تحتضن القاهرة جولة مفاوضات جديدة، لوقف الحرب فى قطاع غزة، بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلية، لحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين، بمشاركة دولية، وتواصل مصر جهودها الدبلوماسية والإنسانية لوقف آلة الحرب الإسرائيلية على غزة، وإدخال مزيد من المساعدات إلى الأشقاء الفلسطينيين فى القطاع.
وأكدت مصادر مصرية رفيعة المستوى، أن الساعات الأخيرة شهدت اتصالات مصرية مكثفة لاستئناف مفاوضات التهدئة فى قطاع غزة.
وأوضحت المصادر، لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن القاهرة ستستضيف غدًا اجتماعات لبحث سبل استعادة الهدوء بالقطاع، كما أشارت إلى أن ويليام بيرنز رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، ومحمد بن عبد الرحمن آل ثانى، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى، ووفد إسرائيلى سيشاركون فى مفاوضات القاهرة بشأن التهدئة فى غزة.
فيما أكدت أن وفدًا قياديًا من حماس سيصل إلى القاهرة غدًا لبحث تطورات وقف إطلاق النار فى غزة، بدعوة مصرية.
في حين أكد مسؤول إسرائيلى لـi24NEWS أن "طواقم المفاوضات الإسرائيلية تلقت تعليمات من قبل الكابينيت بتقديم اقتراح قد يكون مقبولا على الفصائل" وبعد ردها ، سيتم إجراء مناقشة أخرى فى إسرائيل للمصادقة على القرار - وقد أيد جميع الوزراء هذا القرار.
صفقة وقف إطلاق النار تقترب
بدورها نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول أمريكى قوله: "نحن أقرب من أي وقت مضى لإبرام صفقة"، مؤكدة أن جميع الأطراف تظهر مرونة أكبر من ذي قبل فى مفاوضات الرهائن.
وقال المسئول لهيئة البث الإسرائيلية، إن "الاحتجاجات تؤثر على الضغوط بشأن صفقة الرهائن".
وقالت الإذاعة العبرية، إن "إسرائيل تفقد أدوات ضغط بارزة وحماس تريد التوصل إلى اتفاق"، موضحة أن الولايات المتحدة تضغط على جميع الأطراف بما فيها إسرائيل.
أما صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فقالت إن الولايات المتحدة تتحرك بجدية كبيرة وهى مصممة على إبرام صفقة بشأن الرهائن.
وأضافت الصحيفة، أن واشنطن اللاعب الرئيسى فى المفاوضات ولا تريد أقل من إبرام صفقة ووقف إطلاق النار.
وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يضع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مقترحا على الطاولة.
بدروها قالت القناة الـ12 الإسرائيلية، إن "نتنياهو أوفد مستشاره السياسي أوفير بليك ضمن الوفد المفاوض إلى القاهرة".
مصر تعمل على وقف الحرب على غزة
وقد استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، "ويليام بيرنز" رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار د. أحمد فهمى، بأن الاجتماع تناول الجهود المصرية القطرية الأمريكية المشتركة لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، حيث تم استعراض مستجدات الأوضاع الميدانية بالقطاع، وما تفرضه من ضرورة لتكثيف جهود التهدئة ووقف التصعيد العسكرى.
وشدد الرئيس فى هذا الصدد على خطورة الأوضاع الإنسانية التى تصل إلى حد المجاعة فى القطاع، بما يحتم تضافر الجهود الدولية، دون إبطاء، للضغط من أجل الإنفاذ الفورى للمساعدات الإغاثية إلى جميع مناطق القطاع على نحو كاف.
وأضاف المتحدث الرسمى، أن الاجتماع شهد توافقاً على ضرورة حماية المدنيين وخطورة التصعيد العسكرى فى مدينة رفح الفلسطينية، وكذلك الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، كما شدد الرئيس على ضرورة العمل بجدية نحو التسوية العادلة للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين، محذرًا من توسع دائرة الصراع بشكل يضر بالأمن والاستقرار الإقليميين.
جهود مصر فى إدخال المساعدات إلى غزة
وبخصوص الدعم المصري فى إدخال المساعدات إلى غزة، صرح ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بأنه وفقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، فقد قررت مصر زيادة عدد شاحنات المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية ومستلزمات الإعاشة للأشقاء الفلسطينيين فى قطاع غزة بدءا من اليوم الأحد، إلى عدد 300 شاحنة يوميا على الأقل، تدخل إلى القطاع من الجانب المصري عن طريق معبر رفح.
وأضاف رشوان، أن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت من الجانب المصرى إلى مناطق شمال غزة وحدها، خلال الأيام المنقضية من شهر رمضان، قد بلغ 322 شاحنة مختلفة الشحنات الإنسانية والإغاثية.
وأوضح رئيس "الاستعلامات" أن عدد الشاحنات التي دخلت القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي الدموي على الأشقاء في غزة من معبر رفح، بلغ 19.354 شاحنة، حملت 19.952 مواد طبية، و10.435 طنا من الوقود، و123.453 طنا من المواد الغذائية، و26.692 طنا من المياه، و44.103 مواد إغاثية أخرى، و2.023 طنا من الخيام والمشمعات، وعدد 123 سيارة إسعاف مجهزة.
وبالإضافة لما سبق، فقد دخل إلى مصر من قطاع غزة للعلاج 3.764 مصابا ومريضا، ومعهم 6.191 مرافقا، وعدد 66.759 من الرعايا الأجانب ومزدوجي الجنسية، وكذلك 6.330 من المصريين.
وأنهى ضياء رشوان تصريحاته بالتأكيد مجددا على إصرار مصر على مواصلة جهودها القصوى للإسراع بنقل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، والسعى الدائم من أجل زيادتها بالقدر المطلوب والمناسب، لمساعدة الأشقاء فى قطاع غزة فى مواجهة تفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة وغير المسبوقة التى يعانون منها منذ بدء العدوان الإسرائيلى عليهم قبل ستة شهور.