ظهر في الحلقة الثالثة عشرة من مسلسل جودر - ألف ليلة وليلة، طائر "البومة" بعدما لاحظ جودر "ياسر جلال" أثناء رحلته إلى مدينة فاس في المغرب ، فما رمزية هذا الطائر في الحضارات القديمة؟
اعتبر الأمريكيون الأصليون طائر البوم رمزًا للحكمة والبصيرة وحاميًا للمعرفة المقدسة، ويعود سبب ذلك في الغالب إلى حقيقة أن البوم متنبئٌ بأحوال الطقس، ناهيك عن قدرته على الرؤية في الظلام؛ فيما صورت ثقافة سكان أستراليا الأصليين وثقافة غرب أفريقيا طائر البوم على أنه رسولٌ للأسرار، قريبٌ من المشعوذين، ورفيقٌ للعرافين والمتصوفين والأشخاص القادرين على منح بركة الشفاء.
وفي الحضارات الشرقية، فيرمز البوم إلى الحظ السعيد والحماية في الثقافة اليابانية والصينية، كما أن وضع بومة في المنزل سواء في لوحة أو تمثال يقضي على الطاقة السلبية بحسب المعتقدات.
أما في أوروبا، فقد انتشرت أسطورة تدّعي أن طيور البوم قد كانت في الواقع مشعوذات (ساحرات) متنكرين في هيئة بوم، وتعتبر البومة حتي هذا اليوم كائن مرتبط بالسحرة (روحٌ حيوانية مرتبطة بشخصٍ روحاني يجمع بينهما علاقة وتواصل فريد).
رسم الأغريق البومة على الأواني الخزفية، ونقشوا رسمها على نقودهم ووضعوها قلادة في رقابهم. كانت الحكمة وطائر البومة لدى الإغريق رديفين. وكانت عملة أثينا عبارة عن صورة البومة على أحد وجهيها، وصورة الآلهة الإغريقية على الوجه الآخر، يطغى اعتقادٌ في أواسط الشعب الروماني أن البومة مخلوق شرير أو رمز للموت، ويُحكى أن موت يوليوس قيصر تم التنبؤ به برؤية البومة. وتروي أسطورة رومانية أن السحرة تحولوا إلى بوم يمصّ دماء الأطفال. ويعود ذلك أيضاً حين استعار الرومان من الإغريق طيرهم المقدس بعد غزو الرومان على الإغريق ولكنهم ربطوا إخفاقاتهم اللاحقة لاعتمادهم البوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة