قال الدكتور الناقد حسين حمودة، إن الدراما التاريخية تقدم للمبدعين المشاركين فيها مادة غنية، على مستوى الكتابة والسيناريو والإخراج والتمثيل والتصوير إلى آخر العناصر الفنية المتنوعة، وتتصل هذه المادة بالانتقال إلى عصر آخر أو بالحركة بين عصور متعددة، وبالغنى البصري إذا تحركت هذه الدراما في أماكن غنية بصريا.
وأوضح حسين حمودة، خلال تصريح خاص لـ "اليوم السابع": أتصور أن العودة إلى هذه الدراما التاريخية، مع مسلسل الحشاشين، كانت موفقة على هذه المستويات جميعا، وأنها أيضا وطبعا كانت عودة ناجحة لأنها ارتبطت بتناول تجربة تاريخية لها أبعاد كثيرة جدا، وتطرح قضايا خطيرة ومهمة حاضرة في حياتنا الحديثة والمعاصرة.
وأشار حسين حمودة، إلى أن طائفة الحشاشين من أخطر الطوائف التي عرفها التاريخ، ومن أكثرها دموية، بشهادة واحد من أفضل من كتبوا عنها برنارد لويس، وأيضا كما تجسدت خلال التصور الأدبي الذي قدمه حولها أمين معلوف في روايته الجميلة "سمرقند"، واختيار هذه الطائفة والوقائع التي ارتبطت بها، بغض النظر عن مراوغة بعض هذه الوقائع، وإمكان تناولها من زوايا متعددة، هذا الاختيار يفتح للمتلقين نوافذ كثيرة تتيح لهم الإطلال على تجارب وقضايا لا تخص زمن الحشاشين وفترتهم وتجربتهم فحسب، بل ترتبط بتجارب وقضايا حاضرة في زمن المتلقين، أي زمننا، وهذا يعني أن تناول الحشاشين دراميا يقدم للمتلقين مرايا متعددة الأبعاد، يرون فيها من خلال تجربة الحشاشين القديمة البعيدة، صورا لتجارب راهنة قريبة وهذا كله يجعل المتلقين، المشاهدين، يشاركون مشاركة أساسية في اكتشاف جوانب كثيرة مرتبطة بقضايا مطروحة في أزمنة مختلفة.
وتابع حسين حمودة: الكتابة والإخراج والتمثيل وغيرها من العناصر الإبداعية كانت موظفة وموفقة في هذا المسلسل، وقد ارتبطت حركة التصوير الخارجي مثلا باختيار أماكن مناسبة وموحية نجحت في التعبير عن عالم تلك التجربة كما تراءت في التاريخ البعيد، واستند هذا طبعا بالإنتاج الكبير الذي قامت "المتحدة" به.
وأضاف حسين حمودة: بوجه عام تضافرت العناصر الإبداعية والفنية والإنتاجية كلها في هذا المسلسل، ونجحت في تجسيد عالمه، وعلى مستوى التمثيل، مثلا، هناك مستوى رفيع من الأداء، خصوصا من الفنان كريم عبدالعزيز الذي جسد الشخصية المحورية بالمسلسل، وأتصور أن الممثلين والممثلات بوجه عام قدموا أداء ممتازا.