أوضح المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية أن قرارالاحتلال الإسرائيلى بتوسيع النشاط العملياتى "المحدود" فى رفح بحسب التقرير للقوات الإسرائيلية بمناطق جنوب القطاع، مع إلحاق ذلك بالموافقة على إبقاء المسار السياسى التفاوضى مفعل، يأتى لتحقيق عدة أهداف، من أبرزها:
الحاجة العملياتية لتعزيز نشاط السيطرة الميدانية يفرض البدء الجزئى للتدخل العسكرى الذى قامت به إسرائيل عبر دخول مناطق شرق مدينة رفح وسيطرتها على بعض النقاط الحيوية هناك بحسب ما أعلنته - أن يتم استكمال هذا النشاط ببسط السيطرة الميدانية لفرض الضغط وتضييق الخناق ضد جيوب حركات المقاومة، وكسب الوقت بالسيطرة والمسح الميدانى لأكبر قدر ممكن من أراضى الجانب الجنوبى للقطاع.
وأكد المركز أن استمرار عمليات الحشد والتعبئة التى يقوم بها قادة الائتلاف الراهن فى مغازلة التيار اليمينى المتطرف على أرضية استكمال "الحرب الوجودية" التى ينحاز فيها الحليف الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية مع الأعداء عبر إصدار واشنطن قرار بتعليق بعض شحنات السلاح ما يقدر بـ 3500 قنبلة، فى هذا الوقت الذى اتخذت فيه تل أبيب قرار بتوسيع الحرب الذى ستستلزم بالتأكيد زيادة فى العتاد العسكري، وبالتالى يسعى نتنياهو ومعه أعضاء الائتلاف المتطرفين إلى الهروب للأمام والتشويش على الانتقادات الموجهة إليهم نتيجة توتر العلاقات المتصاعد مع واشنطن إثر قرارها بتعليق بعض شحنات السلاح فضلا عن حديث الرئيس الأمريكى عن استخدام إسرائيل لهذه الأسلحة فى قتل المدنيين الفلسطينيين.
وأشار المركز إلى مراعاة إسرائيل للاعتبارات والمحاذير الأمريكية، رغم محاولة أعضاء الائتلاف المتطرفين على غرار وزير الأمن القومى "إيتمار" بن غفير " ووزير المالية "سومتريش" بتصدير خطاب معادى ضد الإدارة الأمريكية نتيجة قرارات تعليق شحنات السلاح، إلا أن قرار مجلس الوزراء توسيع النشاط الذى قيده بأن يكون "عملية محدودة" بحسب التقارير العبرية، يعكس الإدراك الإسرائيلى بخطورة المناورة بتجاوز المحاذير الأمريكية المرتبطة بالأساس بحجم الخسائر فى صفوف المدنيين الفلسطينيين وليس التوسع العملياتى خاصة فى ظل القدرة المحدودة للجانب الإسرائيلى فى تنظيم عمليات نزوح فى مناطقة آمنة تستوعب هذه. الأعداد الضخمة من المواطنيين الفلسطينيين، وهو ما كان نقطة أساسية فى مناقشات الفترة الماضية بين المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين، وبالتالى تتجنب تل أبيب فى الفترة الراهنة تصعيد التوتر مع واشنطن ارتباطا بقرارها بدء عملية الاجتياح المدينة رفح لما سيكون لذلك من تداعيات سلبية على حالة الدعم الأمريكى من ناحية، ومن ناحية أخرى، على اتساع دائرة الانتقاد الداخلى من جانب تيارات المعارضة والشارع الإسرائيلي.
وأوضح المركز أنه لتوفير الغطاء السياسى اللازم للنشاط العسكرى الإسرائيلى استهدف الائتلاف الحكومى وخاصة رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو إلحاق قرار توسيع النشاط العملياتى فى مدينة رفح بقرار استمرار المسار التفاوضى من أجل توفير الغطاء السياسى اللازم لعمليات التوسع واستمرارها، وذلك لمنع اشتعال الاحتجاجات الداخلية الراهنة التى يقودها أهالى الأسرى الذين سيجدوا فى أى قرار بتعليق المفاوضات واستمرار الأعمال العسكرية أن قادة الائتلاف لا يعبثوا بأرواح دوويهم، ومن ناحية أخرى، لمنع شبهة "تعنت" الموقف برفض المسار السياسي، وهو ما سيكون له تداعياته على تأليب الموقف الإقليمى والدولى ضد تل أبيب، وبالتالى من المتوقع أن يراوغ المفاوض الإسرائيلى فى آية جولات للتفاوض وفقا لاستراتيجية "كسب الوقت" التى يراهن عليها أعضاء الائتلاف الراهن وفى مقدمتهم نتنياهو للوصول إلى نقطة الانتصار التى يمكن ترويجها داخليا، وإقناع شركاءه الإقليميين والدوليين برجاحة رؤيته بالتوسع فى الأعمال العسكرية ليس بدافع الابتزاز من جانب شركاء الائتلاف المتطرفين وإنما بدافع الضغط على حماس لتقديم التنازلات الخاصة بشروطها لعقد اتفاق هدنة مقبول إسرائيليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة