تمر اليوم الذكرى الـ 51 على رحيل الفنان العالمي بابلو بيكاسو أحد أشهر الفنانين في القرن العشرين، ومع اعتراف الجميع بقيمته الفنية، لكن سيرته دائما محط جدل، بل أكثر ما يلحق بها أنه ارتكب العديد من الأخطاء والحماقات في حياته، وأنه "شرير" بطريقة أو بأخرى.
عادة ما يرتبط شر بيكاسو بتعامله مع النساء، حتى أن أستاذة جامعية في سنة 2021 بمدينة برشلونة قررت أن تنظم وقفة احتجاجية أمام متحف بيكاسو منددة بطريقة تعامله مع المرأة.
لقد كان رأي بيكاسو في النساء "صعب" فهو يرى أن "المرأة عود ثقاب يشعل رغبتي فى الرسم، أريدها دائمة الحضور، متجددة، ونارها لا تنطفئ" هكذا الرأي قاله بابلو بيكاسو لصديقه الشاعر جيوم أبولينير، حسبما ذكر كتاب نساء بيكاسو لـ"جوزف أبى ضاهر" والصادر عم دار الفارابى.
ويقول الكتاب لم يكن بيكاسو يكتفى بامرأة واحدة بل كان يمل، يضجر يسعى إلى التجديد والتغيير، كما فى ألوان لوحاته، وعلاقاته بالمرأة توزعت بين الشغف والامتلاك، بين الجنون والمزاجية، وصولاً إلى الرفض فالإهمال، والبحث عن وجه جديد.
كان بيكاسو فنان "ماجن" كما وصفه الشاعر ماكس جاكوب، وقد سعى ليكون النموذج الأشد التزاما بفنه، عدا ذلك، تخضع الناس والأشياء لتقلباته، وكاد يظن، وهو أمام المرآة، أنها أجمل لوحة رسمها.
بيكاسو
يقول الكتاب إن ييكاسو كان يمارس الجنس أولاً حتى الظهر، ثم يرسم مثل وحش، وإلى ساعة متأخرة فى الليل "إنه البركان الذى يتحرك مثل لوحاته، حادة مثل خطوطه، ومتنوعة مثل ألوانه".
ويتابع الكتاب، مع كل امرأة تبدأ مرحلة، وتنتهى مرحلة، ولا واحدة اختصرتهن، ولا واحدة استطاعت القول "بيكاسو أحبنى وحدى مثل نفسه، مثل فنه، أو حتى مثل لوحة من لوحاته الكثيرة".
لقد أحبهن جميعا، وأهملهن جميعا، لأنه لم يخلق لهن "أنا خلقت للفن، خلقت للرسم، صرت بيكاسو"، كذلك أهمل الفنان أولاده ورفض طويلا الاعتراف بأبوته الشرعية لكلود وشقيقته بالوما (ولدا فرنسواز)، ورفض رؤيتهما له حتى سنواته الأخيرة، ومثلهما أهمل حفيده بابليتو الذى انتحر لأنه لم يستحمل إهمال جده له.
يقول الكتاب إن بيكاسو كان وحيد والديه وأختيه، استرخى فى دفء تدليلهن، وسرعان ما تعلم سبل النفاذ إلى قلوب النساء وإغرائهن.
أما النساء فى حياة بيكاسو فمنهن، فرناند، ايفا، أولجا، مارى، تريز، دورا مار، فرنسواز، جنفياف، وصولا إلى جاكلين.
اثنتان تزوجهما: أولجا وجاكلين، واثنتان انتحرتا: مارى تريز أسفا على حياتها معه، وجاكلين أسفا على غيابه عنها، واثنتان دفعهما إلى الجنون: أولجا ودورا مار، وإيفا ماتت قبل أن يملها ويتركها أو تتركه.
وحدها فرنسواز كانت أكبر من "الكارثة" هجرته وسط استهاجانه "لا تستطيع امرأة أن تهجرنى" وكتبت عنه فظهرت نساء أخريات كن فى الظل (جرمين، مادلين، جرترود، ناش، إيناس، دومنيك".