يحدث الآن ظاهرة طبيعية نادرة، حيث تبهر السماء سلسلة من التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية، ما قد يؤدي إلى توسيع نطاق المشهد بعيدًا عبر نصف الكرة الشمالي، وذلك بسبب العاصفة الشمسية الأخيرة.
ومع ذلك، إلى جانب الشفق القطبي المذهل، تلوح في الأفق مخاوف بشأن الاضطرابات المحتملة لشبكات الاتصالات على الأرض، الليلة وحتى نهاية الأسبوع، بسبب تلك العاصفة.
وبحسب موقع ndtv، فتعود ندرة هذه العاصفة الشمسية إلى أكتوبر 2003، وفقًا لمركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ما يمثل حدثًا سماويًا كبيرًا لم نشهده منذ سنوات عديدة.
فيما أعرب العالم بيل ناي، عن مخاوفه بشأن آثار العاصفة الشمسية على مجتمعنا الذي يعتمد على التكنولوجيا، وبالمقارنة مع حدث كارينغتون عام 1859، أكد ناي على الضعف الذي يشكله اعتمادنا الكبير على الكهرباء والإلكترونيات، مشددًا على التداعيات المحتملة في حالة حدوث اضطرابات، كما ذكرت شبكة CNN.
وعلى الرغم من تدابير التخفيف الحالية، حذر ناي من أن البنية التحتية ليست كلها، وخاصة المحولات، قد تكون مجهزة بشكل كافٍ لتحمل هجمة مثل هذا الحدث الشمسي، ما يترك مجالا لتعقيدات غير متوقعة.
وتصاعدت حدة العاصفة الجيومغناطيسية المستمرة إلى مستوى "متطرف" حصل على تصنيف 5 من 5 من قبل مركز التنبؤ بالطقس الفضائي، ما يمثل تصعيدًا كبيرًا في النشاط الشمسي لم نشهده منذ عام 2003.
تتجلى هذه الزيادة في النشاط الشمسي في شكل شفق ساحر، يضيء أقطاب الأرض بعروض ملونة زاهية، ومع ذلك، فإن النشاط الشمسي المتزايد يشكل أيضًا مخاطر على شبكات الاتصالات وعمليات الأقمار الصناعية والاتصالات اللاسلكية عالية التردد، ما دفع السلطات إلى اليقظة، بما في ذلك إدارة بايدن.
ويحذر العلماء من أن زيادة التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية المنبعثة من الشمس يمكن أن تؤدي إلى تعطيل الاتصالات على الأرض حتى نهاية الأسبوع، ومن المتوقع أن تواصل الشمس، التي تمر حاليًا بمرحلة من النشاط المتزايد المعروف باسم الحد الأقصى للطاقة الشمسية، أداءها القوي حتى منتصف وأواخر عام 2024.
الدورات الشمسية، التي تتميز بالتقلبات في نشاط البقع الشمسية، تملي سلوك الشمس، وتنتقل من فترات الهدوء النسبي إلى النشاط المكثف ثم تعود مرة أخرى. لقد تجاوزت الدورة الحالية، الدورة الشمسية 25، التوقعات من حيث النشاط، حيث لاحظ مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) زيادة طفيفة في أعداد البقع الشمسية مقارنة بذروة الدورة السابقة.
وقد صاحب هذا النشاط المتزايد توهجات شمسية قوية وانبعاث كتل إكليلية، وهي ظواهر يمكن أن تعطل الغلاف الأيوني للأرض، مما يؤثر على الاتصالات وأنظمة تحديد المواقع (GPS) بتأثير فوري. بالإضافة إلى ذلك، تواجه المركبات الفضائية ورواد الفضاء مخاطر من الجسيمات النشطة التي تطلقها الشمس، مما يستلزم اتخاذ تدابير حماية قوية.