تتواصل المعارك فى السودان بين الجيش والدعم السريع، فيما شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني في وقت متأخر، غارات جوية عنيفة على مواقع متفرقة للدعم السريع في ولايتي جنوب وشمال دارفور خاصة الأحياء الشرقية والشمالية من المدينة، وأفاد شهود عيان أن المقاتلات الحربية استهدفت كذلك مواقع في مليط شمال الفاشر.
وفقا لصحيفة تريبون سودان، قال شهود عيان إن مقاتلة جوية تابعة للجيش السوداني، حلقت لوقت طويل في سماء نيالا، قبل أن تبدأ في إسقاط براميل متفجرة على أحياء الجير وتكساس علاوة على السوق الكبير وقيادة الفرقة 16 مشاه ومواقع أخرى.
فيما كشفت صحيفة التغيير أن قوات الدعم السريع واصلت تنفيذ هجمات مكثفة على المدنيين في عدد من قرى ومناطق الجزيرة وممارسة النهب والسلب وتهجير المواطنين، واتهمت لجان المقاومة الحصاحيصا بولاية الجزيرة- وسط السودان، قوات الدعم السريع بانتهاك قرية أبو عدارة لثلاثة أيام متتالية وتهجير سكانها قسراً، في وقت واصلت فيه القوات الاعتداء على قرى ومناطق جديدة وممارسة انتهاكات جسيمة فيها.
وحسب اللجان، هاجمت مليشيا الدعم السريع أمس قرية ود السيد- جنوب غرب الحصاحيصا بأكثر من 60 موتر بغرض النهب والسرقة، وتمت سرقة كل المحلات التجارية والأموال والمركبات والبضائع وحتى المركز الصحي بأدواته وأدويته، كما قامت القوة أيضاً بسرقة ألواح الطاقة الشمسية من محطة توليد المياه.
وفى ولاية نهر النيل شمالي العاصمة السودانية الخرطوم قررت لجنة أمن الولاية فرض حظر تجوال الأشخاص والمركبات بكافة محليات الولاية من الساعة الثامنة مساءً وحتى السادسة صباحاً يومياً بالتوقيت المحلي.
كما أعلنت اللجنة الأمنية لولاية نهر النيل منع الإفطارات الجماعية والتجمعات إلى جانب تكثيف التفتيش وزيادة التدقيق بالمعابر مع إحكام العمل الأمني بالأسواق، وذلك عقب تعرض إفطار رمضاني لمجموعة مسلحة لهجوم بطائرة مسيرة بإحدى صالات الأفراح بمدينة عطبرة شمال السودان، تسبب في سقوط 12 قتيل وعشرات الجرحي.
ومن ناحية أخري تواجه تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم برئاسة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك دعاوى جنائية من النيابة العامة فى السودان، بحسب صحيفة السودانى، وتضغط تقدم التي تضم قوى سياسية ومدنية وكيانات مهنية، في اتجاه وقف الحرب عبر الطرق السلمية، حيث وقعت مطلع هذا العام اتفاقًا مع قوات الدعم السريع نص على موافقة الأخير بإنهاء النزاع عبر التفاوض المباشر مع الجيش.
واندلعت الحرب فى أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتمخض عن الصراع أكبر أزمة نزوح فى العالم، ودفع قطاعات من السكان البالغ عددهم 49 مليون نسمة إلى شفا المجاعة وفجّر موجات من القتل والعنف.
وراح ضحية المعارك الدائرة نحو أكثر من 13 ألف قتيل، وبلغ عدد النازحين فى 9 ولايات اكثر من 11 مليون نازح يتواجدون فى 67 محلية، وفر نحو 8.1 مليون شخص من منازلهم فى السودان، ويشمل ذلك حوالى 6.3 مليون داخل السودان و1.8 مليون فروا إلى خارج البلاد، حسب بيان المكتب الأممى، وفقا لحكومة السودان.
قدر حجم الدمار والتخريب بالقطاع الصحى فى السودان، بـ 11 مليار دولار بسبب الحرب، وفقا لوزير الصحة الاتحادى بالسودان، الدكتور هيثم محمد إبراهيم، وقال وزير الصحة السودانى - خلال مؤتمر صحفي- أن النداء موجه لتأهيل وإعمار 25% من المستشفيات بالسودان، وتشمل المستشفيات المرجعية الأساسية التى تضم تخصصات زراعة الكلى والرنين المغناطيسى والأورام.
وعلى المستوى الاقتصادى، قدّر وزير المالية فى حكومة الانتقال د. إبراهيم البدوى، حجم الخسائر التى لحقت بالبنية التحتية للبلاد بنحو 60 مليار دولار؛ وسط توقعات بأن ترتفع الخسائر بشكل كبير فى ظل استمرار الحرب، وتوقع البدوى أن يتراجع الناتج المحلى بنحو 20% إذا لم تتوقّـف الحرب سريعًا.