رواج سياحى كبير، تشهده مدينة أبوسمبل السياحية أقصى جنوب مصر، وذلك لانتعاشة الحركة الوافدة إلى معبد أبوسمبل وحب الزوار الأجانب فى التعرف على الحضارة المصرية وأدق تفاصيل المعابد والتماثيل والمسلات الموجودة على أرض مصر ويعود تاريخها لآلاف السنين.
ورغم ارتفاع درجات الحرارة جنوب البلاد، إلا أن معابد أبوسمبل جنوب أسوان استقبلت هذا الأسبوع آلاف السائحين الأجانب الذين جاءوا إليها براً وبحراً وجواً، سواء عن طريق رحلات الطيران الجوية عبر مطار أبوسمبل الدولى الذى كان يستقبل رحلتين يومياً وكذلك عن طريق البواخر السياحية التى تبحر عبر بحيرة ناصر جنوب السد العالى لتصل إلى شاطئ المعبد، بجانب رحلات الأتوبيسات السياحية البرية القادمة من مدينة أسوان عبر الطريق الدولى.
ومع تزايد إقبال السائحين على المعبد خاصة بختام الأسبوع، تحرص إدارة منطقة آثار أبوسمبل، تحت إشراف الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة، على فتح أبواب المعبد من الساعة السادسة صباحاً أمام التفويج السياحى البرى الذى يصل إلى مدينة أبوسمبل مع دقات الصباح الأولى وبزوغ شمس يوم جديد.
وتحرص إدارة المنطقة الأثرية، على فتح أبواب المعبد وتسهيل دخول الأفواج السياحية وفقاً للنظام الجديد للتذاكر الإلكترونية وعددهم 10 بوابات، مع تخصيص سيارات "جولف كار" لنقل السائحين خاصة من كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة من بوابات الدخول لداخل ساحة المعبد والتى امتلأت بعدد الزوار مثل يوم "تعامد الشمس".
ويصطف الزوار وفقاً للمجموعات السياحية الموجودة، وساحة المعبد يقف على أرضها مختلف الجنسيات الدولية من أوروبا وأغلبهم الأسبان وفرنسا وكذلك دول آسيا وأمريكا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية وغيرهم، ويقدم كل مرشد سياحى شرحاً للمجموعة السياحية المرافقة له قبل الدخول إلى داخل المعبد ومشاهدة ما قدمه من شرح على الطبيعة والتعرف على أسرار التشييد والحضارة والتى تحتوى على أدق التفاصيل منقوشة على جداران المعبد من الداخل والخارج.
وأكد الدكتور أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار أبوسمبل، لـ"اليوم السابع"، أن معابد أبوسمبل تشهد خلال الفترة الحالية رواجاً سياحياً كبيراً رغم انتهاء الموسم السياحى الشتوى وارتفاع درجات الحرارة جنوب البلاد، إلا أن حب السائح الأجنبى للحضارة المصرية وتطلعه لمعرفة أدق التفاصيل عن المصرى القديم دفعه للمجيئ إلى "أم الحضارات" وزيارة معالمها الأثرية وخاصة معبد أبوسمبل واحد من أعظم المعابد الهندسية فى مصر.
وأضاف كبير مفتشى آثار أبوسمبل، أن الأسبوع الحالى شهد رواجاً سياحياً كبيراً أغلبهم أفواج قادمة من أسبانيا وفرنسا وأمريكا والصين، وبعضهم شخصيات مهمة كسفير السويد بالقاهرة "يان جوستاف هوكان" وحرمه، أيضاً زار المعبد سكرتير السفير الأمريكى بالقاهرة، وسفير الهند وبعض الشخصيات اليونانية الجنسية.
وأوضح الأثرى الدكتور أحمد مسعود، أن معبد أبوسمبل هو أحد أبرز المواقع السياحية الأثرية فى مصر، ويقع على ضفاف بحيرة السد العالى، ويضم معبدين: المعبد الكبير للملك رمسيس والمعبد الصغير لزوجته الملكة نفرتارى، لافتاً إلى أن معبد أبوسمبل كان منسياً حتى 1813، عندما عثر المستشرق السويسرى جى أل بورخاردت على كورنيش المعبد الرئيسى، وتحدث عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالى المستكشف جيوفانى بيلونزى، وسافرا معا إلى الموقع، لكنهم لم يتمكنوا من حفر مدخل للمعبد، وعاد بيلونزى فى 1817، لكن هذه المرة نجح فى محاولته لدخول المجمع، وأخذ كل شىء قيم يمكن أن يحمله معه.
وتابع "مسعود"، أن المعبد مر بمرحلة تاريخية مهمة تتمثل فى تعرضه للغرق سنة 1964، بعد ارتفاع منسوب المياه فى النيل، خلال فترة إنشاء السد العالى، وبدأت النداءات الدولية لإنقاذ الحضارة المصرية من الغرق، وبدأ مشروع إنقاذ آثار النوبة، وتكلفت هذه العملية 40 مليون دولار، وانتهت فى عام 1968، لافتاً إلى أن شعوب العالم اتحدت لإنقاذ روائع من العقل البشرى فى معابد أبوسمبل من الغرق، ونقلها فى مأمن من أن تبتلعها مياه بحيرة ناصر، واستجابت 51 دولة من دول العالم للمساهمة فى إنقاذ هذا التراث العالمى الفريد.
وأشار إلى أن ظاهرة تعامد الشمس والتى يحرص على مشاهدتها آلاف السائحين، هى من الظواهر المكتشفة حديثاً لدى علماء الآثار، ولكن جسدها القدماء المصريون قبل آلاف السنين بمعبد رمسيس الكبير فى مدينة أبوسمبل، مشيراً إلى أنه تم اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس فى شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة البريطانية "إميليا إدوارد" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وسجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل"، موضحاً أن أشعة الشمس تتعامد على "قدس الأقداس" مرتين كل عام 22 فبراير و22 أكتوبر.
معبد-أبوسمبل
صور-تذكارية-أمام-المعبد
رواج-سياحى
انتعاش-حركة-السياحة
انبهار-بالحضارة
السوق-السياحى
السائحون-يستظلون-من-الشمس
التقاط-صور-مع-مفتاح-المعبد
التقاط-الصور
إعجاب-بالصور-التذكارية