تحل اليوم الذكرى الـ 26 على رحيل الشاعر السوري الكبير نزار قباني، إذ رحل عن عالمنا ففى 30 أبريل من عام، تاركا إرثا شعريا وأدبيا كبيرا، بجانب الأغانى التى تغنى بها كبار نجوم الغناء فى مصر والعالم العربى، فيكفى الراحل أن كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ كانا ممن تغنوا بكلماته.
ولد نزار قباني في مدينة دمشق لأسرة من أصل تركي، واسم عائلته آقبيق وهى عائلة مشهورة في دمشق، آق تعني الأبض وبيق يعني الشارب حيث قدم جده من مدينة قونية التركية ليستقر في دمشق، عمل أبوه في صناعة الحلويات وكان يساعد المقاومين في نضالهم ضد الفرنسيين في عهد الانتداب الفرنسي لسوريا عمه أبو خليل القباني رائد المسرح العربي ومن أوائل المبدعين في فن المسرح العربي.
بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة وأصدر أول دواوينه " قالت لي السمراء" عام 1944 بدمشق وكان طالبا بكلية الحقوق، وطبعه على نفقته الخاصة له عدد كبير من دواوين الشعر، تصل إلى 35 ديواناً، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها طفولة نهد، الرسم بالكلمات، قصائد، أنت لي.
اشتهر بشعر الغزل فكتب عن المرأة الكثير من القصائد وكان لانتحار أخته بسبب رفضها الزواج من رجل لا تحبه أثر عميق في نفسه وشعره، فعرض قضية المرأة و العالم العربي في العديد من قصائده، ونقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة فكانت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" 1967 ومن ثم أتبعها بعد ذلك بقصائده السياسية التى ظلت تنشر فى الصحف حتى وفاته، والتى تناولت الحدث السياسى العربى فى كافة المراحل التى شهدها.
جمع في شعره كلا من البساطة والبلاغة اللتان تميزان الشعر الحديث، وأبدع في كتابة الشعر الوطني والغزلي، غنى العديد من الفنانين أشعاره، أبرزهم أم كلثوم عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفيروز وماجدة الرومي وكاظم الساهر ومحمد عبد الوهاب، واكتسب شهرة ومحبة واسعة جدا بين المثقفين والقراء في العالم العربي.
في عام 1997 كان قباني يعاني من تردي في وضعه الصحي وبعد عدة أشهر توفي في 30 أبريل 1998 عن عمر ناهز 75 عامًا في لندن.