أثار الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، نقاشًا معمقًا حول موضوع تعدد الزوجات في الإسلام، مستشهدًا بآيات من سورة النساء.
وأكد أبو عاصي خلال لقائه مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج "أبواب القرآن"، المذاع عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن الأساس في الزواج هو الواحدة، متسائلًا عن الحكم الشرعي للتعدد وشروطه، موضحا أن التعدد ليس ظاهرة بارزة في المجتمع المصري، وأن القرآن يقدم التعدد كخيار مباح بشروط محددة، ومشددًا على أهمية العدل بين الزوجات.
وأشار إلى أن العدل يجب أن يشمل جميع الجوانب المعيشية، لكنه لا يمكن أن يشمل الميل القلبي، كما تطرق النقاش إلى الآراء السائدة في الثقافة الإسلامية والمجتمعية حول التعدد، وكيف يُفهم ويُطبق.
وتساءل أبو عاصي عن الجهة المسؤولة عن وضع ومراقبة شروط التعدد، مؤكدًا ضرورة الفهم الصحيح للنصوص القرآنية لتحقيق التوازن في الحياة الزوجية.
وأكد أبو عاصي، على أهمية تدخل الدولة في تنظيم قضايا التعدد الزوجي، مشيرا إلى أن العدل بين الزوجات يتجاوز المساواة في المعيشة إلى ضرورة القدرة المالية للزوج على إعالة أكثر من أسرة.
وأضاف أنه يجب على كل رجل يرغب في الزواج مرة أخرى أن يثبت للدولة، من خلال الوثائق اللازمة، قدرته على تحمل مسؤوليات بيتين، وأكد أن الفشل في ذلك قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية مثل الأطفال المشردين والجريمة والتسرب من التعليم.
وأوضح أن الدولة يجب أن تكون لها يد في هذا الأمر، ليس فقط لضمان العدل ولكن أيضًا لحماية المجتمع من الآثار السلبية للتعدد غير المسؤول، وشدد على أن الرقابة الحكومية ضرورية للتحقق من صحة الوثائق والعقوبات في حالة التزوير أو الإخفاق في الإنفاق الكافي على الأسر، وهذه الإجراءات تعكس الواقع الثقافي والاجتماعي للمجتمعات التي تمارس التعدد.
وأثار الدكتور محمد سالم أبو عاصي، الأستاذ بجامعة الأزهر، نقاشًا معمقًا حول تفسير آية التعدد في القرآن الكريم، مشددا على الفرق بين الحكم الشرعي ودلالات الآية، ومستشهدًا بأعمال الشيخ محمد المدني، الذي تناول الآية بتحليل لغوي دقيق، كما أوضح أهمية الربط بين الشرط وجوابه.
وأكد أن الآية تحمل تعقيدات تفسيرية، مشيرًا إلى أن العديد من المفسرين يرون وجود محذوف تفسيري يربط بين الخوف من عدم القسط في اليتامى والإذن بالتعدد.
وأضاف أن هناك حالات اجتماعية معينة تستدعي النظر في التعدد بمنظور مختلف، مؤكدًا أهمية العدل والإنصاف في مسألة الزواج من اليتامى.