يواصل المجتمع الدولي، الضغط على سلطات الاحتلال الإسرئيلي، لوقف آلة الحرب الدائرة على قطاع غزة منذ أكثر من نصف عام، حيث بدأت تل أبيب في محاصرة القطاع منذ اليوم السابع من شهر أكتوبر الماضي، وقد تبنى مجلس حقوق الإنسان الأممي قرارا بحظر تصدير السلاح لإسرائيل بأغلبية 28 صوتا واعتراض 6 دول، كما دعا المجلس، الجمعة، إلى محاسبة إسرائيل على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية محتملة في غزة، وهذه المرة الأولى التي يتخذ مجلس حقوق الإنسان موقفا حيال العدوان الإسرائيلي، وطالب المجلس بوقف أي مبيعات أسلحة لإسرائيل على خلفية الحرب في قطاع غزة، وأبدى مخاوف من وقوع "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.
وفي مارس الماضي، نجح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في إصدار قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع، حينها وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، فيما صوت الأعضاء الأربعة عشر الآخرون لصالح القرار، الذي اقترحه الأعضاء العشرة المنتخبون بالمجلس.
ولليوم الـ182 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربها البرية والجوية والبحرية، على غزة، حيث شن غاراته الجوية وقصفه المدفعي، الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الكريم، على مناطق متفرقة من القطاع مما أدى لسقوط شهداء وجرحى.
واستهدفت المدفعية الإسرائيلية وسط وغرب مدينة خان يونس، وشرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، كما استهدفت غارة عنيفة من الطائرات الحربية الإسرائيلية، محيط مدينة الشيخ زايد شمالي قطاع غزة، فيما تعرضت مناطق متفرقة بالمحافظة الوسطى في القطاع، لقصف مدفعي إسرائيلي.
وبحسب مصادر محلية، استهدف طيران الاحتلال، ليلة الجمعة، تل الهوا غرب غزة، بينما تواصل القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي على الأحياء الجنوبية الغربية والشرقية لمدينة خان يونس، وشرق مخيم المغازي وسط القطاع.
وطال القصف المدفعي الإسرائيلي منطقة قليبو والشيخ زايد بيت حانون شمال القطاع، وذلك بالتزامن مع مواصلة جيش الاحتلال تدمير ونسف المنازل السكنية وسط وغرب خان يونس.
على إثر ذلك أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الجمعة، ارتفاع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية على القطاع إلى 33 ألفاً و91 شهيداً، وأضافت الوزارة، في بيان صحفي، أن عدد المصابين ارتفع إلى 75 ألفاً و 750 إصابة.
وبينت الوزارة أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 54 شهيداً و 82 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية"، منبهة أنه "مازال عدداً من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
في سياق أخر، جددت منظمات غير حكومية دولية التحذير من استحالة العمل في قطاع غزة في ظل العدوان الاسرائيلي المتواصل على القطاع، وهو عدوان يرقى في نظر رئيسة منظمة أطباء بلا حدود "إلى مستوى الإبادة الجماعية".
وتأتي تصريحات المنظمات بعد أيام من مقتل سبعة أعضاء في منظمة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن) في غارات إسرائيلية على قطاع غزة المحاصر.
وعقد ممثلون للعديد من المنظمات غير الحكومية العاملة في غزة (أطباء بلا حدود، أوكسفام، أطباء العالم، منظمة أنقذوا الأطفال) مؤتمرا صحفيا عبر الإنترنت.
من ناحية أخرى، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية، لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل ستكون رهن حماية المدنيين وعمال الإغاثة في غزة، في أول تلميح لتغيير محتمل في اشتراطات الدعم العسكري المقدَّم من واشنطن.
وبعد ساعات على المحادثة الهاتفية التي جرت ليلة الجمعة، أعلنت إسرائيل أنها ستفتح المزيد من طرق المساعدات إلى القطاع المحاصر، وسمحت حكومة الحرب الإسرائيلية بإمدادات مساعدات مؤقتة عبر ميناء أشدود ومعبر إيريز البري، وزيادة المساعدات من الأردن عبر معبر كرم أبو سالم، على ما أعلن مكتب نتنياهو.
وسارع البيت الأبيض للترحيب بالخطوات التي قال إنها اتخذت بناء على طلب من الرئيس بايدن ويجب الآن تنفيذها بالكامل وبسرعة.