اعتمد شيخ القلعة ومؤسس فرقة الحشاشين الحسن بن الصباح على قتل أعدائه من خلال عمليات اغتيال ينفذها فدائيين، كان يوهمهم أنهم سوف يذهبون إلى الجنة، وكان وكانت هذه الهجمات تشن غالبا في الأماكن العامة على مراى ومسمع الجميع لاثارة الرعب، وهكذا تبني الكاتب عبد الرحيم كمال في معالجته لمسلسل الحشاشين عن جرائم حسن الصباح، ذلك المجنون الذي دفع اتباعه لقتل حتى أقرب الناس إليه زوجته دنيا زاد وابنه الحسين وصديقه الأقرب زيد بن سيحون.
ونادرا ما نجا الفدائيون بعد تنفيذ مهامهم، بل انهم لجئوا في بعض الحالات إلى الانتحار لتجنب الوقوع في ايدي الأعداء، وذلك طيلة ثلاث قرون نفذ الفدائيون اغتيالات ضد الأعداء الدينيين والسياسيين للإسماعيلة.
الأديب الكبير عباس العقاد تحدث عن وسيلة إقناع الحسن بن الصباح لأتباعه من الفدائيين للأقدام على عمليات الاغتيال، كما وصف كيف يقوم هذا الجناح العسكري لجماعة الحشاشين بعملياتهم الغادرة.
ويروي العقاد في كتابه " فاطمة الزهراء والفاطميون" أن هذا الإقناع أو هذا «الإيمان العياني» يفسر طاعة أتباعه الذين كان يأمرهم بالهجوم على أعوانه من الوزراء والأمراء بين حاشيتهم وأجنادهم، فيهجمون عليهم ويغتالونهم غير وجلين ولا نادمين، وإن كلمة «أساسين» التي أطلقت في الغرب على قتلة الملوك والعظماء ترجع إلى كلمة الحشاشين أو الحسنيين نسبة إلى الحسن بن الصباح، وقالوا: إن الفتى من أتباع شيخ الجبل كان يبلغ من طاعته لمولاه أن يشير إليه الشيخ بإلقاء نفسه من حالق فيلقي بنفسه ولا يتردد، وإن أحدهم كان يقيم بين جند الأمير المقصود بالنقمة ويتكلم لغتهم حتى لا يميزوه منهم، وأنه يفعل فعلته ويتعمد أن يفعلها جهرة ولا يجتهد في الهرب من مكانها، وإن أمهات هؤلاء الفدائيين كن يزغردن إذا سمعن خبر الفداء ويبكين إذا عاد الأبناء إليهن ولم يفلحوا في اغتيال أولئك الأعداء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة