع الشر داخله، فهى شخصية مركبة ومعقدة.

مسلسل-الحشاشين
مسلسل-الحشاشين

 

الممثل الذى وقف أمام كاميرا السينما للمرة الأولى طفلا فى فيلم «المشبوه» أمام عادل إمام، لم يتردد فى الموافقة على بطولة «الحشاشين» وتجسيد دور حسن الصباح، فالشخصية من الناحية الدرامية مغرية لأى فنان، ونوعية العمل جديدة على الدراما المصرية، أو ليست شائعة فى السنوات الأخيرة على وجه الدقة، كما تتوافر له إمكانيات فنية ضخمة.


لكن الموافقة على تجسيد الشخصية تحمل فى طياتها مغامرة كبيرة، إذ قد تخطئ البوصلة ويخفق كريم عبدالعزيز فى التعبير عن الشر الكامن داخلها، ما قد يثير الارتباك لدى المشاهد حول طبيعتها، أو قد يذهب الأداء التمثيلى إلى الوقوع فى فخ المبالغة، الأمر الذى من شأنه أن يفقدها الإقناع، لذا لجأ الممثل إلى خيار التعبير الطبيعى لشخصية تاريخية، التزم فيها بألا يمثل بل يكون طبيعيا تماما، دون اللجوء إلى ضخامة وعلو الصوت أو النظرات الشريرة، أو رفع الحاجب، بل هو ذلك الشرير الذى لا يعلن حقيقته ويتخفى وراء قناع.

new-1

ويؤمن كريم عبدالعزيز بضرورة تصديق منطق شخوصه الدرامية التى يجسدها ويفكر ويشعر مثلها، حتى يصدقها ومن ثم تصل إلى الجمهور، وهذا قد يبدو سهلا أو واضحا فى شخصياته التى جسدها من قبل لأنها أدوار أو شخصيات إيجابية، لكن كان تطبيقه فى «الحشاشين» ومع شخصية مثل حسن الصباح بكل ما بداخله من شر، بمثابة تحدى كبير لأداء النجم المصرى، نجح فى اجتيازه وصدق منطق الشخصية على سلبياتها لأنه لو كرهها لن يستطع التعبير عنها.
كما حرص على تصاعد الأداء الدرامى وتفاصيل الشخصية، إذ نراه ينافق الملك شاه فى الحلقات الأولى من العمل مدعيا الولاء له، ويخادع صديقه نظام الملك حتى يصل إلى مبتغاه، وعندما يتمكن من قلعة «ألموت» يظهر التكبر داخله فى نظرته لأتباعه، وطريقته فى السير زهوا بينهم، مستمرا أيضا فى الاعتماد على دهائه الخاص.


أداء كريم عبدالعزيز فى «الحشاشين» يأتى متسقا مع طريقته فى تجسيد مختلف أدواره، فهو لا يذهب إلى الافيهات المبالغة أو الحركات المضحكة فى أفلامه الكوميدية ومنها «نادى الرجال السرى» الصادر عام 2019، بل يعتمد على كوميديا الموقف وأن يكون طبيعيا تماما، مما يكسب أدائه كاريزما خاصة، نراها أيضا فى المشاهد التراجيدية فهو لا يلجأ إلى الانفعال الزائد واستدرار البكاء، بل يقدم أداء متوازن.
هذا الأداء الذى يحافظ عليه أيضا فى أفلام الإثارة والغموض ومنها «الفيل الأزرق» بجزئيه، وفيلم الدراما التاريخى الذى يتضمن مشاهد قتالية «كيرة والجن»، وأيضا الأداء المتزن لشخصية الضابط زكريا يونس فى مسلسل «الاختيار» الجزء الثانى والثالث. ويجيد كريم عبدالعزيز اختياراته الفنية، فالممثل الذى نشأ وسط عائلة فنية ووالده المخرج محمد عبدالعزيز وعمه المخرج عمر عبدالعزيز، ذهب فى بداية مشواره إلى دراسة الإخراج بمعهد السينما، ثم شعر بمتعة التمثيل عندما شارك فى بعض الأفلام ومشاريع التخرج بالمعهد، وشعر وقتها بأن فن التمثيل هو طريقه.

تألق نجم «الحشاشين» جاء مبكرا فى مرحلة الطفولة بعدد من الأعمال السينمائية، ثم لفت الأنظار بمرحلة الشباب مع أول ظهور له بمسلسل «امرأة من زمن الحب» رفقة ياسمين عبدالعزيز وبطولة سميرة أحمد، إذ حقق العمل الدرامى نجاحا كبيرا، وصادف فى ذلك العام أيضا أن عرض له فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة».

وبعد الطفولة وأفلام الشباب دخل كريم عبدالعزيز مرحلة النضج الفنى بأعمال وأدوار يختارها بعناية شديدة، ليسير على نفس النهج الذى اختاره لنفسه منذ بداية احترافه التمثيل، والذى يرتكز على تنويع المحطات، فمثلما حرص فى بدايته الفنية على أن يقدم الكوميدى فى «عبود على الحدود» و«حرامية فى كى جى تو»، ذهب إلى منطقة الأفلام الدرامية ومنها «واحد من الناس» الصادر عام 2006 وقت أن كان شباك التذاكر يغازل الأفلام الكوميدى أكثر ثم الرومانسى، ثم اتبعه فى العام التالى بفيلم «خارج على القانون» من نفس نوعية الأفلام الدرامية.


بهذه الاختيارات فى بدايته الفنية وضع كريم عبدالعزيز نفسه فى مكانة خاصة لدى الجمهور، واكتسب ثقته، ورسم شخصيته الفنية المغايرة لنجوم جيله الذى انطلق فى نهاية التسعينيات من القرن الماضى، إذ لم يحصر نفسه فى منطقة معينة.


مكانة كريم عبدالعزيز الخاصة لدى الجمهور، عززت من حضوره القوى فى شباك التذاكر، إذ تتصدر أفلامه قائمة الأكثر إيرادات فى تاريخ السينما المصرية، ويحتل فيلمه الأخير «بيت الروبى» القائمة محققا نحو 130 مليون جنيه إيرادات، فيما جاء فى المركز الثانى فيلمه «كيرة والجن» الذى يتقاسم بطولته مع أحمد عز محققا 119 مليون ونصف مليون جنيه، بل يأتى فى المركز الثالث فيلمه «الفيل الأزرق» الجزء الثانى بإيرادات قدرت بـ 104 ملايين جنيه. هذه المكانة لدى الجمهور يرافقها أيضا تقدير وإشادة نقدية، إذ تم تكريمه العام الماضى فى الدورة الثانية من مهرجان القاهرة للدراما، وتسلم تكريمه من الفنان يحيى الفخرانى، كما تم تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ43 ومنحه جائزة فاتن حمامة، وقدمت الجائزة له النجمة منى زكى، إضافة إلى أنه يحظى بإشادة دائمة عن أدواره ومنها شخصية حسن الصباح فى «الحشاشين».


يقتنع كريم عبدالعزيز بأن الفنان يجب أن يغير من جلده دائما، بمعنى أن يقدم أدوار مختلفة فى مسيرته الفنية، ولا يبقى حبيسا لنوعية محددة بدعوى أنه نجح فيها، لأن ذلك التنوع من شأنه أن يطيل العمر الفنى للممثل، لذا فهو أمام تحد خاص الفترة المقبلة فيما يتعلق باختياراته الفنية، بعد أن اجتاز بنجاح الدور الأصعب فى مشواره الفنى حتى الآن والذى يعد تتويجا لمسيرته الفنية.

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان 2024 عبر بوابة دراما رمضان










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة