يستمر مسلسل الأكاذيب الإسرائيلية خلال الحرب الوحشية التي تشنها على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، وتهدد التطورات الأخيرة بتفاقم كارثة إنسانية بعد مرور أكثر من سبعة اشهر على بدء القصف الإسرائيلي وسط ادعاءات وتبادل اتهامات حول المتسبب في الازمة التي يدفع ثمنها الفلسطينيون.
واتهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إسرائيل بالتسبب في الازمة الإنسانية بالقطاع، مؤكدا أن الرعب والمجاعة يطاردان سكان غزة وإسرائيل وحدها هي القادرة على إزالة العقبات التي تحول دون ادخال المساعدات، وخلال زيارة سابقة للقاهرة، قال جوتيريش: دعوني أكون واضحا.. لا شيء يبرر هجمات حماس التي وقعت في 7 أكتوبر واحتجاز الرهائن في إسرائيل لكن لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.
وأضاف جوتيريش في الزيارة التي قام بها مارس الماضي: منع ارسال المساعدات الى غزة كارثة أخلاقية .. هناك صف طويل من شاحنات الإغاثة التي تنتظر العبور من مصر الى غزة لكنها محظورة على الجانب الاخر من البوابات حيث يحوم شبح المجاعة
وفي وقت لاحق، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، إن السلطات الإسرائيلية أبلغت الوكالة بأنها منعت على الفور وصول قوافل غذائية جديدة إلى شمال غزة.
وقال لازاريني: هذا أمر شائن ويجعل من المتعمد عرقلة المساعدة المنقذة للحياة أثناء المجاعة التي من صنع الإنسان يجب رفع هذه القيود وقال إنه من خلال منع نقل المساعدات من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، سوف تدق الساعة بشكل أسرع نحو المجاعة وسيموت كثيرون آخرون من الجوع والجفاف ونقص المأوى هذا لا يمكن أن يحدث.
وقال رئيس وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة إن شمال غزة يعاني بالفعل من مجاعة كاملة ويقول الخبراء إن جميع الفلسطينيين في القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون جوعا شديدا وقد تسبب الهجوم الإسرائيلي في دمار واسع النطاق وجعل إنتاج الغذاء المحلي شبه مستحيل، مما جعل غزة تعتمد بشكل كامل على منظمات الإغاثة للحصول على الغذاء والدواء والسلع الأساسية.
ويقول عمال الإغاثة إن عمليات الإنزال الجوي وخطط توصيل المساعدات عن طريق البحر ليست بديلاً عن التوصيل البري.
بدأت إسرائيل مؤخرًا في السماح لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بإيصال المساعدات عبر معبر إيريز في شمال غزة، الذي عانى من دمار شديد في الأشهر الأولى من الحرب وعزلته القوات الإسرائيلية إلى حد كبير.
وتقول وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة إن المجاعة تحدث في شمال غزة وأن الأمراض المعدية تنتشر بسرعة، حيث أصيب حوالي 90% من الأطفال بالمرض. وبقي نحو 300 ألف فلسطيني في شمال غزة بعد أن أمرت إسرائيل بإخلاء المنطقة بأكملها في أكتوبر
ووفقا لاسوشيتد برس تقول وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إن الأعمال العدائية المستمرة ورفض الجيش الإسرائيلي تسهيل عمليات التسليم وانهيار النظام داخل غزة تجعل من الصعب بشكل متزايد تقديم المساعدات الحيوية إلى جزء كبير من القطاع الساحلي.
وقال ماثيو هولينجورث، مدير برنامج الأغذية العالمي: تجد أن هناك أشخاصًا فاتتهم وجبات الطعام لمدة يوم أو يومين أو ثلاثة أيام - فهم يعانون من جوع شديد لكن لديك أيضًا أشخاصًا يعانون من الجوع الحاد، أي أنهم لا يأكلون لمدة أسبوع.
تخضع غزة لحصار إسرائيلي منذ عقود وقالت إسرائيل إن الحصار ضروري لمنع الجماعة المسلحة من استيراد الأسلحة، بينما انتقده منتقدون باعتباره شكلاً من أشكال العقاب الجماعي.
وحتى قبل الحرب، كان معدل البطالة في غزة يصل إلى حوالي 50% - من بين أعلى المعدلات في العالم - ودمرت سنوات العزلة إلى جانب أربع حروب سابقة القطاع الخاص. ومع ذلك، تدخل نحو 500 شاحنة يومياً تحمل بضائع تجارية ووقوداً ومساعدات.
وفي وقت لاحق رضخت إسرائيل تحت الضغط بدأت تسمح لعشرات الشاحنات بالدخول كل يوم من معبر رفح بين مصر وغزة. لكن جماعات الإغاثة قالت إنها واجهت عملية تفتيش مرهقة لم تسمح إلا بدخول القليل من المساعدات حتى مع تزايد الاحتياجات، مع نزوح حوالي 80% من الفلسطينيين من منازلهم. وتقول إسرائيل إن عمليات التفتيش ضرورية لأسباب أمنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة