بيعت مؤخرا لوحة للفنان الأمريكى جان ميشيل باسكيات مقابل 60 مليون دولار لأحد المزادات العالمية، وما يلفت النظر أن لوحات هذا الفنان الراحل الذى توفى عن عمر 28 عاما فقط تباع بأغلى الأسعار فى المزادات العالمية، ولم يكن باسكيات معبرا عن الثقافة الأمريكية وحدها بل عن الثقافة الكاريبية أيضا وكذلك الأفريقية، إذ أن له أصولا من بورتوريكو وقد عرف بأسلوبه الإيمائى الخام فى الرسم باستخدام صور تشبه الكتابة على الجدران والنصوص المكتوبة.
نشأ باسكيات فى منزل للطبقة المتوسطة فى بروكلين وكانت والدته أمريكية من أصل بورتوريكو وشجعت اهتمام باسكيات بالفن، وأخذته إلى المتاحف الفنية العظيمة فى مدينة نيويورك وفقا لموسوعة بريتانيكا.
إحدى لوحات باسكيات
انفصل والداه في النهاية، وعاش هو وأخواته مع والدهم فى بورتوريكو من عام 1974 إلى عام 1976 وتم تشخيص والدته على أنها مريضة عقليًا وتم وضعها فى نهاية المطاف فى مؤسسة استشفائية.
بسبب انزعاجه من طفولته المبكرة، ترك باسكيات المدرسة الثانوية وغادر المنزل فى سن 17 عامًا وعاش فى الشوارع مع الأصدقاء أو فى المبانى المهجورة، وبدأ الكتابة على الجدران مع فنانى الجرافيتى الدياز وشانون داوسون ورسموا على الجدران فى القطارات ومترو أنفاق مدينة نيويورك.
فى أواخر السبعينيات بدأ هذا العمل جنبًا إلى جنب مع أعمال فنانى الجرافيتى الآخرين، وحظى بالاهتمام فى عالم الفن وظهر فى المشهد الفنى فى نيويورك فى سن العشرين، فى الوقت الذى كانت فيه عودة الرسم التعبيرى فى ذروته، وشارك فى أول معرض عام رسمى له عام 1980 ومن هناك ارتفعت مسيرته المهنية، وحتى وفاته فى عام 1988، كان من المشاهير في المعارض الكبرى الكبرى في نيويورك وألمانيا.
لوجة لباسكيات
نظرًا لافتقاره إلى أي تدريب رسمي، ابتكر باسكيات عملاً تعبيريًا للغاية يمزج بين الكتابة على الجدران والإشارات مع النهج الإيمائي والحدسي للرسم التعبيري التجريدي وعلى الرغم من أن الكثير من أعماله تناولت قلقه الشخصي في لوحات منمقة للغاية، إلا أنه ألمح أيضًا إلى الشخصيات التاريخية الأمريكية الأفريقية، بما في ذلك موسيقيي الجاز والشخصيات الرياضية والكتاب ودمج زخارف مختلطة بحرية من الثقافات الأفريقية والكاريبي والأزتيك والإسبانية ومزج مراجع "الفن الرفيع" مع صور من الثقافة الشعبية، وخاصة الرسوم المتحركة.
الفنان الشاب صديقًا لفنان البوب آندي وارهول في عام 1983، وبدأ الاثنان في التعاون من حين لآخر وفي عام 1985 ظهر باسكيات على غلاف مجلة نيويورك تايمز وبعد ثلاث سنوات، عندما كان عمره 27 عامًا، عُثر عليه ميتًا في شقته بسبب جرعة زائدة من الهيروين.