أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على أهمية دور مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية، في العمل على دعم جهود تطوير منظومة البحث العلمي، من خلال الارتقاء بالأداء البحثي ومُخرجات الابتكار والتأثير المُجتمعي، مُشيرًا إلى أهمية ربط المُنتج البحثي بالصناعة، وتوجيه الأبحاث العلمية لخدمة المُجتمع، ومواجهة التحديات التي تواجه النمو الاقتصادي، تحقيقًا لأهداف التنمية المُستدامة للدولة (رؤية مصر 2030).
وفي هذا الإطار، وقعت مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية بمقر المدينة، 3 عقود اتفاق مع احدى الشركات لتصنيع المُنتجات الكيماوية، منها مُخصب طبيعي 100%
ويأتي توقيع عقود الاتفاق تفعيلاً لمبدأ تعاون البحث العلمي مع قطاع الصناعة، وطبقًا للإستراتيجية القومية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار 2030، وتحقيقًا لمحاور الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة منى عبداللطيف مدير المدينة على أن توقيع عقود الاتفاق جاء بهدف ضخ العديد من المُنتجات المُتميزة للسوق المصري، التي تستند إلى المعارف الفنية و التكنولوجية الناتجة من المشروعات البحثية التطبيقية بهدف تعميق الصناعات المحلية، والوطنية لخفض الاعتماد على الاستيراد، فضلاً عن زيادة التصدير، موضحًة أن مهام المدينة هو التخطيط الإستراتيجي، وإعداد الدراسات المُستقبلية، ونقل وتوليد وتطبيق التكنولوجيات التي تخدم قطاعات الإنتاج بهدف تطوير الإنتاج المحلي وزيادة القدرة التنافسية وإحلال المواد الأولية المحلية محل المستوردة، بالإضافًة إلى إيجاد البدائل التي تدفع بعجلة الإنتاج القومي، وكذا التصدي للمشاكل المُجتمعية المُزمنة والعمل على إيجاد الحلول المُلائمة لها وذلك عن طريق النماذج الأولية المُبتكرة لديها، التي يُمكن تطبيقها على مستوى تجريبي وصناعي من خلال تحويل المُخرجات إلى منتجات ذات مردود اقتصادي.
وأضافت مدير مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية أن توقيع عقود الاتفاق جاء نتيجة لجهود فريق مُتخصص ومُتميز من مكتب نقل وتسويق التكنولوجيا (TICO) بالمدينة، والذي يسعى لنقل نتائج البحوث والدراسات إلى مرحلة التصنيع التجاري من خلال التواصل مع مُختلف المؤسسات والهيئات الصناعية لتحويل المُخرجات البحثية إلى مُنتجات.
و من جهته، أكد الدكتور محمد حافظ الباحث بمعهد بحوث زراعة الأراضي القاحلة، أن الفريق البحثي قام من خلال أبحاثه العلمية التطبيقية بالتوصل لإنتاج ثلاث مُنتجات عضوية وهي: منتج Vermi-Compost طبیعی 100% والذي يحتوي على نسبة مُرتفعة من الأحماض العضوية والعناصر الغذائية التي يتم إنتاجها بواسطة إحدى أنواع ديدان التربة، وله القدرة على خفض استخدام الأسمدة الأزوتية في المشاتل الزراعية، موضحًا أن من أهم فوائده أنه خال من الملوثات و يُحسن بنية التربة، كما أنه يُستخدم لمكافحة الآفات والأمراض، مُشيرًا إلى أنه تم إنتاح منتج مخصب طبيعي 100 % يعرف باسم الأحماض الدبالية، ويُعد هذا المنتج فريد من نوعه، ومُستخلص من مواد صديقة للبيئة، ويحتوي على مجموعة من الأحماض العضوية التي تُستخدم كمخصبات ومُنشطات نمو طبيعية تُضاف إلى التربة أو يتم رشها على النبات وتُزيد من الإنتاجية بشكل آمن دون الاعتماد على أي إضافات كيميائية أخرى مما يدعم مبدأ الاستدامة الزراعية و رؤية مصر 2030.
وأضاف الباحث بمعهد بحوث زراعة الأراضي القاحلة أنه تم انتاج مُنتج مُطور من الأحماض الهيومية المخلوطة مع العناصر الصغرى والتي تُضاف رشًا على الأوراق لعلاج نقص العناصر الكُبرى والصغرى في المحاصيل الزراعية (الخضر والفاكهة)، حيث أثبت فاعلية كبيرة في الأراضي المصرية، مُشيرًا إلى أن هذه المُنتجات تُعد تطبيقًا لدعم الزراعة المُستدامة باعتبارها آمنة، وهي غير مُكلفة، وفعالة، وصديقة للبيئة، فضلاً عن أنها تدعم زيادة محتوى التربة من المادة العضوية، والعناصر الغذائية في السنوات التالية لاستخدامها، كما أنها تحافظ على التنوع البيولوجي بها بما يُساعد في استصلاح الأراضي وزيادة الرقعة الزراعية بمصر.