كان عالم النفس الشهير سيجموند فرويد، يرى أن الإنسان لا يسعى في الواقع إلى تحصيل السعادة، إنما إلى تجنب الألم، بينما كان الفيلسوف شوبنهاور ينظر إلى الحياة بأنها تتأرجح مثل بندول بين الألم (عندما نريد ما لا نمتلك)، والملل (عندما نمتلك شيئًا فقدنا الاهتمام به).
جميعنا لديه آلامه الخاصة، فالألم في نظر الكثير من المفكرين والفلاسفة هو الأصل بينما لحظات السعادة استثنائية، لتبقى رغبة الإنسان دائما في البحث عن الطمأنينة والسكينة، ويتوق إلى غياب الألم والشقاء، وكان فرويد يري أن العزلة عن الناس واحدة من الوسائل التي قد يصل من خلالها الإنسان إلى اللذة والسعادة، بينما كان يري آخرون عن الفن والأدب يخرجان الإنسان من الآمه، ويساعدونه على الخروج من الأوقات العصيبة، وبالتأكيد كثيرون رأراوا أن الحب هو غاية الإنسان للسعادة ونشوتها.. ربما الوصول إلى إجابة واضحة عن كيفية تخطي الآلم وكيفية وصول أليه واحدة من أصعب الإجابات التي لم يصل إليها الإنسان حتى الآن، لكن بالتأكيد هناك العديد من الكتب والدراسات التي حاولت الإجابة عنها، وقدمت روشتتها الخاصة لتكون دليل الإنسان في الخروج من عباءة الآلام، خاصة في مجال التنمية البشرية، منها:
كتاب كيف تتخطى آلامك وتواصل حياتك لـ لويز هاي
يحاول الكاتب في كتابه هذا إعادة بناء حياة الفرد بفكر جديد معزز بمشاعر حب النفس وتقديرها والثقة بها. وتهدف "لويز هاي" هنا إلى مشاركة القراء في الخبرات والتجارب المختلفة التي اكتسبتها, والتي تركز في الأساس على محاولة تنمية الجانب العقلي للفرد والتحكم فيه للعمل على التخلص من مشاعر الكآبة والحزن والملل التي تسيطر على حياته. إذا اتبعت النصائح والإرشادات التي ذكرتها "لويز هاي" في هذا الكتاب، فستلاحظ حدوث تغير جذري في حياتك. اقرأ الكتاب بتمعن وتركيز، واستفد مما فيه من معلومات قيّمة تمس أهم جوانب حياتك وتعمل على إصلاح ما ساء منها.
كتاب كيف تتخطي آلامك وتواصل حياتك
تجربة الألم: بين التحطيم والانبعاث لـ دافيد لوبروطون
يري هذا الكتاب أن الألم ليس استنساخا في الوعي لشرْخ عضوي، إنه يمزج الجسد بالمعنى. وهو جسْدنة للدلالة وبناءٌ لها. الألم لدى الفرد هو المواجهة بين واقعة جسدية وعالم من المعنى والقيم. والإحساس به ليس تسجيلا لتأثّر معين بقدر ما هو الصدى الداخلي لمُصاب واقعي أو رمزي. وفي الإحساس بالعالم، يكون الألم نفسه طريقة أخرى للتفكير فيه، وتغييره من المحسوس إلى المعقول. تحيل التجربة الإنسانية أولا إلى الدلالات التي بها يتم عيش العالم، لأن هذا الأخير لا يمنح نفسه بشكل آخر. ويكون التأثر العاطفي أول شيء في الإحساس بالألم، فهو يقيس حدته ونبرته. فكل ألم يكون وراء تحريك دلالة وتأثر عاطفي ما.
فن احتواء الذات
فن احتواء الذات لـ هال ستون وسيدرا ستون
هذا الكتاب يُخبرنا الكثير عن ماهية الأصوات التي تتصارع وتتناحر دومًا دون توقف، وكُلها نابعة من دواخلنا. لا يسعى لتحديدها وحسب، بل يسعى نحو تعليم الإنسان كيف يسمع نفسه، ويُدرك أصواته، ويقبلها. كثيرًا ما نتجاهل صوتنا الداخلي، لا نبحث وراء فهم الإشارات التي تمنحنا إياها ذواتنا. القليل منا يُدرك أن بداخلنا العديد من الأصوات التي تُمثل طاقات مختلفة موجودة داخلنا؛ صوت الطفل الداخلي، صوت الناقد، صوت القوة، صوت الغضب، صوت الخوف، صوت الحكمة، وغيرها من أصوات تُمثّل جوانب مختلفة لدينا، جوانب بعضها هشّ منبوذ وبعضها مسيطر، وقلة من ينتبه لتعدّد تلك الأصوات، ويُدرك أهمية فهم تناقضاتها.
كن الشخص الذي يجعلك سعيدا
كتاب لمجموعة من المؤلفين وفكرته الأساسية أن أكبر كذبة قيلت لنا هي: كن مع الشخص الذي يجعلك سعيدًا. الحقيقة هي أن السعادة شيءٌ تصنعه بنفسك؛ أن تكون سعيدًا مع نفسك لا يعني أن حياتك مثالية وأنك مثالي، بل يعني أنك تبحث عن جوهرك وسط العيوب. أنت تستحق الحب والعاطفة، حتى لو لم يقدرك أحدٌ بما يكفي لتعزيز هذا الاعتقاد. وتستحق الاستقرار والنجاح حتى لو لم تتمكن من رؤية خارطة الطريق التي ستوصلك إلى هناك. ففي كل مرة يحدث فيها خطأ ما، يمكنك تصحيحه. لأنك تعرف كيف تبدأ من جديد، وكيف تنقذ نفسك، وكيف تنهض مرة أخرى بعد كل خريف. توقف عن انتظار شخصٍ ما ليأتي ويجعل حياتك تستحق العيش.
كن الشخص الذي يجعلك سعيدا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة