يعتبر أدب الرعب أحد أبرز الأنواع الأدبية التي تجذب الجميع من القراء وزوار المعرض بشكل الدائم، وقد شهد الربع الأول من عام 2024 الجاري ركود واضح في انتشار الأعمال الأدبية المصنفة ضمن أدب الرعب، فهل يرجع ذلك إلى عدم وجود أعمال جديدة؟ أم لعدم انتشارها بالشكل المطلوب؟
ليس هناك موعد محدد يوضح متى بدأ هذا النوع من الأدب في الظهور، ولكن يعتقد الكثير من الباحثين أنه بدأ بالفعل منذ زمن بعيد، حيث اكتشف الانسان الشعور بالخوف منذ القدم، ويؤكد ذلك الاعتقاد أن الأساطير القديمة دليلًا مؤكدًا على ذلك، لاحتوائها على قصص تهدف إلى إثارة الهوف لدى المستمع أو القارئ، واتفق الباحثون على أن ذلك النوع من الأدب لم يتخذ شكله الحالي إلى مع بداية ظهور روايات الرعب القوطي الشهيرة والتي تحكي قصص في أجواء مربعة قديمة مثل حوت القلاع والبرق وأضواء الشموع.
حاز أدب الرعب من خلال تلك القصص على شعبية واسعة في نهاية القرن الثانت عشر وبداية القرن التاسع عشر، وذك على يد كل من آن رادكليف التي كتبت قصة أسرار أودولفو "Mysteries of Udolpho" وهوراس والبول صاحب رواية قلعة أوترانتو " The Castle of Otranto".
ويستمد أدب الرعب من أقسى شخصيات القرن الخامس عشر، فيمكن تتبع دراكولا إلى أمير والاشيا فلاد الثالث، الذي نُشرت جرائم الحرب المزعومة في كتيبات ألمانية ونشرت من قبل ماركون آيرر في عام 1499، الذي اشتهر بصوره الخشبية، وتعتبر سلسلة عمليات القتل المزعومة لـ غيل دي ريز بمثابة مصدر إلهام لـ "اللحية الزرقاء"، ويُستمد فكرة مصاصي الدماء من الحياة الحقيقية النبيلة مع القتل، وقد ساعدت إليزابيث باثوري على ظهور خيال الرعب في القرن الثامن عشر، كما هو الحال من خلال كتاب لازلو توروشى لعام 1729.
ورغم نشر مجموعة من أعمال الرعب في الفترة الماضية والتي شاركت في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55 التي أُقيمت في مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، إلا أن أغلب الأعمال التي نشرت هي استكمال لسلاسل سابقة، ومنهم كتاب نادر فودة الجزء الثامن "الآثم" للإعلامي أحمد يونس، وهو الجزء الثامن من سلسلة نادر فودة، ورواية "مساوة على رأس الدجال" للكاتبة إسراء حمدي والتي تعد الجزء الثالث من سلسلة سفراء الجن التي بدأتها الكاتبة من قبل.
كما نُشر أيضًا رواية "كيف بدأ الرعب" للكاتب محمد عصمت، ورواية "ما يروي في الظلام - أساطير زهرة الجبل" لمحمد عصمت، ورواية سرداب قصر البارون للكاتبة مروى جوهر، ورواية الناجي الوحيد للكاتب وسام سعيد، ورواية "برقان" للكاتب أحمد الخولي، ورواية "جريمة السابعة مساءًا" لرضا سليمان، رواية "رحمة 4 – قربان الدم -1" لميسون سرور، وغير ذلك فقد شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024 في دورته الـ 55 انتشارًا للروايات التي سبق نشرها في أعوام ماضية وليست حديثة.
ورغم تلك الإصدارات إلا أن ليس هناك ترويج واضح وكبير لكل تلك الأعمال الجديدة، وهو ما يجعلنا أمام سؤال يطرح نفسه، هل اختفى أدب الرعب وقل الاهتمام به؟