على الكشوطي يكتب: مليحة ضرورة وليست رفاهية.. الفن يقاوم الاحتلال الإسرائيلى

السبت، 06 أبريل 2024 09:00 ص
على الكشوطي يكتب: مليحة ضرورة وليست رفاهية.. الفن يقاوم الاحتلال الإسرائيلى مسلسل «مليحة»

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ذكاء شديد قامت به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عندما التقطت الخيط ووجدت أن تقديم مسلسل مليحة عن القضية الفلسطينية ضرورة ملحة وليست رفاهية، ربما لأن الكثير من الأجيال الجديدة لا تعلم أصول القضية، وتفاصيل الدور المصرى فيها، كما أن الفن المصرى وكان ولا يزال يقاوم الاحتلال الصهيونى، وتاريخ الفن المصرى يشهد على تلك المقاومة، سواء من خلال السينما أو التليفزيون.

شكل المقاومة فى مسلسل مليحة ربما يختلف عن الكثير من النماذج التى قدمت سواء فى السينما أو التليفزيون فطبيعة العمل وحالة المزج بين الجانب الوثائقى والجانب الدرامى منح العمل غنى وثراء كبير على كثير من المستويات.

الجانب التوثيقى فى المسلسل يظهر للعيان وبشكل حقيقى من واقع التاريخ والأرشيف كيف وقفت مصر وشعبها بجوار القضية الفلسطينية وكيف دعمت القضية وساهمت فى تخفيف العبء على الشعبى الفلسطينى، إذ تناول الجانب التوثيقى معركة رأس العش حيث تصدت قوات من الصاعقة المصرية لقوة كبيرة من المدرعات الإسرائيلية حاولت احتلال مدينة بورفؤاد.

وبحسب "المجموعة 73 مؤرخين" فإن إسرائيل كانت تريد فى معركة رأس العش الوصول إلى ضاحية بور فؤاد المواجهة لمدينة بورسعيد على الجانب الآخر للقناة لاحتلال بور فؤاد، وكانت المنطقة الوحيدة فى سيناء التى لم تحتلها إسرائيل أثناء حرب يونيو 1967، وتهديد بورسعيد ووضعها تحت رحمة الاحتلال الإسرائيلى.

وعندما وصلت القوات الإسرائيلية إلى منطقة رأس العش جنوب بورفؤاد وجدت قوة مصرية محدودة من قوات الصاعقة عددها 30 مقاتلا مزودين بالأسلحة الخفيفة، فى حين كانت القوة الإسرائيلية تتكون من 10 دبابات مدعمة بقوة مشاة ميكانيكية فى عربات نصف مجنزرة، وحين هاجمت قوات الاحتلال قوة الصاعقة المصرية تصدت لها الأخيرة وتشبثت بمواقعها بصلابة وأمكنها تدمير 3 دبابات معادية، وفوجئت القوة الإسرائيلية بالمقاومة العنيفة للقوات المصرية التى أنزلت بها خسائر كبيرة فى المعدات والأفراد أجبرتها على التراجع جنوبا.

وشهد العمل على تسلم أنور السادات قيادة مصر وعبوره خط برليف وتدمير إيلات، وهو أول انتصار عربى على إسرائيل وفتح أملاً للفلسطينيين للعودة لبلادهم.

محاولة شراء أهل سيناء وتحريضهم على مصر بسبب موقفها الداعم لفلسطين

شهد المسلسل تفاصيل محاولة شراء أهل سيناء وتحريضهم على مصر من قبل إسرائيل ودفعهم للمطالبة بالانفصال عن مصر، حيث كشف الجانب الوثائقى عن قيام موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى سابقا بمقابلة شيخ المجاهدين فى سيناء الشيخ سالم الهرش وعندما كان فى انتظار إعلان الهرش عن استقلال سيناء عن مصر تفاجأ ديان برفض الهرش طلبهم وإعلان أن سيناء ستظل مصرية.

فيما شهد المسلسل على قيام الأمم المتحدة بوضع القضية الفلسطينية فى جدول أعمالها بعد 20 سنة من التوقف دعت منظمة التحرير برئاسة ياسر عرفات للاشتراك فى جلساتها واعتبرت الأمم المتحدة المنظمة الممثل للشعب الفلسطينى وذلك ضمن مكتسبات نصر أكتوبر.

"مليحة" نموذجا

ليس بغريب عن مصر أن تكون فلسطين فى قلب فنها، فيجمع مصر وفلسطين الكثير من التفاصيل والحكايات، ربما فقط تلك العلاقة بين البلدين تحتاج لكثير من المسلسلات والأفلام، ولكن فلسطين فى قلب الفن المصرى فعلا وقولا، وذلك من خلال العديد من الأعمال آخرهم مسلسل «مليحة»، ذلك الخيط الذى التقطته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وكان على وعى كبير بسرعة الالتفات لأهمية تقديم مسلسل عن فلسطين والقضية الفلسطينية يعيد تنشيط القضية فى ذهن الوطن العربى والعالم، ولدى الشباب ممن هم متحمسون وليدهم شغف كبير بالقضية خاصة بعدما شهدوا على ما يحدث فى غزة وفى أهلها.

ربما لو كانت تعلم قوات الاحتلال إنها ستخلق أعداء جدد وستجدد فى نفوس الشعب المصرى وشبابه روح الثأر لإخوانهم فى فلسطين لما كانت أقدمت على ما تفعله فى غزة الآن.

المتحدة تضع على عاتقها مسؤولية تقديم دراما الوعى

لن يغيب أبدًا الفن المصرى عن فلسطين وقضاياها، حيث تجمع مصر وفلسطين الحدود والنسب والدم والأرض والعرض، وتلقى مصر على عاتقها حل القضية الفلسطينية وعودة الحق لأصحابه شعبًا وقيادة، وطوال الشهور الماضية كان لمصر وشعبها موقف واضح لا يقبل المزايدة فى دعم فلسطين وأهل غزة.

ويحسب للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أنها دائما تضع على عاتقها مسئولية تقديم دراما الوعى، دراما توضح الحقائق وتسرد التاريخ بوثائق محددة لا تقبل الشك، ليقدم مسلسل «مليحة» واحدا من أجمل المسلسلات المقدمة فى النصف الثانى من شهر رمضان ذلك المسلسل الذى يفند الحقائق ويرد على الادعاءات ويبرز دور مصر فى دعم القضية الفلسطينية.

مصر الشقيقة الكبرى الحاضرة دائما 

ذكاء مسلسل "مليحة" أنه لا يقدم فقط دراما للوعى بقضية فلسطين وجذورها ونشأتها، وإنما أيضا يلقى الضوء على دور مصر الشقيقة الكبرى الحاضرة دوما فى كل تفاصيل القضية الفلسطينية.

واستعرض المسلسل قيادة أنور السادات لمصر وعبور خط برليف وتدمير إيلات والانتصار فى حرب 73 وهو الانتصار الذى فتح أملاً للفلسطينيين للعودة لبلادهم، وهى الحرب التى دفعت الأمم المتحدة لوضع القضية الفلسطينية فى جدول أعمالها بعد 20 سنة من التوقف وجعلتها تدعو منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات للاشتراك فى جلساتها واعتبرت الأمم المتحدة المنظمة الممثل للشعب الفلسطينى.

فيما رصد المسلسل دعم الرئيس جمال عبدالناصر لفلسطين ومدهم بالسلاح من خلال صفقة الأسلحة المصرية التشيكوسلوفاكية اتفاقًا بين الاتحاد السوفيتى و‌مصر فى سبتمبر 1955، حيث مدت مصر بما قيمته 83 مليون دولار من الأسلحة السوفيتية الحديثة، من خلال تشيكوسلوفاكيا، وكانت الصفقة نقطة تحول رئيسية فى الحرب الباردة وأثرت بشكل كبير على الصراع العربى الإسرائيلى.

بينما رصد المسلسل دور الرئيس جمال عبدالناصر فى وقف مذابح أيلول الأسود حينما كلف الرئيس الراحل الفريق محمد أحمد صادق، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية والذى ظل داخل السفارة المصرية فى العاصمة الأردنية عمان، لوقف القتال بين الجيش الأردنى والقوات الفلسطينية التى امتدت إلى أكثر من محافظة أردنية.

وصدر نداء من ياسر عرفات إلى قواته بوقف إطلاق النار، جاء فيه: «استجابة لنداء من الرئيس جمال عبدالناصر لإيقاف إطلاق النار تعلن الثورة الفلسطينية أنها على استعداد لاتخاذ الترتيبات اللازمة لإيقاف إطلاق النار حتى يتسنى للفريق محمد صادق القيام بالمهمة التى أوفد من أجلها».

أكاذيب يفضحها المسلسل

فضح مسلسل مليحة العديد من الأكاذيب الذى يروج لها الاحتلال، خاصة تلك الأقاويل التى تقول أن الفلسطينيين باعوا أرضهم ولكن الجانب الوثائقى أظهر كيف ضغط الاحتلال وكيف حصل على فلسطين بالدم، حيث تسبب ذلك فى خروج 2 مليون لاجئ إلى الأردن، ومليون ونصف لاجئ فى غزة من أماكن متفرقة بفلسطين، وقت حرب فلسطين، فيما روى الجد سامى مغاورى الراوى للأحداث بالمسلسل أنه فى نوفمبر من عام 1956 قتل الاحتلال 450 مدنيا فى غزة، حيث أكد الراوى أن الاحتلال أخذ فلسطين بالدم ومكمل بالدم.

p
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة