واصل الذهب تسجيل الارتفاعات القياسية مع بداية تداولات الأسبوع مدعوما بعمليات الشراء بغرض المضاربة، إلى جانب التوترات الجيوسياسية المستمرة، والتى دعم أسعار الذهب لتجاهل أرقام بيانات الوظائف الأمريكية القوية التي صدرت نهاية الأسبوع الماضي.
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمى اليوم بنسبة 0.5% لتتداول وقت كتابة التقرير الفنى لجولد بيليون عند المستوى 2343 دولارا للأونصة بعد أن سجلت مستوى تاريخى جديد عند 2354 دولارا للأونصة، وكانت قد افتتحت جلسة اليوم عند المستوى 2330 دولارا للأونصة.
الذهب يستمر فى موجة ارتفاع قوية مستمرة منذ 7 أسابيع لم يتخللها تراجع سوى لأسبوع واحد، الأمر الذى يدل على قوة حركة الصعود وقوة زخم الشراء لدى الأسواق، والتى قللت من فرص تصحيح السعر لأسفل خلال الفترة الأخيرة.
التوترات الجيوسياسية تدعم أسعار الذهب بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، فلا تزال الحرب بين روسيا وأوكرانيا مشتعلة، وفى الشرق الأوسط ظلت المخاوف بشأن الحرب بين إيران وإسرائيل قائمة، على الرغم من أن إسرائيل عقدت بعض محادثات السلام مع حماس فى مصر.
مؤشر VIX لتقلبات الأسواق والمعروف باسم مؤشر الخوف ارتفع خلال الأسبوع الماضى لأعلى مستوى منذ قرابة 5 أشهر، وقد اتضح هذا فى عزوف المستثمرين عن المخاطرة فى الأسواق المالية ليزداد الطلب على الذهب كملاذ آمن.
قوة الذهب تأتى على الرغم من بيانات الوظائف الأمريكية عن شهر مارس التى جاءت أعلى من التوقعات لتشير إلى قوة قطاع العمالة خلال الربع الأول، وتعطى البنك الاحتياطى الفيدرالى دعم كبير إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت.
فبعد تقرير الوظائف القوى الذى صدر عن الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضى، تراجعت رهانات الأسواق على خفض الفائدة من قبل الفيدرالى فى يونيو القادم لتصل حاليًا إلى 52%، ولكن الذهب استمر على الارتفاع ليسجل قمة تاريخية يوم الجمعة الماضى واليوم أيضًا مع بداية الأسبوع بالرغم من هذه التوقعات.
رد فعل الدولارا الأمريكى لم يكن إيجابى بشكل كبير بعد صدور تقرير الوظائف يوم الجمعة الماضية، وهو ما ساعد أيضًا على ارتفاع أسعار الذهب بشكل أكبر، واليوم يبقى الدولارا الأمريكى فى حالة تذبذب فى ظل انتظار الأسواق لصدور بيانات التضخم الأمريكية هذا الأسبوع.
ارتفعت عوائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات اليوم لتسجل أعلى مستوى منذ نهاية نوفمبر الماضى عند 4.454%، وهو الأمر الذى يفترض أن يؤثر سلبًا على أسعار الذهب، منذ كون ارتفاع العائد على السندات يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذى لا يقدم عائد لحائزيه، ولكن قوة عمليات المضاربة على الذهب حاليًا تمكنه من تجاهل هذه العوامل السلبية.
من جهة أخرى أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذى يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهى فى 2 إبريل، ارتفاع الطلب على عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 15752 عقد مقارنة مع التقرير الماضى، كما ارتفع الطلب على عقود البيع بمقدار 7796 عقدا.
بينما فى نفس الوقت الطلب من قبل الشركات الكبير على عقود الشراء قد تراجع بمقدار 14660 عقدا بالمقارنة مع التقرير السابق، كما تراجع الطلب على عقود البيع بمقدار 7286 عقدا.
التقرير يوضح أن الطلب على المضاربة مرتفع بشكل كبير على الذهب سواء فى الشراء أو البيع، ولكن فى المقابل الشركات الكبيرة مستمرة فى العزوف عن الاستثمار فى الذهب بسبب أن التوقعات فى الأسواق تصب لصالح البقاء على الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت.
المتوقع أن تعود صناديق الاستثمار المتداول المدعومة بالذهب إلى زيادة الاستثمار فى الذهب مع بداية عمليات خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالى، وهو الأمر الذى من شأنه أن يدعم أسعار الذهب بشكل كبير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة