بدأت أحداث الحلقة 24 من مسلسل سر المسجد الذي تقدمه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ضمن الأعمال الموجهة للأطفال في موسم دراما رمضان 2024، بحديث الشيخ صلاح مع أبطال مسلسل سر المسجد سيف وياسين وشروق، وسأله سيف عن الرمز الجديد الذي يحمل اسم "المسجد الحرام" فسأله عن سبب التسمية؟
وأجابه الشيخ صلاح أن المسجد الحرام سمي بذلك الاسم لأنه تم تحريم القتال فيه منذ دخول النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى مكة المكرمة منتصرًا في فتح مكة وأن من دخل المسجد الحرام أصبح آمنًا من أي شر، كما أن المسجد الحرام له قصة عظيمة منذ خلق الله الأرض.
.تبدأ قصة المسجد الحرام منذ بدأ الخليقة، فهو أول بيت لله يقام على سطح الأرض، حيث يبدأ تاريخ المسجد الحرام بتاريخ بناء الكعبة المشرفة، وقد بناه أول مرة الملائكة قبل آدم عليه السلام، ثم رفع ذلك البناء إلى السماء أيام الطوفان، و بعد الطوفان قام النبي إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام بإعادة بناء الكعبة، بعد أن أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام بمكان البيت.
وأضاف بقول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم "وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ" "سورة الحج 26".
وعن تفسير الآية الكريم جاء في تفسير الإمام القرطبي: قوله تعالى: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود.
فيه مسألتان:
الأولى: قوله تعالى: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أي واذكر إذ بوأنا لإبراهيم ؛ يقال: بوأته منزلا وبوأت له . كما يقال: مكنتك ومكنت لك؛ فاللام في قوله: لإبراهيم صلة للتأكيد ؛ كقوله: ردف لكم، وهذا قول الفراء، وقيل: بوأنا لإبراهيم مكان البيت أي أريناه أصله ليبنيه، وكان قد درس بالطوفان وغيره، فلما جاءت مدة إبراهيم - عليه السلام - أمره الله ببنيانه، فجاء إلى موضعه وجعل يطلب أثرا، فبعث الله ريحا فكشفت عن أساس آدم - عليه السلام - ؛ فرتب قواعده عليه ؛ حسبما تقدم بيانه في (البقرة) . وقيل: (بوأنا) نازلة منزلة فعل يتعدى باللام ؛ كنحو جعلنا، أي جعلنا لإبراهيم مكان البيت مبوأ، وقال الشاعر:
كم من أخ لي ماجد بوأته بيدي لحدا
الثانية: أن لا تشرك هي مخاطبة لإبراهيم - عليه السلام - في قول الجمهور . وقرأ عكرمة (أن لا يشرك) بالياء، على نقل معنى القول الذي قيل له . قال أبو حاتم: ولا بد من نصب الكاف على هذه القراءة، بمعنى لئلا يشرك، وقيل: إن (أن) مخففة من الثقيلة . وقيل مفسرة . وقيل زائدة ؛ مثل فلما أن جاء البشير . وفي الآية طعن على من أشرك من قطان البيت؛ أي هذا كان الشرط على أبيكم ممن بعده وأنتم، فلم تفوا بل أشركتم .
وقالت فرقة: الخطاب من قول أن لا تشرك لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ؛ وأمر بتطهير البيت والأذان بالحج . والجمهور على أن ذلك لإبراهيم ؛ وهو الأصح، وتطهير البيت عام في الكفر والبدع وجميع الأنجاس والدماء . وقيل: عنى به التطهير عن الأوثان؛ كما قال تعالى: فاجتنبوا الرجس من الأوثان ؛ وذلك أن جرهما والعمالقة كانت لهم أصنام في محل البيت وحوله قبل أن يبنيه إبراهيم - عليه السلام - وقيل: المعنى نزه بيتي عن أن يعبد فيه صنم، وهذا أمر بإظهار التوحيد فيه . وقد مضى ما للعلماء في تنزيه المسجد الحرام وغيره من المساجد بما فيه كفاية في سورة (براءة) . والقائمون هم المصلون . وذكر تعالى من أركان الصلاة أعظمها، وهو القيام والركوع والسجود .