بذكاء وحرفية استطاع النجم أحمد العوضي أن يحقق نجاحاً كييراً من خلال مسلسله حق عرب الذي يشارك بالماراثون الرمضاني 2024، فقد اختار العوضى تيمة البطل الشعبى الذى يواجه الصعوبات والنزاعات التى لا تنتهى، فلعل تلك التيمة هى الرهان الكسبان للكثير من نجوم الدراما، فلم يكن العوضى أول ولا أخر من سيقدم تلك الشخصية، ولكن السر يكمن فى كيفية تقديمها، فتقديمها ليس سهلاً كما يظن الكثيرون، وبرؤية مغايرة استحوذ العوضى على وجدان الجمهور.
للوهلة الأولى تشعر وكأنك أمام الأسطورة الإغريقية القديمة مأساة أوديب والذى قدمها لنا سوفوكليس، تلك الأسطورة التى بنيت على نبوءة وكان جزء من تلك النبوءة أن الابن سيقتل أبوه، وتوالت أحداثها لتثبت فى النهاية أنه مهما حاولت معاندة قدرك سيحدث ما كتب لك، وقد بدأت حلقات حق عرب بنفس النبوءة والتى خلقت أحداثاً مشوقة وجذابة، وخلقت لنا البطل الشعبى عرب السويركى.
عرب السويركى تلك الشخصية الذى ارتداها العوضى، وأصبحت جزءً لا يتجزأ منه، فهو ذلك البطل الشعبى الذى أتى من جوف البسطاء، ذلك البطل الشامخ صاحب الكبرياء، الذى يقف بجانب الضعيف، يحبه الصغير قبل الكبير، يقف فى وجه الظالم وبجوار المظلوم، فهو الذكى القومى الكريم الشهم، بتلك التركيبة التى قدمها العوضى بأسلوب السهل الممتنع أستحوذ على شريحة كبيرة من المشاهدين وأصبح عرب السويركى فى الشارع المصرى بطلاً ينتظره الجمهور كل يوم بحب وشغف يفرحون لفرحه ويحزنون لحزنه.
الحقيقة أن نجاح العوضى فى حق عرب ليس محضاً للصدفة، ولم يأتى أبداً من فراغ، لكنه جاء نتيجة سنين كثيرة من التعب والجهد والمصابرة، فلعل مسلسل حق عرب يعتبر أول بطولة مطلقة لأحمد العوضى، أثبت فيه موهبته الكبيرة وإرادته وأداءه الممتع أنه يستحق كل ماوصل إليه، وأجبر الجميع على احترام موهبته واختياراته.
العوضى كسب رهان الشارع، فهو دائما يراهن على حب الناس، فأصبح قريباً منهم يشعرون أنه واحداً من أفراد أسرتهم، ولم يكتفى العوضى بأن يقرب من جمهوره من خلال أعمال فقط بل أنه غازلهم أو بمعنى أدق صادقهم نعم.. فقد خطر على باله فكرة هى جديدة من نوعها ولكنها فكرة ذكية تساعده على جذب شريحة أكبر من الجمهور له، ولما لا وهو بعد كل حلقة من مسلسله يخرج للناس على صفحته بالسوشيال ميديا ويطرح عليهم سؤلاً من الحلقة ولم يكتفى بذلك بل يختار خمسة من أصحاب الإجابات الصحيحة ويعطى لهم جائزة مادية ويقابلهم بنفسه، فهناك من تابع المسلسل فى البداية من أجل تلك المسابقة ولكنه وجد نفسه مجبر على المتابعة بعد ذلك ليس فقط من أجل المسابقة بل لأنه تعايش معه ومع الأحداث وأصبح متوحد مع الشخصيات.
(تشكر منحرمش) كانت تلك هى اللزمة التى أختارها العوضى، لشخصية عرب السويركى، فقد إعتاد وتميز العوضى بأن يخترع لزمة فى كلامه فى كل عمل يقدمه، وكل لزمة تكون من قلب الشارع، وتكون ملائمة للشخصية التى يقدمها، وتجدها تعيش مع الناس حتى بعد انتهاء المسلسل بسنين، فمن منا لم يسمع( وحش الكون، ولا ياولا، أحلى على أحلى، على الله حكايتك) هذه اللزمات قدمها العوضى فى أكثر من عمل ومازالت ترَدد بين الناس لوقتنا هذا، وبالمناسبة هذا ذكاء آخر يحسب للعوضى الذى يجعل شخصياته تعيش مع الناس حتى بعد انتهاء المسلسل.
أحمد العوضى منذ أول ظهور له وهو يخطو خطوات ثابتة وقوية، يثبت كل يوم حجم موهبته وحجم قدراته، لديه ذكاء فى اختياراته، يسعى دائماً لأن يكون قريب من الناس، استطاع أن يصنع قاعدة جماهيرية عريضة، فالعوضى راهن على حب الناس وأصبحت أعماله متنفساً لهم يحبه الصغير والكبير وتدخل أعماله لكل البيوت دون خجل، فمسلسل حق عرب يمثل محطة هامة فى مشواره الفنى وينتظر جمهوره منه الكثير والكثير.