اجتمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اليوم الجمعة فى جلسة استثناية لمناقشة مشروع القرار الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة بصفتها رئيسة المجموعة العربية خلال الشهر الحالي لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، وفي ختام الجلسة صوتت الجمعية بالموافقة على مشروع القرار بأغلبية 143 دولة ومعارضة 9 فيما امتنعت 25 دولة عن التصويت وبدعم القرار طلب فلسطين للحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، ويوصى مجلس الأمن بإعادة النظر فى الطلب، كما يحدد طرقا الإعمال حقوق وامتيازات إضافية تتعلق بمشاركة فلسطين بالأمم المتحدة، حسبما ذكر المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية.
جاء ذلك بعد أن استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية قد حق النقض (الفيتو) الشهر الماضي في مجلس الأمن ضد مشروع قرار جزائري، يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المتحدة أبد القرار 12 عضوا فيما امتنعت سويسرا والمملكة المتحدة عن التصويت . وفي الوقت الراهن فإن فلسطين هي دولة غير عضو لها صفة المراقب بالأمم المتحدة، وقد حصلت على هذا الوضع بعد قرار اعتمدته الجمعية العامة بأغلبية كبيرة في 29 نوفمبر 2012، حيث اعتمد القرار بتأييد 138 دولة ومعارضة 9 وامتناع 41 عن التصويت.
وقال السفير محمد أبو شهاب الممثل الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس المجموعة العربية للشهر الجاري، إن مشروع القرار "لا يمثل في حد ذاته إنصافا لدولة فلسطين لأنها وإن منحت حقوقا إضافية، ستبقى دولة مراقبة لا تتمتع بحق التصويت في الجمعية العامة أو الترشح لهيئات الأمم المتحدة، داعيا الدول الأعضاء إلى التصويت لصالح مشروع القرار، وقال إن تبنى القرار سيمثل خطوة تاريخية نحو تصحيح الظلم الذى عانى منه الشعب الفلسطينى على مدى عقود وسيعزز مكانة فلسطين ومشاركتها فى المحافل الدولية"، مضيفًا "أما التصويت ضد هذا القرار فسيكون بمثابة تخل عن المسؤولية الأخلاقية والقانونية تجاه القضية الفلسطينية، وقد يفسر على أنه ضوء أخضر لإسرائيل لمواصلة انتهاكاتها التي تقوض حل الدولتين".
وقال السفير رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، إن التصويت بنعم لصالح مشروع القرار هو تصويت لصالح الوجود الفلسطيني، وليس ضد أي دولة، ولكنه ضد محاولات حرماننا من دولتنا"، مضيفًا أنه لهذا السبب تعارض الحكومة الإسرائيلية ذلك بشدة "لأنهم يعارضون استقلالنا وحل الدولتين جملة وتفصيلا . وأكد أن التصويت لصالح مشروع القرار هو استثمار في السلام وبالتالي تمكين قوى للسلام"، وقال منصور كذلك بكلمات بسيطة التصويت بنعم هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. ويمكنني أن أؤكد لكم أنتم وبلادكم أنكم لسنوات قادمة ستفخرون بوقوفكم من أجل الحرية والعدالة والسلام في هذه الساعة المظلمة"، وأكد أنهم يريدون السلام مضيفا أنه "لا توجد كلمة أصعب في النطق عندما يقتل عشرات الآلاف من شعبك. نحن لا نستخدمها بخفة. نحن تريد السلام . وشدد على أن "حريتنا ليست عائقا أمام السلام، بل هي الطريق الوحيد المؤدى إليه".
من ناحية أخرى، قال السفير الإسرائيلى جلعاد إردان كلمته أمام الجمعية العامة المتحدة، أن "لقد اختارت هذه الهيئة الوقحة مكافأة النازيين المعاصرين بالحقوق والامتيازات"، مضيفًا أن الجمعية العامة فتحت الأمم المتحدة أمام "الجهاديين الذين يرتكبون الإبادة الجماعية والملتزمين بإقامة دولة إسلامية في جميع أنحاء إسرائيل والمنطقة والذين يقتلون كل رجل وامرأة وطفل يهودي أشعر بالاشمئزاز"، وقال إن الجمعية العامة ترتكب ذنبا لا يغتفر..... وتبصق على القيم ذاتها التي صيغت لتلتزم بها هذه المنظمة".
وأضاف أن الجمعية تنتهك الميثاق بتجاوزها مجلس الأمن والاستهزاء بمعنى محبة السلام"، واصفا الفلسطينيين بـ "محبي الإرهاب"، مضيفًا" : سيكون هذا اليوم عارا على الأمم المتحدة، فالمنظمة التي تأسست في أعقاب القتل المنهجي لستة ملايين يهودي لا تهتم بميثاقها التأسيسي، وتدفع بنظام إبادة جماعية آخر يهدد وجود الشعب اليهودى"، وبعبارة "عار عليكم"، أنهى السفير الإسرائيلي جلعاد إردان كلمته أمام الجمعية العامة بعد تمزيق صفحات من ميثاق الأمم المتحدة، وقال قبل التصويت على مشروع القرار إنه يريد أن يتذكر العالم أجمع هذا "العمل غير الأخلاقي"، مضيفا أن الدول الأعضاء تمزق ميثاق الأمم المتحدة بأيديها.