يعتبر حى الشاطبى بمحافظة الإسكندرية هى الواجهة الأولى التى يشاهدها المواطنين فور وصولهم للإسكندرية، فهى أول رؤية للبحر، ولهذا الحى قصة يرويها "اليوم السابع" فى حكايات عروس البحر تصل حكايتها إلى العصر الأيوبى، وسميت المنطقة باسم الإمام الشاطبى فى هذا التوقيت وظل ضريحه مزارًا هاما للصوفية ومحبى أولياء الله الصالحين ولنتعرف على قصته.
سبب التسمية
في هذا السياق، قال الدكتور محمد عبد الرازق أستاذ التاريخ، إن منطقة الشاطبى سميت نسبة للشيخ كبير الزهاد (585 - 672 ه = 1189 - 1274 م) محمد بن سليمان بن محمد المعافري أبو عبد الله الشاطبي، ويقال له ابن أبي الربيع: عالم بالقرآت، ولد بمدينة شاطبة شرق الأندلس ونسب إلى اسمه شاطبى نسبة إلى البلدة التى ولد فيها ثم سافر إلي دمشق، ومنها جاء إلي الإسكندرية وعاش فيها.
وأضاف لليوم السابع، أن للشيخ الشاطبى كرامات عديدة واشتهر بالتدين وكان السلطان الظاهر بيبرس (1620 – 1277م ) يذهب خلال إقامته بالإسكندرية لزيارته والاستماع إليه وكان معاصراً بالإسكندرية للشيخ القباري وإلي الشيخ الشاطبي ينسب بعض المؤلفات في القراءات والتفسير وكتاب بعنوان (زهر العريش في تحريم الحشيش) يتحدث فيه عن أضرار ومخاطر المخدرات على الإنسان وتحريم الإسلام له ولكل المغيبات عن العقل، واستطاع أن يهتدى إليه العديد من الشباب الذين كانوا يأتون خصيصًا له للاستماع إلى دروسه، واعتبره الأهالى رمزا للمعرفة والثقافة .
وأطلق على المنطقة التي دفن بها اسم حي الشاطبي نسبة إليه، وتوجد على مقربة من البحر بمنطقة الشاطبي زاوية في إحدى عمارات الأوقاف تسمي زاوية الشاطبي يوجد بها ضريحه ويزورها الكثيرون من أهالي الإسكندرية، حيث توفي الشاطبي عام ( 672هـ - 1360م ) في عصر دولة المماليك البحرية.
أشهر معالم الشاطبى
وفور وصولك إلى منطقة الشاطبى تجد صرحا ثقافيا كبيرا، وهو مكتبة الإسكندرية التى تعتبر رمزا للثقافة والمعرفة والفنون، وكأن المنطقة كتب لها أن تكون رمزا للمعرفة والتعلم، كما يوجد مبنى جامعة الإسكندرية، والتى تضم العديد من الكليات العلمية المختلفة مثل الآداب والتجارة والتربية والحقوق .
ومن أشهر المعالم بمنطقة الشاطبى تمثال السلسلة الذى يقع على البحر مباشرة، والذى أنشأه النحات المصرى فتحى محمود عام 1962، على شكل ثور يحتضن امرأة جميلة وأهداه إلى محبوبته بمدينة الإسكندرية، والتمثال يجسد وحش برأس ثور وجسد مموج مثل البحر يحتضن امرأة جميلة أشبه بعروس البحر ومستوحى من قصة خلق الإسكندرية من خلال أسطورة قديمة عن إله البحر الذى يتمثل أحيانا فى هيئة ثور قد أحكم قبضته على فتاة جميلة ترمز إلى الإسكندرية وحاول البعض تفسير شكل التمثال، فقالوا إنه هو تمثال زيوس فى هيئة الثور وأوروبا الجميلة التى استسلمت له، أما الأشرعة فهى العبور فى الزمن والمكان إلى فضاء العظمة فى التاريخ، واللون الأبيض هو النور الذى تبادلته الإسكندرية مع أوروبا.
وسمى تمثال السلسلة نسبة إلى مكان وضعه، حيث وضع فى ميدان السلسلة بالأزاريطة وهو نتوء قديم عرف بــ"رأس لوكياس"، وكان يحتوى على سلسلة طويلة من الصخور وقد اكتشفت بقايا أسوار الإسكندرية الإغريقية تحت مياه السلسلة، كما عثر على بقايا عمدان وتيجان وعملات فضية.
حى الشاطبى (1)
حى الشاطبى (2)
حى الشاطبى (3)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة